اعتدت ان أغلق هاتفي مبكرا ولا اسمع خبر بعد 11 ليلا الّا فيما ندر..
في صباح هذا اليوم الساطع بشموس 29 يوليو في عدن..
اطّلعت على قرارات آخر ليلة البارح والتي نرجو ان لاتكون مثل قرارات آخر ليلة 30 نوفمبر 89م
لاننا تعبنا من التجارب.
هذه القرارات قضت
بتعين الأمين العام للمجلس الانتقالي الجنوبي الاستاذ احمد حامد لملس محافظا لعدن وهو شخصية يمتلك كريزما شخصية وسبق له العمل في مجال الإدارة كمدير عام ومحافظ لشبوة, وتعيين مدير جديد للشرطة العميد محمد الحامدي ولانعرفه شخصيا لكن كما علمنا من سيرته انه كادر حضرمي في الداخلية عمل في عدة مواقع منها مدير أمن حضرموت حتى 2010.
بالمقابل تابعنا بيان الناطق الرسمي للانتقالي نزار هيثم بالتراجع عن قرار الإدارة الذاتية الجنوبية معللا السبب بتحقيق الأهداف التي من أجلها تم إعلان الإدارة الذاتية (ودعوني هنا بين هلالين) و كما تعودت الصراحة مع الجميع.. ان نسأل أخونا العزيز نزار هيثم وقيادات المجلس هل بالفعل حققت الإدارة الذاتية أهدافها الكاملة؟ كان يستحسن إعادة صياغة الجملة بتعبير آخر..لأن الإدارة الذاتية اهدافها ليست سياسية ولا مرحلية بل دائمة تعني إدارة الشؤون المحلية وان كانت الإدارة الذاتية كما قال الدكتور محمد مسدوس في احد كتاباته رقم 72 كحق أدبي له..
ستسقط الإدارة الذاتية بمجرد تشكيل حكومة المناصفة وتنفيذ الشق السياسي باتفاق الرياض
مع انها مشروع المستقبل
عودة على بدء الحديث.. أكد الناطق الرسمي ان من تلك الأهداف
المحققة..تشكيل حكومة خلال 30 يوم بالمناصفة مع العلم ان المناصفة مقرة باتفاق الرياض وليست ناتجة عن الإدارة الذاتية..وكذلك تعيين محافظ ومدير أمن لعدن وخروج القوات لجبهات القتال .
والجديد بالفعل انه تم البدء بالتنفيذ لاتفاق الرياض في الواقع.
مما يعني أنها أي الإدارة الذاتية كانت قرار مرحلي للضغط على الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض ولم تكن قرار استراتيجي.
كم نرجو ان لايقع الاعزاء في الانتقالي في تكرار مثل تلك القرارات لانها سوف تظهره بدون استراتيجية اذا تعامل مع الشعب بقرارات مثل هكذا قرار وبتراجع عن مايعلنه لحسابات أخرى.
لكن نقول جميل جدا ان يتفق الفرقاء في الجنوب على خارطة طريق لتحقيق الاستقرار وتنفيذ اتفاق بالرياض والتراجع عن الإدارة الذاتية هذا شأن للانتقالي نحترمه فلم يستشر احد من شركائه عند اتخاذ القرار.
والسؤال هل هذه الخارطة بالفعل قابلة للتنفيذ في الواقع..؟
تذكروا أحبتنا الكرام ان بعض القرارات التي يتم اتخاذها لايمكن قياس الحد الأدنى لنجاحها الّا بوجود ضمانات على الارض للتنفيذ ووجود قاعدة شعبية تؤيد تلك القرارات ووجود قوة تحميها بعد توفيق الله. ويتطلب توقف المهاترات الإعلامية والصراع في القنوات والمواقع الخبرية والتواصل الاجتماعي بين أطراف اتفاق الرياض,
مالم فسيتم افشالها اذا لم تكن هناك إرادة قوية لتنفيذها وتعاملتم معها فقط كتتكيك مؤقت في الشرعية أو الانتقالي ومن سيدخلون الحكومة معكم فستعودون لقتال أشد من السابق.
(الخلاصة)
بعد ان تم تعيين محافظ لعدن ومدير أمن والبدء بالتنفيذ وستتبع ذلك قرارات جديدة أملنا ان يتم الأخذ بالآتي.
1..ان يتجه قاده المجلس الانتقالي لتعزيز الشراكة مع القوى التي ليست ممثلة في المجلس والذين يتفقون في الأهداف معكم والعمل المُشترك..وكذلك التصالح مع القوى التي تعنى باتفاق الرياض فلم يعد مايستدعي التباعد بعد ان أصبحتم في حكومة واحدة وشركاء باتفاق الرياض, لابد ان تعملوا بشكل موحد ليرى المواطن حيا على خير العمل في الواقع.
2..ان نلمس من فخامة الأخ الرئيس هادي خطاب جديد وآلية عمل غير التي سار عليها منذو سنوات فالحديث عن الشراكة مازال يدور في نفس نفق الوجوه المكررة والحديث عن البناء مازال في القنوات لاوجود له في الواقع.. فإذا كان حلفاء الرئيس يشتكون من أي تهميش لهم من الانتقالي فلاينسوا التهميش الذي يطال البقية من الشرعية ممن هم ليسوا في السلطة لاسباب عدم انتمائهم للأحزاب التي تعمل في السلطة أو لم يشاركوا بمؤتمر حوار صنعاء أومع الاحترام لكم مناطقية.!
نجاح اتفاق الرياض والشراكة فرصة أخيرة لكم الجميع في السلطة والانتقالي والمكونات التي تنافس الانتقالي وليس لمن هم خارج السلطة والانتقالي والمكونات الجنوبية التي تنافس السلطة..وانكسار الجنوب يعني انكساركم كلكم ففيه تعيشون وعلى أرضه تحكمون ومن ثرواته تنفقون وبالتالي إذا لم يلمس الشعب تغيّر في الواقع في التنمية والخدمات والاسقرار فسيعود الجميع لمربعه السابق بصراع جديد وهذا ضياع للاعمار وحرام ان نستمر نقضي أعمارنا في تجارب الفشل والحروب.
3..ان يلمس الجنوب من التحالف العربي مصداقية في تبني تغيير الصورة السابقة التي ارتسمت في مخيل الداخل والخارج عن عجز التحالف في تحقيق الاستقرار في الجنوب وتحقيق التنمية وإعادة الإعمار وايقاف الصراع بين حلفاء التحالف فإن أي انهيار جديد سيجعل الكثير من المواقف تتغير وستخسرون الجنوب بتدخل قوى اقليمية تنتظر تعثركم وفشلكم وحينها لاتلومون من يتجه للتحالف غرباً أو شرقاً بعد ان منحكم شعب الجنوب المجال الكامل للنجاح ونصر أهدافكم كما أعترف لكم بدعمكم له ونصرته في 2015م.
اخيرا فإن الحكم النهائي على إعلان آخر ليلة 29 يوليو مانراه في الواقع.
لكننا لانتردد في قول النصح والحق
قبل الفشل ..لأن قول النصح بعد الفشل مجرد تسجيل موقف لاخير فيه.
ننتظر منكم الجميع آلية عمل تتحقق في الواقع وتغيير الصورة السابقة بما فيهم ممن سيشاركون في الحكومة ممن هم خارج الانتقالي والأحزاب اليمنية المعترف بها في الشرعية فهناك مكونات منها الائتلاف الجنوبي والحراك الثوري والمؤتمر الجامع ومجلس المهرة الخ...نسمع انهم سيشاركون في الحكومة..
فمشاركتهم يعني انهم شركاء في التنفيذ فما عاد ينفع بعدها رجل في السلطة ورجل في المعارضة لأن الشعب تعب من تناقض المواقف.
رأي شخصي..
علي بن شنظور..ابوخالد
رئيس منظمة منبر عدن (مسار) للحوار والسلام
29 يوليو 2020م