وجه الرئيس عيدروس الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي جملة من الرسائل المهمة في كلمته التي ألقاها لشعب الجنوب، أمس الاثنين، بالتزامن مع ذكرى إعلان عدن التاريخي في الرابع من مايو 2017م، غير أن أهم تلك الرسائل التي ارتبطت بتأكيده على أن "الانتقالي حريص على السير بشعب الجنوب في طريق آمن وبخطى مدروسة نحو استعادة الدولة".
هناك جملة من الخطوات والقرارات التي تفسر هذه النقطة من الخطاب، والتي بدأت منذ إعلان تأسيس المجلس الانتقالي الجنوبي، إذ كان هناك حرص على أن يكون تأسيسه بتوافق وتأييد شعبي، بما لا يؤدي إلى أي انقسامات تزيد متاعب قضية الجنوب بدلا من حلها، وبالتالي فإن التوقيع على إعلان عدن التاريخي كان تفويضا شعبيا للمجلس الانتقالي برئاسة عيدروس الزُبيدي بالتحدث باسم الجنوب، ويعد أولى خطوات الطريق الآمن نحو استعادة الدولة.
وكذلك فإن المجلس الانتقالي انفتح على جميع الأطراف الإقليمية لعرض القضية الجنوبية وتوضيح كثير من الشائعات والأكاذيب التي روجتها الحكومات اليمنية المتعاقبة بشأن أبناء الجنوب العربي، ولم يعادِ الانتقالي أي قوى باستثناء التي عملت بالأساس على نشر الفوضى في الجنوب، وأبدى ترحيباً مستمراً بأهمية الوصول إلى حل سياسي ينهي الأزمة اليمنية ويضمن استعادة دولة الجنوب العربي.
تمكن الانتقالي من نسج العديد من العلاقات الدبلوماسية مع القوى الإقليمية الكبرى وعلى رأسها بريطانيا وروسيا، يعد دليل آخر على أن المجلس الانتقالي يسير بالجنوب في طريق آمن نحو تحقيق الاستقلال، لأنه يدرك تماماً أن تلك الخطوة لا يمكن أن تنجح من دون الحصول على تأييد دولي بدأت تظهر بوادره من خلال عدم اعتراض أي من القوى الإقليمية الكبرى على خطوة الإدارة الذاتية.
وهو أمر عبّر عنه الرئيس الزُبيدي في خطابه بتأكيده على "مواصلة الانتقالي الاتصالات المكثفة مع دوائر صناعة القرار الدولي والإقليمي، وعلى رأسها الدول الراعية للعملية السياسية وأعضاء مجلس الأمن الدولي والاتحاد الأوروبي، واطلاع المجتمع الدولي على مستجدات الأوضاع على الأرض في كل الجوانب، ومناقشة الفاعلين الدوليين في مختلف الملفات والقضايا".
لم يخرج الجنوب عن الشرعية الدولية التي تضمن استعادة الدولة ولكن في المقابل فإن الانتقالي أثبت قدرته على مواجهة أي اعتداء موجه بحق أبناء الجنوب، وتعامل مع المجتمع الدولي من منطلق القوة لا الضعف وهو ما مكنه من تحقيق العديد من المكاسب السياسية في فترة وجيزة، وكان ذلك دافعاً لتوقيع اتفاق الرياض الذي عد بمثابة أحد الطرق الآمنة التي سار عليها الانتقالي لاستعادة الدولة.
على المستوى الداخلي فإن الانتقالي اتخذ جملة من القرارات التي هدفت لضمان سيره في الطريق السليم وذلك بعد أن بذل جهود كبيرة في تفعيل العمل المؤسسي بالهيئات المركزية للمجلس، والقيادات المحلية على مستوى المحافظات والمديريات، بما ساعده في النهاية على "صناعة الواقع السياسي الذي يخلق البيئة الصالحة لبناء مستقبل آمن".
*- المشهد العربي