إن الله سبحانه وتعالى عندما تحدث في كتابه القرآن الكريم عن النفس قال ( ونفس وما سواها * فألهمها فجورها وتقواها ) أي أن كل إنسان يعرف الصح من الخطاء فمثلا من الناحية الدينية :
نحن جميعا نعرف إن الدين هو الإيمان بأركان الإيمان السته اعتقادا واحتسابا ثم أداء أركان الإسلام الخمسة ثم تحري الحلال من الرزق ثم عمل كل ما هو خير ثم الانتهاء عن كل ما هو شر لكنا أحيانا لا نأتي ذالك كليا واحيانا فقط نأتيه جزئيا .
ثم نحن نعلم حلول المشاكل التي تواجهنا ولكنا لا نأتيها واول هذه المشاكل مشكلة السلطة والتي هي المعضلة الأساسية التي تؤدي إلى الحروب وإهدار الثروات الماديه والبشريه وتجلب الفساد والإرهاب والفقر والمرض والجهل والتخلف في حين أنا نعلم ان حلها هو انتخابات ديمقراطية حرة نزيهة تؤسس لمبدأ التداول السلمي لسلطة ولكنا لا نأتي هذا الحل واستبدلناه باستخدام العنف لإقصاء الآخر .
ثم مشكلة الهوية الوطنية ، وهذه المشكلة نعرف حلها داخليا وخارجيا لكن لا نأتيه
أولا داخليا : إن مشاكل الهوية في إطار الدولة الواحدة ، نعرف حلها جميعا وهو إجراء عملية استفتاء حر ونزيه ديمقراطي والالتزام بنتائج هذا الاستفتاء ، ولكنا لا نأتي هذا الحل واستبدلناه بالعنف للاستيلاء على حق الآخرين .
ثانيا خارجيا : ونعني بخارجيا هو الصراع مع الدول الأخرى على الحدود أو مناطق محتلة من الدولة من قبل دولة أخرى ، وهذه يأتي حلها عبر المفاوضات المباشرة أو المفاوضات عبر وسيط أو المفاوضات عبر هيئة الأمم المتحدة أو اللجوء إلى محكمة العدل الدولية ، ولكنا ايضا لا نأتي هذا الحل بل نذهب إلى الحروب والتي تؤدي إلى إهدار الكثير من الثروات الماديه والبشريه .
ومن خلال قراءاتنا لكل هذه المعطيات ، يتبادر سؤال إلى الذهن لماذا المنظمات الدولية كهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن ، والمنظمات الاقليميه كمنظمة الدول الإسلامية والجامعة العربية ، لم تساعد الدول التي تعاني من هذه المشاكل على الرضوخ لهذه الحلول ، التي هي جزء من ادبياتها ، أعتقد أن الجواب على هذا السؤال هو إن هناك مصالح ظاهرة وخفية من استمرار هذا الصراع للجانب الدولي والإقليمي .
وفي تقديري إن الأيتاء با لصحيح من الحلول لن يأتي إلا من داخل هذه الدول التي تعاني من هذه الصراعات بعد إن تعي شعوب هذه الدول إن العنف لا يمكن أن يكون حلا لهذه المشاكل التي تواجها وإنما الحل هو كما ذكرناه سابقا .