بداية لايمكن مقارنة قضية الجنوب بقضايا مثل الصحراء المغربية او الأقاليم الكردية في المنطقة او اقليم كاتالونيا او اقليم الباسك فهي ارفع وأكثر وضوحا وتداخلا لكن اورت هذه القضايا على سبيل القول ان القضايا التي تحمل (هوية ) او بعد سياسي لاتموت مهما كانت (الضغوطات والقمع)في أمثلة الأكراد او المغريات الإدارية والصلاحيات في حالة الأقاليم الأوربية !
ولان قضية الجنوب لايمكن مقارنتها بهذه القضايا فبالتالي موضوع الموت والنسيان تحت اي ظروف هي مستبعدة هذا اذا الغينا كل مت وصل اليه الجنوبيين من (قوة )عسكرية وسياسية لحماية هذه القضية!
لكن نحن هنا نناقش الحسابات الداخلية والخارجية المؤثرة على هذه القضية وهي حسابات كالتالي أمريكية أوربية روسية صينية بريطانية وخليجية وهناك حسابات القوى الداخلية وهي المؤتمر جناح صالح والاخوان والحوثيين فتعالوا ندرس تلك الحسابات !
1)امريكا طالما اعتبرت الولايات الماحدة الأمريكية اليمن (مكسيك السعودية )وملف سعودي لاسيما الشمال وكانت تعتبره (منطقة عازلة) ضد تمدد الاشتراكي باتجاه (خزانات النفط في الخليج )وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي تركت للمملكة حرية التصرف حتى مع الجنوب وكانت مع خيارات المملكة سوى (وحدوية او انفصالية )وساندت المملكة في دعم الجنوب في حرب 94م لكن بعد ظهور مايسمى الإرهاب اعتبرت الولايات المتحدة اليمن (ملف ارهاب) فقط اما السياسة فمتروكة للسعودية لكن بعد الحرب الأخيرة بدات الولايات الماحدة في سياسة منفصلة عن المملكة نوعا ما لا تحرص على (الاستقرار )لمنع توسع الإرهاب فقط بل وتدخل اليمن ضمن حسابات التوازنات والنفوذ مع ايران وروسيا وحتى الصين وهنا يكمن الفرق مع السياسة السعودية نوعا ما!
الأمريكيين سيحرصون على أمرين في حساباتهم الاستراتيجية :
1)البقاء اطول فترة ممكنة (علنيا)على نفس الادبيات دعم وحدة اليمن وحكومته الشرعية وجهد الرياض لإعادة اليمن (شمال وجنوب )الى حضن العرب وإبعاده عن نفوذ ايران مع العمل على (البلان بي)الخطة الثانية وهي تقوية علاقاتها مع قوى الجنوب سريا تحوطا للسيناريو الثاني !
2)في حالة الوصول الى قناعة بفشل المملكة في اعادة اليمن ككل الى حضن العرب يجب ان يتم الحفاظ على (الجنوب )على الاقل خارج نفوذ ايران طالما هو تحرر منه ولديه قضية وبالتالي صنع استقرار فيه لمنع (انتشار الإرهاب )ومع نفوذ ايران على باب المندب ومنع النفوذ الروسي في جنوب البحر الأحمر وتحجيم النفوذ الصيني في القرن الأفريقي وتعطيل طريق الحرير !
اذا في استراتيجية أمريكية تجاه الجنوب نقاط أهمها :
1)منع نفوذ ايران على كل اليمن
2)عدم ترك قوى الجنوب الفاعلة على الأرض لعلاقات مع روسيا والصين فقط ومعادة قضيتهم وبالتالي خسارة قدم في اهم منطقة !
3)عدم ترك هذا الجزء المهم من الجزيرة العربية غير مستقر لتفادي وجود عمر الفاروق عبدالمطلب اخر وقوع نشط للقاعدة!
كل المؤشرات الحالية تدل على اضطرار أمريكي للبلان بي وبالتالي دعم الجنوب وقواه!