أربعة أعوام كانت كارثية بكل ما تحمله الكلمة من معنى في حق مؤسسة حكومية مهمة تمثل مفصلا مهما بل إن لم نبالغ فهي بمثابة عمود فقري للهيكل الإداري و التنفيذي للدولة و أين في قلب هذه الدولة في عاصمتها (عدن) .
مكتب المالية عدن مأساة إدارية إستمرت حكايتها أربعة أعوام حملت عنوان بارز هو (علي طه صالح) مدير مكتب المالية عدن ، و حتى نكون منصفين و بعيدين عن أي تجني جاء الرجل كغيره من اللذين قدموا إلى مؤسسات الدولة في عدن في وضع استثنائي و ذلك في العام الأول لما بعد الحرب رغم أن مكتب المالية عدن لم يتضرر إطلاقا كمبنى من تبعات تلك الحرب إلا أن الوضع الأمني حينها كان يقف حاجزا منيعا أمام عودة تلك المؤسسات لممارسة عملها .... إنتهى ذلك الوضع الأمني و عادت الحياة إلى طبيعتها شيء فشيئا إلى المدينة برمتها و عادت الناس إلى مقر أعمالها ..... كان من الملاحظ جدا بأن مكتب المالية عدن تقع عليه مسؤولية كبيرة في تلك الفترة و كان من الواجب أن تدرك إدارته حجم تلك المسؤولية الوطنية الكبيرة و أن تعمل جاهدة في تدليل الصعوبات أمام الجميع و أن تحسن التصرف و الإدارة لكنها لم تقوم بذلك إطلاقا فأستغلت تلك الإدارة توظيف تلك الظروف فقط لصالحها و استغلت حاجة المحتاجين و الضعفاء في ممارسة أسواء أشكال الإمتهان و الابتزاز و لم يكن ذلك بخافي عن الجميع فالجميع كان على علم بتلك الممارسات السيئة الصيت .... حتى أنه أطلق البعض على مديرها لقبا تداوله موظفي البنك المركزي عدن آنذاك ب (...... جونية) ساخرين من تصرفات الرجل و إقامته الشبه دائمة هناك في البنك المركزي عدن و مطاردته للمقاولين في تصرفات لا يمكن أن يقبلها أحد من مجرد موظف عادي في الدولة فكيف الحال برجل يشغل هذا الموقع المهم فيها ..... لم يكتفي علي طه مدير مكتب المالية بهذا فأنطلق يشكل ما يشبه لوبي صغير في داخل المكتب وظفه أسواء توظيف ، سخر الرجل موقعه لخدمة مصالحه فقط لا مصالح موظفيه و الناس ..... شهد المكتب إهمالا كبيرا و أحداث غريبة و عجيبة في ذات الوقت .... كتبنا عنها في حينها و حذرنا من استمرار هذا الوضع تحت قيادة هذا الشخص و كنا نعلم جيدا و مسبقا تلك العقلية التي يقود بها هذا الرجل إدارة هذه المؤسسة فلم نستغرب ما قام به اتجاهنا بعد أن تناولنا تلك القضية بحياد و الذي دفع بنا إلى الكتابة عنها هو انتمائنا لهذه المؤسسة و هذه المدينة .
حريق التهمت نيرانه غرفة أرشيف المكتب فتح فيه تحقيق لم نعرف بعدها أين توقف ذلك التحقيق و ما هي نتائجه لكن ما نحن متأكدون منه تماما أن وقوع حادثة كهذه تجعل الرجل يقف في موقع المسألة على أقل تقدير إن لم تكن الإقالة و مع ذلك اختفى ذلك التحقيق و ظل علي طه يتبجح بأنه بعيد عن أي مسألة و أنه مسنود بأصحاب مصالح كبيرة في هذه الدولة و حقيقة الرجل لم يكذب في هذا و الدليل على ذلك بقائه على ذلك الكرسي طيلة هذه المدة برغم صيته السيء الذكر ، أعقب الحريق الذي لحق بغرفة أرشيف المكتب تفجيرا هائلا للمكتب بسيارة مفخخة وضعت بالقرب من بوابة المكتب .... تفجيرا لم تتبناه لا القاعدة و لا داعش و لا العفاريت الزرقاء في وضع و توقيت كانت الناس في هذه المدينة قد بدأت تنسى تماما وقوع تلك الحوادث ..... ما دواعي ذلك التفجير و من يقف خلفه و ما هي النتائج التي ترتبت عليه لا أحد يعلم إطلاقا إجابة على كل تلك التساؤلات و كأن ما حدث هو مجرد حادث عرضي صغير مر مرور الكرام ...... أعيد بعدها بناء الجزء الذي تضرر من المكتب لكن لم يعاد أبدا إعادة النظر في تلك الإدارة و تقييم أدائها .
الكثير و الكثير من الكوارث التي أنتجتها إدارة علي طه لمكتب مالية عدن ، جاء نائب وزير المالية الأستاذ / سالم بن بريك ليضع أصبعه على الجرح و يحاول إعادة الأمور إلى نصابها و معالجة تلك الأضرار التي خلفها هذا الكارثة و البدء بتصحيح أوضاع الوزارة و المكتب معا و بدأ بخطوات عديدة وصولا إلى إقالة هذا الرجل من موقعه كما سمعنا اليوم بقرار من محافظ محافظة عدن لكن كما قال السابقون في أمثالهم : (( ان لم تستحي فأصنع ما شئت )) رفض الرجل التوقيع على مذكرة الاستلام و التسليم و لم يبدوا لي الأمر مستغربا على رجل تعود البجاحة دوما بأنه محمي و مسنود من مراكز الفساد في هذه الدولة التي يمرر لها مصالحها ظنا منه بأنه بعيدا عن أي مسألة لم يكذب الأولون حين قالوا :(( من أمن العقاب أساء الأدب)) .
بقلم / نزار أنور