أبو رغال هذا هو أول من يخون قومه مقابل أجر معلوم ولمصلحته الشخصية فهو الدليل العربي لجيش أبرهة، فما كان الأحباش يعرفون مكان الكعبة
وكلما جاؤوا بدليل من العرب ليدلهم على طريق مكة المكرمة لهدم الكعبة يرفض مهما عرضوا عليه من مال، ولم يقبل هذا العمل سوى أبو رغال فكان جزاؤه من جنس عمله أن نعت كل خائن لقومه بعده بأبي رغال ، وقد ثبت أن عمر -رضي الله عنه- قال لغيلان الثقفي: لتراجعن نساءك أو لأرجمن قبرك كما رُجِمَ قبر أبي رغال!.
أنجز أبورغال مهمته مدفوعة الثمن ودلَّ أبرهة وجنوده على الطريق وهم يمتطون أفيالهم ويحملون عتادهم على طريق مكة لكن "القاهر فوق عباده" جعل "كيدهم في تضليل وأرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجِّيل فجعلهم كعصف مَأْكُول" ، وجني أبو رغال ما حصدت يداه ليصبح على مرِّ التاريخ رمزًا للخيانة والعمالة والنذالة، ولا ينظر له إلا باحتقار وازدراء وصار مضرب الأمثال!
ولأن دخول أبو رغال الثقفي إلى مكة على ظهر أفيال الأحباش، ففي بلادنا اليوم رغالات كثر! نهجهم نهج أبيهم أبي رغال : فهم أحفاده واليوم في شبوة يخرج علينا أحفاد الخائن التاريخي في ثوب جديد "شخصيات سياسية" .. وأحزاب وقيادات عسكرية يعلنون عدم ولائهم للوطن وولائهم لغيره يعارضون قرارا سياديا للجنوب ويقودون طلائع الاحتلال نحو بيحان وعتق فعلى أبناء الجنوب والمقاومة الجنوبية والنخب التصدي لهم قبل فوات الأوان
( ابو عبدالله باراس)