يقولون السياسة قوت الشعوب ! والعبارة صحيحة الى حد ما فكل شعوب الدنيا تتناول السياسة والحكي فيها , ولكن في بعض البلاد العربية تناول السياسة يعتبر إخلال بالامن القومي للدولة أو تآمر على قلب نظام الحكم .
والغريب انه في جزء من ذلك العالم العربي شعب لايستطيع العيش بدون كلام في السياسة ليس لانه مختلف عن الآخرين أو أن نظامه ديمقراطي ! لكنه شعب فاضي عاطل عن العمل .
ولو أردت ان تعرف من هو ذلك الشعب فعليك بالجنوب (العربي) . ستجد هناك شعب قوته وحياته السياسة لا يستطيع العيش بدونها فهي كالهوى بالنسبة له . وهي عمود نقاشهم وكلامهم في المسجد والمدرسة والمقهى والشارع والبيت ويكثرون النقاش السياسي في مجالس القات والمناسبات مثل الاعراس والعزاء وحتى في سيارات الاجرة اثناء الركوب . وقلما تجدهم يتكلمون في العمل او يناقشون كيفية انشاء مشاريع خاصة و تنميتها وتطويرها ليستفيدوا منها !
وتلك ظاهرة ملفته تحتاج الى دراسة سايكولوجية لنفسيات المواطنين في الجنوب من قبل مختصين في علم النفس كون تناول السياسة اصبح ظاهرة او وباء .
من يسافرون الى دول اجنبية اخرى يلاحظون شيئا مختلفا , الشعوب تتكلم عن اعمالها ومشاريعها حياتها اليومية ولا تتدكر السياسة ووجع الدماغ منها الا وقت الانتخابات وفي زمن محدد فقط .
أما كلام السياسة ونقاشها من كل الشعب بكل فئاته ماركة مسجلة خصوصي لشعب الجنوب وهي قوتهم اليومي وشغلهم الشاغل والجميع يمارسون هذه الظاهرة الكبار والصغار والرجال والنساء المتعلمين والأميين الرعيان والفلاحين الاغنياء والفقراء ... الجميع دون استثناء حتى الحجام يصم اذنيك عندما يحجمك وهو يشرح لك السياسة العالمية والمحلية والتدخلات والمؤامرات ويحلل الاخبار بطريقة يعجز عنها خبراء القانون الدولي ومهندسي السياسة العالمية .. .
هذه الظاهرة أصبحت مهنة العاطلين والعاملين ومتنفس الموظفين في كل لقاء بين اثنين أو أكثر ! بل أن كل شخص تقريبا يحدث نفسه بالسياسة إن لم يجد من يحدثه.. يبني دول ويدمر اخرى , يصادق شعوب ويعادي اخرى وهكذا ... !
إذا لماذا نحن اكثر شعوب الارض تناولا للسياسة ؟؟
ماهو السبب ؟
هل هو نتيجة الكبت من قبل الحكومات ؟
ام هو نتيجة ثقافة مكتسبه ( اسكت مالك دخل) ؟
ام أن ذلك بسبب البطالة المتفشية في مجتمعنا ؟
للإجابة على الاسئلة لابد للمجيب أن يكون ملما بكل المناحي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والنفسية للمجتمع الجنوبي .
ومن الصعب علينا ان نجيب عليها ونحن معلوماتنا ضئيلة وعلمنا محدود , لسنا علماء نفس او اقتصاد .
لكنا نترك الإجابة لغيرنا من المتخصصين في هدا المجال ممن يستطيعون تفسير تلك الظاهرة التي اصبحت وباء يشغل عقول الناس في مجتمعنا ولا يترك اي مساحة للتفكير في ما يفيد الشخص والمجتمع من اعمال ترفد الاقتصاد وتساعد على استقرار البلاد .
الجواب عليكم
والسلام عليكم