يستاء بنا الحال ويزداد فينا القلق والخوف حين يرغمنا القدر أن نسافر على الخطوط الجوية اليمنية لأنها شركة الطيران الوحيدة المصرح لها ممارسة عملها في اليمن بسبب الحرب.
فالمسافر على الخطوط الجوية اليمنية لا ينتابه هذا الشعور بالقلق والخوف من فراغ بل يأتيه هذا الشعور من أول يوم يذهب فيه إلى المكاتب المختصة للحجز من أجل السفر إما للعلاج أو للدراسة أو للنزهة فهو مضطر للحجز عليها لعدم وجود المنافس لها واحتكار السوق وعدم إتاحة المجال لشركات أخرى بكل تأكيد ستقدم خدمات ممتازة وبإشعار مناسبة بالمقارنة مع اليمنية.
فالفوضى والسمسرة والفشل الذريع في المواعيد والابتزاز لا يعانيه المواطن اليمني إلا عند دخول مكاتب اليمنية، وحين يبدأ الشخص في حجز المقعد بعد عناء طويل يتفاجأ بالمبلغ الكبير الذي يصل إلى (250 ألف ريال) قيمة التذكرة الواحدة، والتي يفوق سعرها سعر التذاكر في أرقى الخطوط الجوية الأخرى للطيران.
ذات يوم وأنا في مطار عدن الدولي متجهاً إلى إحدى العواصم العربية عبر الخطوط الجوية اليمنية منذ الساعة الخامسة فجراً إلى الساعة العاشرة مساء في انتظار اصلاح خللاً فنيا توقفت على إثره الطائرة وهي على مدرج مطار عدن وجميع الركاب قد صعدوا عليها، وجميعنا ينتظر بفارغ الصبر لحظة إقلاعها نتفاجأ بصوت ينادي الجميع بإخلاء مقاعدهم والنزول من على الطائرة والانتظار إلى حين إصلاح هذا الخلل، حتى وصلت الساعة إلى حوالي العاشرة مساء والجميع في الانتظار دون أية توضيحات من المختصين عن الرحلة ما إذا كانت مستمرة أو تفاصيل دقيقة عن الحلول الناجعة، ولم يجد المسافرين من يرشدهم أو يمدهم بمعلومات وحلول عن موعد الرحلة بعد إصلاح الخلل الفني، مما تسبب بتذمر واستياء كبير بين المسافرين وعوائلهم الذين جاءوا من مختلف محافظات الوطن.
فبالرغم من هذه المبالغ الضخمة التي تدفع لحجز التذاكر في طيران اليمنية إلا أن الخدمة فيها ضعيفة جدا إذ لم تكن معدومة أساساً، وعدد الرحلات تقلص إلى رحلة واحدة في اليوم يكسوها الخوف والهلع الذي يزداد حين يدخل المسافر بوابة المطار للسفر بل وينصدم بتغيير موعد السفر، والذي يكون تفسيرهم عن هذا التأخير هو أن هناك خللاً في المحركات أو في تكييف الطائرة ،
سؤالنا لوزارة النقل والمسؤولين في اليمنية والمختصين أين الصيانة لهذه الطائرات المتهالكة أساساً والتي تعدت عمرها الافتراضي؟ لماذا المواطن اليمني لا يمكن له أن يشعر براحة البال حتى ولو دفع دم قلبة؟ ومن المسؤول عن تدهور الخدمات في طيران اليمنية؟ ولماذا ينظر كل القائمين على هذه المؤسسة بعين المتفرج الذي لا حول له ولا قوة؟.
- من اياد باحداد