تستطيع قناة الجزيرة أن تستقطب المرتزقة ليطعنوا في جهود التحالف العربي في اليمن، وفي المقابل تبقى أمام حكومة قطر وقناتها حقيقة مئات الشهداء من أبناء السعودية والإمارات الذين امتزجت دماؤهم الطاهرة بتراب اليمن العربي.
الثلاثاء 2018/07/10
ضع تصريح نائب وزير الداخلية اليمني علي ناصر لخشع الذي نفى فيه وجود سجون سرية في المحافظات المحررة حدا لافتراءات إخوان اليمن وإدعاءاتهم بأن التحالف العربي يدير سجونا سرية خارج إطار القانون، ومع أن لخشع كان له تصريح يناقض هذا التصريح ولكن يبدو أن القيادات التابعة للشرعية والتي بدأت تتخلص شيئا ما من سيطرة إخوان اليمن بانتقالها إلى عدن أخذت تتحرر من قبضة الإخوان شيئا ما، وهذا ما يمكن أن نلمسه في عدة تغيرات منذ زيارة وزير الداخلية اليمني، أحمد الميسري، لدولة الإمارات، ومع ذلك فإن الأهم هو تأكيد الشرعية على أن إدعاءات السجون السرية ليست موجودة إلا في قناة الجزيرة وفي رأس توكل كرمان ومجموعتها المهووسة في تركيا.
في الأول من سبتمبر 2017 نشرت مقالا بعنوان “قناة الجزيرة أو هي حمالة الحطب” جاء فيه “يبدو أن قناة الجزيرة القطرية لم تجد سبيلا لمواجهة ما تبثه وسائل الإعلام المختلفة حول علاقة النظام القطري بالإرهاب وتمويله، غير أن تمارس وصايتها على الكذب والبهتان وتزييف الحقائق، فمجددا عادت قناة الجزيرة لتقدم فيلما أنتجته بعنوان ‘الوصاية’ تدعي فيه أن التحالف العربي في اليمن تحول إلى قوة غزو واحتلال، فيلم نسجت خيوطه القناة القطرية من تقرير مولته الحكومة القطرية ذاتها في شهر يونيو 2017 عبر منظمة وهمية اسمها منظمة سام تابعة لتنظيم الإخوان الفرع اليمني، ومسجلة في شرق آسيا بعنوان لمطعم غير معروف”.
للقصة بقية، هذا هو البرنامج الذي ظهر فيه توثيق برنامج “الوصاية” الذي يتحدث عن السجون السرية في حضرموت وعدن والتي ادعى تقرير منظمة سام وجودها وإدارتها من قبل قوة الحزام الأمني والنخبة الحضرمية وتشرف دولة الإمارات على إدارة تلك السجون، ليس جديدا ما جاء في برنامج “الوصاية” من تزييف ولكن ما لم تجرؤ الجزيرة على أن تتحدث عنه سنتحدث عنه ونتحداها أن تبثه لأنه يكشف كذبها.
أصدر الرئيس عبدربه منصور هادي توجيهاته بتشكيل لجنة للتحقيق في ما أوردته منظمة سام وما أيدته منظمة هيومن رايتس واتش حول مزاعم السجون السرية، وقامت اللجنة بزيارة لمطار الريان في المُكلا ولمقر قيادة الحزام الأمني في عدن واطلعت على كافة الموقوفين في المواقع المذكورة، وثبت لدى اللجنة تسجيل الموقوفين على ذمة قضايا إرهاب وقضايا جنائية، وأن توقيفهم بانتظار تفعيل دور النيابة العامة في المحافظات المحررة، وأن كل المواقع هي بيد قوات أمنية يمنية ليس لدول التحالف العربي شأن بها.
عقد اللواء فرج سالمين البحسني، قائد المنطقة العسكرية الثانية محافظ حضرموت، في الثاني من يوليو 2017 مؤتمرا صحافيا في المُكلا كشف فيه القرارات الجمهورية التي تؤكد أن قوات النخبة الحضرمية تم تشكيلها بقرار رئاسي، شأنها شأن بقية التشكيلات العسكرية سواء كانت الحزام الأمني أو النخبة الشبوانية، وأن المهام الأساسية الموكلة إليها هي مكافحة الإرهاب وإسناد القوات الأمنية في المحافظات المحررة.
لم تتطرق قناة الجزيرة إلى هذه الحيثيات لأنها تسقط إدعاءات الجهات التي تقف خلف حملة الطعن في التحالف العربي وجهود مكافحة الإرهاب في اليمن، تتجاهل قطر وقناتها أن السعوديين والإماراتيين يقومون بواحدة من أوسع عمليات مكافحة الإرهاب في العالم، فمساحة العمليات الأمنية تجري في أكثر من 300 كيلومتر مربع انتشرت فيها العناصر الإرهابية على مدار عقود لعبت فيها قطر دور التمويل، بل وحتى التسليح في أجزاء معروفة من تاريخ الإرهاب في اليمن.
تستطيع الجزيرة أن تستقطب المرتزقة ليطعنوا في جهود التحالف العربي في اليمن، وفي المقابل تبقى أمام حكومة قطر وقناتها حقيقة مئات الشهداء من أبناء السعودية والإمارات الذين امتزجت دماؤهم بتراب اليمن العربي. تبقى قطر عاجزة عن أن تظهر صورة حفيد الشيخ زايد آل نهيان الذي أصيب في معركة تطهير اليمن من الإرهاب الذي موله تنظيم الحمدين لزعزعة استقرار المنطقة كلها.
لن تتوقف الجزيرة عن الكذب، بل إنها اعتمدت نفسها وصية على الكذب نفسه وتزييف الحقائق ومخادعة الشعوب لتمرير أجندة الفوضى التي يقودها حمد بن خليفة وحمد بن جاسم في رغبة دفينة تحاول فيها قطر أن تتجاوز مساحتها المجهرية لتلعب أدوارا أكبر من حجمها الضئيل، وستبقى هذه العقلية المصابة بالجنون في غيها تنكر الحقائق لأنها خُلقت كاذبة وستبقى كاذبة.
لم يعد مقبولا افتعال الأزمات التي مصدرها إخوان اليمن وتبادل الأدوار بين قياداتهم وقواعدهم، فبعد أزمة سقطرى والسجون السرية وما يجري من افتعال أزمة في محافظة المهرة بات من المطلوب محاسبة كل من يقف خلف هذه الأزمات قانونيا، حتى وإن كان من وزراء الشرعية الذين هم جزء أساسي من هذه الأزمات التي تهدف إلى عرقلة تحرير اليمن واستعادة الشرعية التي يجب أن تتخلص من جلباب الإخوان.
*- العرب