مقالات
إلى متى ستظل عدن بلا محافظ؟
عدن مدينة السلام، عدن عاصمة تجارية منذ قديم الزمن وقبل أن تكون عاصمة مؤقتة.
عدن مدينة متحضرة بناسها، بطابعها، بتضاريسها، بثقافة أهلها.
عدن مدينة السلام والتعايش المذهبي والديني، مدينة التجارة والمال والأعمال مدينة الاقتصاد.
عدن عاصمة سياسية قبل أن تكون اقتصادية أو مؤقتة.
سنتان وعدن بدون محافظ..!! هل عجزت الحكومة عن إيجاد رجل إدارة، رجل مخلص، مش رجل عنده (مخ لص)، رجل حريص مش رجل (حر لص).
نريد لعدن محافظتنا رجل إدارة وأمينا، رجلا حرصه على عدن وعلى الصلاح وليس على الإصلاح، حرصه على الجنوب وليس على الجيوب، حرصه على التنمية وليس على (ألف) المية.
نريد محافظا لعدن من أبنائها وليس من خارج أهلها من محافظة أخرى.. نريد محافظا لعدن يكون لديه برنامج تنموي اقتصادي، لديه خطة استراتيجية، لديه رؤية إدارية، اقتصادية، تجارية.
هل سيلبي سيادة الرئيس طلبنا نحن أبناء وأهالي عدن، بتعيين محافظ من أبنائها.. فعدن لديها من الكفاءات ما تفتخر بها، وما تستطيع أن تنميها وتطروها.
عدن يا ناس، يا أبناء اليمن، شمالا وجنوبا، مأوى المساكين، عدن قبلة الآمنين، عدن مدينة التعلم والثقافة، مدينة السياحة، مدينة الجمال والأعمال.
كفاية عبث بها، كفاية إهمال لها، كفاية خراب بها، كفاية تقاسم في أراضيها.. عدن يا ناس احتصنتكم كما احتضنت آباءكم وأجداكم.
عدن يا ناس، يا من ترعرعتم بها، ودرستم في مدارسها، وشربتم ماءها، وتنفستهم هواءها، وتمدنتم بمدينتها، وتثقفتهم بثقافتها، وتحضرتهم بحضارتها، وكبرتم وصرتم رجال (دولة).. ولكن هناك من يريد أن يكون في مصاف رجال (لا دولة) ليعبث بعدن ويسرق مدنيتها وتحضرها، ويستبدلهما بقرويته وجهله اللا حضري... لماذا؟!
لماذا كل هذا يحدث لعدن... لماذا؟!
أقصرت معكم عدن عندما أتيتم إليها رعاة حفاة؟
هل أجحفت فيكم عدن؟
أعاملتكم عدن بعنصرية؟
لقد تربيتم وترعرعتم ودرستم وكبرتم وتوظفتم وتحملتم المناصب الكبيرة في عدن، ولم ترفض عدن أيا كان من أي مكان، من داخل اليمن أو من خارجه.
الآن اتركوا عدن لأهلها، لناسها، لشبابها.. اجعلوهم يديرون محافظتهم بأنفسهم، فـ “أهل مكة أدرى بشعابها”.
حافظوا على ما تبقى لكم من حب عند أبناء عدن، واجعلوها لكم ريحا طيبة.. أنتم أيها الشباب الجيل الصاعد اتركوا العنصرية، اتركوا السؤال الذي يشغلكم دائما.. من أين أنت؟
اجعل تفكيرك كيف تبني عدن، كيف تحافظ عليها، كيف تجعلها عروس المدن، عروس بحر العرب؟ هنا- حقيقة- تعلن حبك لعدن.. ويمكنك أن تساهم في بنائها وتطويرها متى ما سمحت لابن عدن أن يديرها.
*- شوقي السقاف
