عشية الذكرى الأربعين لاغتيال الرئيس سالم ربيع علي الشهير بـ ( سالمين ) فإن لدي حكاية أسردها في هذا المقام وهذه المناسبة وهي كلمة حق بأن المناضل الكبير الأستاذ سالم صالح محمد قد كان أول من تحدث بإيجابية وفخر واعتزاز عن الرئيس الزعيم سالمين رحمه الله في ظل وضع كان الحزب الإشتراكي اليمني يعتبر سالمين ورفاقه المغدور بهم في 26 يونيو 1978م خونة ومنحرفين عن خط الثورة ...
كانت الكلمة الإيجابية للمناضل سالم صالح قد جاءت في سياق مقابلة صحفية أجريت معه وكان يشغل حينها أمينا عاما مساعدا للحزب الاشتراكي أي في نفس الموقع التنظيمي الذي كان يشغله سالمين قبل اغتياله ولا أتذكر تاريخ المقابلة بالضبط ولكني أظن أنها كانت أواخر عام 1987م أو بداية عام 1988م والشيء الذي يجعلني أتذكر هذه المقابلة حتى الآن هو أنني تشجعت بعد قراءة المقابلة واتكأت حينها على مقولته عن سالمين في سياق مقال كتبته عن سالمين بعنوان ( هذا الرجل اسمه سالمين ) ونشرته مطبوعة ( دفاع الشعب ) التي كانت تصدر عن منظمة لجان الدفاع الشعبي بحي الطميسي بزنجبار في فبراير أو أبريل 1988م تقريبا وكان المقال أول مقال يشيد بسالمين في مطبوعة جماهيرية منذ اغتياله في عام 1978م وقد أثار المقال ردود فعل غاضبة حينها من بعض القياديين الحزبيين في سكرتارية منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بأبين ونوقش في أحد اجتماعاتها وكان للدكتور المرحوم محمد محسن الكود سكرتير الدائرة الأيدلوجية لمنظمة الحزب في أبين في ذلك الوقت دور كبير في تهدئة الغاضبين وإطفاء الزوبعة ...
الشيء الطريف في الحكاية أن الغاضبين من الموضوع ونتيجة لتقارب الأسماء كانوا يعتقدون أن كاتب الموضوع هو المناضل محمد بن محمد نمي وأثاروا الزوبعة متهمين النمي بأنه بدأ يعلّي صوته ( كان المناضل محمد بن محمد نمي أحد المناضلين الذين تمت معاقبتهم بعد 1978م باعتبارهم من ضمن التيار الانتهازي اليساري أصحاب سالمين ) ولم يخطر على بالهم اسمي ولا أدري هل بقوا على هذا الظن أم تم التوضيح لهم أن النمي ليس له علاقة بكتابة الموضوع وإنما كاتب الموضوع هو العبدلله محمد بن محمد ناصر .