لماذا أثارت الحكومة والصحف والمواقع الاخبارية قضية ضد تواجد الإمارات في ارخبيل سقطرى وهي متواجدة منذ تحرير عدن ممثلة بالهلال الأحمر الإماراتي، وقدمت العديد من الاعمال الخيرية في عدة مجالات.
إن خلق الحكومة هذا الصراع في هذا التوقيت له مدلولات عديدة وخاصة ان المشكلة المفتعلة لم تكن بذلك الحجم والزخم الكبير والاعلام الموجه في مشكلة فرعية وليس بحجم المشكلة الاساسية وهي مواجهة الحوثيين وإعادة الشرعية. لماذا هربت الحكومة من عدن ولم تعد لمواجهة ما تمر به عدن والمناطق المحررة من تردي الخدمات وعلى رأسها الكهرباء والمياه والرواتب وغلاء الأسعار، خاصة وشهر رمضان المبارك أوشك على الدخول.
كيف عملت الحكومة على خلق ازمة من العدم لتوجيه الاعلام ناحية سقطرى والهروب من التزاماتها ناحية مدينة عدن والمناطق المحررة، وبأن السيادة الوطنية منتهكة من قبل الامارات في جزيرة سقطرى. ويعلم العالم و الجميع ان سقطرى لم تكن اماراتية او قطرية وانما يمنية كانت قبل الوحدة تابعة لمحافظة عدن ولابناء عدن اليد في نهضة سقطرى في جميع المجالات ونتذكر المعلمين الذين كانت ترسلهم وزارة التربية والتعليم إلى جزيرة سقطرى لتعليم الناس هناك قبل الوحدة الحزينة. ويعلم أبناء عدن ان هده المشكلة ليس لها اي تبرير غير خلق حالة من الصراع والارباك للشارع في عدن لتهرب الحكومة من التزاماتها ناحية مدينة عدن المنكوبة وبقية المحافظات المحررة وكلنا يعلم لماذا ارتفعت اسعار المشتقات النفطية في هذه الازمة وصل سعر الدبة البترول إلى 6300 ريال ولم تحرك الحكومة ساكنا لانها مشغولة بالسيادة الوطنية وكأن الجزيرة محتلة وشرد أهلها، ومتواجد هناك معسكرات وشرطة ومحافظ ولكن الحكومة اتخذت من سقطرى مشكلة لم تكن بتلك الحجم من الزوبعة.
ولماذا اهتمت الحكومة بسقطرى في هذا التوقيت بالذات. ولم نلتمس في عدن من الحكومة هذا الاهتمام والتهويل الكبير بوسائل الإعلام الحكومية بما يعاني منه المواطن في عدن من حصار وصراع متعمد للتعمير وبناء البنية التحتية من كهرباء ومياه...الخ، وتوفير أبسط الحقوق للمواطن في عدن المحررة أو نقول المحرّقة. ففصل الصيف قد دق ناقوس الخطر ولهذا كلهم ابتعدوا وهربوا للارخبيل من شدة بركان عدن. والكل مشارك في تدمير هذه المدينة حتى التحالف، فالتحالف يقول السبب الحكومة الفاسدة لم تقم بواجبها طيلة هذده السنين بعد الحرب. والحكومة تقول الإمارات والانتقالي هما سبب هذا العمل ، والمواطن يقول ما قاله الله سبحانه وتعالى “ألا لعنة الله على الكاذبين". وحسبنا الله ونعم الوكيل من كل ظالم وعميل وخائن وفاسد. والكل يريد أن يكون هو الحاكم والناهي ولكن لماذا تدخلون الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه ورواتب كسلاح لكسر الظهر؟ والمواطن هو الضحية وهو من يدفع الثمن. فسقطرى باقية لم ولن تهرب، وتشكركم على المساحة الاعلامية الكبيرة التي قدمتموها لها لتكون قِبلة السياح والسياحة، والان حان دور عدن لا تنسوها بالله عليكم فهي من أخرجت الحوثيين وادخلتكم كشرعية معترف بكم اقليميا و دوليا. وضحت بابنائها مع التحالف في جبهات عديدة ودعمته من أجل القضاء على المد الايراني. ياتحالف ياشرعية، فلا بنية تحتية وإعادة الاعمار كان ولا إذاعة ولا قناة تلفزيون عدن عادت إليها.
*- بقلم عفان عبدالله