ليس من مروءة العربي ان ينكر معروف اخيه العربي، وليس من تقاليد العرب الاصحاء الجحود والغدر، وقع رئيس الحكومة احمد بن دغر في وحل اخوان اليمن لأنهم هم من جاءوا به من العدم فجعلوه في المقدمة وهو ليس له فيها مكان او محل.
نتفهم ان زيارة بن دغر الاخيرة الى عدن والمكلا وسيئون وسقطرى دبرت بعد ان ابلغ المبعوث الاممي مارتن غريفيث الحكومة الشرعية عزمه على دعوة المجلس الانتقالي الجنوبي للمشاورات السياسية المتعلقة بايجاد حل سياسي للأزمة اليمنية، فطار بن دغر محاولاً افتعال أزمة مع الجنوبيين لعل وعسى تطيل الحرب وتبعدهم عن حقوقهم السياسية، لكن ما حدث أنه لم يجد من الجنوبيين ما اراد عملوا على ضبط النفس امام الاستفزازات المتكررة فقرر بن دغر تلبية رغبات الشياطين من اخوان اليمن وبسط نفوذهم العسكري على ارخبيل سقطرى تنفيذاً للمشروع التركي وتمريراً للأجندة القطرية.
افتعل بن دغر الأزمة محاولاً فك ارتباط السعودية والامارات بتصعيد عالٍ لم يكن له مبرر اطلاقاً الا الانسياق خلف رغبة حزب التجمع اليمني للاصلاح، وفشل في مراده باصدار الخارجية الاماراتية بياناً كشف عوار بن دغر واحندته لكنه لم يتراجع وظل في الوحل الإخواني ليظهر بشاعة اكثر مما هو عليه من بشاعة.
بعد ثلاث سنوات من اعصار تشابالا وبعد ان قدمت دولة الامارات ملايين الدولارات لانشاء البنية التحتية في ارخبيل سقطرى لأنها لم تكن موجودة أصلاً من كهرباء واتصالات وصحة وتعليم ومياة ظهر بن دغر في صورة (هزلية) بجواره صورة هادي وبعض من مستشاريه يلبسون أفخم البدلات الافرنجية ليوجه السلطة باصلاح ما لحق بالجزيرة من اضرار بعد ان ضربها تشابالا قبل ثلاث سنوات.
هذا الاستخفاف هو ذاته الذي مارسه بن دغر منذ الانقلاب على دولة الرئيس خالد بحاح في ابريل ٢٠١٦م عبر شبكة واسعة من اشباه الاعلاميين الذين سيطروا على كل المشهد السخيف وجعلوا منه مشهداً تراجيدياً يصيب كل المواطنين بالوجع والفقر والجوع حتى عندما يموت المواطن على باب بنك ليصرف راتبه المتأخر فيخرج ذلك الاعلام يصور المواطن انه ظلم حكومة بن دغر وهي التي غرقت في فساد لم يعرف له اليمن شكلاً ولا طعماً برغم ان اليمن واحد ممن يتربعون على قمة مصدري الفساد في العالم.
الليبرالي بن دغر تحول الى اراجوز يتلاعب به اخوان اليمن لتمرير مشاريعهم الخبيثة تحت عباءة شرعية مهترئة ومتآكلة ، لن يعي بن دغر كل تبعات ما يذهب اليه في محاولة يائسة لضرب العلاقة الرابطة بين القيادة السعودية والاماراتية ، ولن ينجح في تعطيل قطار الجنوب السريع الذي يفرم تحت عجلاته كل الاقزام ومعها الاوهام، ولن يستطيع ان يقدم لتنظيم الحمدين ما يرجون من تمكين لتركيا في سقطرى او وادي حضرموت او حتى تعز لتهديد امن واستقرار السعودية.
ملفات فساد بن دغر وحكومته المالية يجب ان تفتح وتكشف فلم يتورط اليمن في كل هذه المأساة الا لأنه لم يعاقب امثال بن دغر وتركوهم يلعبون على حبال الشياطين اخوان وحوثيين.