حوارات
صادق الأحمر لـ المدينة : ان اثبت علي سالم البيض ان المنزل ملكه يأتي ليأخذ حقه
قال إن العلاقات السعودية اليمنية راسخة ومتجذرة.. والمبادرة الخليجية جنبتنا الحرب الأهلية
أكد عضو مؤتمر الحوار الوطني الجاري في اليمن الشيخ صادق عبدالله الأحمر أن العلاقات السعودية اليمنية راسخة ومتجذرة عبر التاريخ، ويربط البلدين وشعبيهما مصير مشترك، مشيدا بدعم ومساندة المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، لليمن والوقوف الى جانب الشعب اليمني ومساعدته على تجاوز اوضاعه الصعبة. وقال في حوار مع»المدينة»: إن الرئيس السابق علي عبدالله صالح مواطن يمني لا أحد ينكره من يمنيته في حال تركه التدخل بالسياسة.
ونفى زعيم قبيلة حاشد أن يكونوا -والده وهو وإخوانه- قد ساعدوا او شاركوا صالح في الحكم وادارة شؤون الدولة، وقال: «كنا ناصحين له وليس مساعدين له في شره». وأبدى الشيخ الاحمر تفاؤله بتوصل المشاركين في مؤتمر الحوار الجاري الى حل للقضية الجنوبية التي اعتبرها مفتاحا لحل بقية المشكلات اليمنية. وإلى نص الحوار:-
* ما تقييمكم للعلاقات السعودية - اليمنية، وكيفية مساندة المملكة لإخراج اليمن من أزمته؟.
- اليمن والسعودية مصيرهما مشترك، وعلاقاتهما متجذرة ومتينة، ولن ننسى دعم المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ووقوفه الى جانب اليمن وشعب اليمن ومساعدته على تجاوز أوضاعه الصعبة، ولا يمكن لأي يمني أن ينكر مواقف المملكة الداعمة والمساندة للشعب اليمني، باعتبار البلدين مصيرهما واحدًا فإذا اصاب احدهما مكروهًا -لا سمح الله- فإن الضرر والآثار اصابت جسديهما معًا. والمملكة داعمة ومناصرة لكل القضايا العربية والإسلامية وهي مواقف لم تكن جديدة عليها، وإنما دائما تقف الى جانب القضايا العربية والإسلامية في المؤتمرات والمحافل الدولية، كما انها تناصر وتساند الشعوب العربية والاسلامية في مختلف الازمات والكوارث التي يتعرضون لها.
البوح بما في النفس
* هناك مؤتمر للحوار، وانت عضو مشارك فيه.. كيف ترى مستقبل هذا الحوار؟
- حتى الآن الحوار اليمني يسير الى الخير، وهو حتى الان متنفس للمشاركين لإخراج ما في الداخل -النفوس- من خلال الطرح والاراء، كما انه نوع من الترويح عن ما في النفوس من كبت، وهي لها فائدة في الحوار بالمستقبل، وعامل مهم في نجاحه.. والحوار هذا يأتي خلاصة وهدف المبادرة الخليجية التي كان للمملكة الدور الأكبر والبارز في مضامينها ورعاية تنفيذها وتمكنت من خلالها تجنيب اليمن الحرب الاهلية والانزلاق الى الصوملة.. فجاءت المبادرة الخليجية ونصت على الحوار الجاري، والذي يتوقف عليه اليوم الخروج الآمن لليمن.
* تفاؤلكم هذا بنجاح الحوار حتى مع عدم مشاركة فصائل من الحراك الجنوبي؟.
- القضية الجنوبية هي اولى القضايا المطروحة على طاولة المؤتمر، وتتصدر حوارنا.. ولا يوجد مانع اذا انضم بقية الاخوان في الحراك الجنوبي الى الحوار.. لكن عددًا كبيرًا من الحراك الجنوبي موجودون معنا داخل مؤتمر الحوار يمثلون كل فصائل الحراك.. ووجودهم في الحوار مهم جدًا، لأن القضية الأساسية في الحوار الجاري هي القضية الجنوبية، وهي التي ستخرج اليمن من كل مشكلاته وستخرجنا من مشكلات عدة.. لذلك سنتحاور وسنتحاور وسنظل نتحاور حتى نصل الى حل يرضي اليمن بكامله.
القبيلة والدولة
* المشاركون في الحوار رفعوا شعار «بناء الدولة المدنية» وهذا يعارض نفوذ وطموح القبيلة.. كيف ترى ذلك؟
- القبيلة تريد دولة مدنية فيها المواطنة متساوية لكل اليمنيين.. نحن نطالب بحكم مدني ديمقراطي مثل الأنظمة الديمقراطية الأخرى في بقية بلدان العالم والمبنية على تداول السلطة والعدل والمساواة.. فما وجدناه من حكم تعاملنا معه.. تفرّج أنا الآن هنا داخل مؤتمر الحوار مجرد من سلاح القبلية وبدون مرافقين مسلحين.. ما الذي جرى لي، فقط لأن هناك نظامًا ولوائح يلتزم بها الجميع وتطبق على الكل.
هيكلة الجيش
* لكن هناك قضايا لم تنجز في مواعيدها الزمنية التي حددتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية كهيكلة الجيش مثلًا، ويتهم بعرقلة الهيكلة اللواء علي محسن الاحمر، وهو محسوب عليكم قبليًا وسياسيًا في حزب الاصلاح؟
- حاشا لله ان يكون اللواء علي محسن الاحمر معرقل عملية اتمام هيكلة الجيش، وحكاية الهيكلة لا تتم في ليلة ويوم.. ولكن لها عدة اشياء، ولا يمكن انجازها في اسبوع ولا في شهر او شهرين، لكن الهيكلة تحتاج الى فترة طويلة مثل الحوار.. ولا احد معرقل لها او يتجرأ على عرقلتها.. والرئيس عبدربه منصور هادي منتخب من الشعب اليمني، ولا يستطيع احد ان يقف أمامه والذي سيقف امامه فسيكون عدو الجميع.
الكل نهابة
* أبناء المحافظات الجنوبية يتحدثون عن نهب أراضيهم من قبل نافذين شماليين، وأنتم في مقدمتهم، ما ردك؟
- الشعب اليمني بكامله مشارك فيما حصل بالمحافظات الجنوبية من أعمال نهب، حتى ابناء المحافظات الجنوبية مشاركون في النهب الذي تعرضت له المحافظات الجنوبية، فلا يأتوا اليوم ويجعلون أنفسهم ضحايا ومجني عليهم والآخرون وحدهم الجانون، كما يدعي اليوم الحوثيون أنهم هم المظلومون وأنهم ضحايا شنت عليهم الحروب في محافظات صعدة وحجة وعمران والجوف وغيرها، وليس المواطنون اليمنيين من ابناء تلك المحافظات التي طالتها مظالم وانتهاكات الحوثيين.
بالنسبة للقضية الجنوبية فالشعب اليمني -من السلطة وغير السلطة السابقة وغيرها- كله مشارك، تشاركنا كلنا بما في ذلك القيادات الجنوبية فيما جرى في المحافظات الجنوبية، لماذا طلعت»الرعنينة» اليوم.. الشعب بكامله مشارك فيه.
* في حال أقر مؤتمر الحوار إعادة الممتلكات المنهوبة إلى إصحابها.. هل ستعيدون من نهبتموه من جنوب اليمن..؟!.
- نعم سنعيدها، لكن أنا ما الذي نهبته في الجنوب.. بيت علي سالم البيض، فأنا ادعوه الى ان يبرز «حجته» و»يجيء» سأسلمه المنزل، او يأتي ليعطيني ما اعطيته للدولة من تعويض مقابل بيته ويأتي يأخذ منزله.
* البيت ملك الدولة وبالتالي لا توجد ورقة ملكية خاصة مع البيض، لذلك انت تشترط عليه اثباتًا لأنك تعرف انه من املاك الدولة ولا يمتلك البيض حجة ملكية بالمنزل..؟
- اذا المنزل حق الدولة وأنا ما دخلني اذا كانت حق الدولة.. إذا ما اثبت ان حيازته للبيت جاءت عن طريق حل الأرض -وضع اليد او البسط- فأنا لي أيضًا حق حل الارض منذ عام1994م.
* لكنها من الحقوق التي لا تسقط بالتقادم..؟!
- ان اثبت علي سالم البيض ان المنزل ملكه يأتي ليأخذ حقه، وأنا سأطالب الدولة بتعويضي عما دفعته لها مقابل اعطائي المنزل.. ومعي اوراق ومسندات تثبت تلك المبالغ التي دفعتها للدولة مقابل المنزل.
ألاعيب صالح
* هل مازلت عند مطلبك بخروج صالح خارج اليمن؟.
- ان كان علي عبدالله صالح سيجلس في بيته ولا يتدخل في السياسة -ويلعب ألاعيبه تلك التي كان يعلبها في الماضي- فهو مواطن يمني لا أحد ينكره من يمنيته. وصالح لو كان اعطى للخير في اليمن 35% والباقي للشر الذي كان يعلمه لكان ما يزال رئيسًا لليمن الى الآن.. لكن اعماله كلها في الشر ولصالح اسرته.
* لكن أنتم كنتم مساعدين له في ذلك الشر؟
- لم نكن مساعدين له.. والله يعلم بذلك وكل من كانوا حولنا يعرفون أننا كنا ناصحين له وليس مساعدين له في شره. والسكوت اذا حصل وان سكتنا في فترة من الفترات انما كان تجنبًا لما كان سيحصل أكثر وأكثر.
* صالح يحملكم المسؤولية عن تلك الأخطاء التي حدثت خلال فترة حكمه باعتباركم جزءًا من نظامه وأحيانا الحاكمون الفعليين بدلا عنه..؟!
- لو أن علي عبدالله صالح كان يعطينا شيئًا أو كان لنا ضلع أو يد في شيء مما كان يحدث خلال فترة حكمه لكان قد «شرشح بنا» في العالم كله «مش باليمن بس» فقط.
