ما زال تنظيم الإخوان الدولي يحاول مستميتاً عبر كل ما يمتلك من أدوات وإمكانيات اختراق العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومنذ الثلاثين من يونيو 2013م عندما قادت الرياض موقفاً عربياً صارماً دعماً للشعب المصري في ثورته والموقف السعودي القوي في دعم مملكة البحرين من التدخلات الإيرانية وحتى إعلان السعودية عملية عاصفة الحزم في مارس 2015م بعد أن رفع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز لواء الحق في قصر العوجا الكبير، وبكل ما يحمله اللواء السعودي من مدلول عميق تجاه نصرة المظلوم وقفت دولة الإمارات إلى جانب السعودية ملكاً وشعباً وإرادةً في حلف لا يقبل أنصاف الحلول، فكانت المواقف شاهدةً على صدق العهد وثبات الرجال في ميادين القتال، وحتى اختلط الدم السعودي بالإماراتي في ملحمة تحرير عدن وأكدت تلك الدماء الطاهرة أن السعودية والإمارات جسد واحد وقلب واحد ينبض بعروبة الانتماء إلى الأرض العربية.
لم تفلح ولن تُفلح تلك المحاولات البائسة التي تم إطلاقها عبر موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، والتي سعت إلى التجني على دور دولة الإمارات في اليمن، دقائق قليلة حتى خرجت أصوات أبناء الشعب اليمني تخرس أفواه المأزومين، حيث تصدر هاشتاق (الإمارات صمام أمان) قمة الهاشتاقات عالمياً، مع تدافع الجميع ومن كل دول العالم العربي على التأكيد على حقيقة واحدة وهي أن ما تقدمه الإمارات يستحق الثناء والإكبار والإشادة والاحترام والتقدير.
ما تمثله العلاقة السعودية والإماراتية هي الضمانة الحقيقية لمفهوم الأمن القومي العربي، هذه الضمانة جاءت من إيمان القيادتين في الرياض وأبوظبي بوحدة المصير، فلذلك انسجمت العلاقة بينهما، وليس هذا بالأمر المستحدث إنما هو منهج أساس منذ أنشأ مؤسس الدولة الإماراتية الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان دولة الاتحاد، فكان منذ التأسيس يولي العلاقة مع ملوك السعودية اهتماماً خاصاً لما تمثله السعودية من عمق عربي وإسلامي، وما موقف الإماراتيين اليوم إلا امتداد لموقف ثابت أصيل.
استراتيجية البلدين الشقيقين الموحدة في اليمن والقائمة على مبدأ استعادة الشرعية اليمنية، دحرت ميليشيات الشر الحوثية، وكبحت المشروع الإيراني، وتعمل حثيثاً على إعمار اليمن وإطلاق التنمية الشاملة فيه، فالمواقف السعودية - الإماراتية موحدة وثابتة فيما يخص اليمن وكل قضايا المنطقة، والتنسيق بينهما في أعلى مستوياته ويزداد قوة ورسوخاً يوماً بعد يوم.
وستبقى علاقات البلدين حائطاً صلباً تتكسر عنده كل محاولات زعزعة استقرار المنطقة، وستظل نموذجاً يحتذى لعلاقات الشعب والمصير الواحد والتاريخ والدم الواحد، وأصبحت العلاقات القوية والاستراتيجية بين المملكة والإمارات تمتيناً للسلام الإقليمي، لقدرتهما على إعادة هندسة الأمن الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، بجانب تأسيس معادلة إقليمية أمنية جديدة تتعامل مع المتغيرات والتجاذبات الإقليمية والدولية الخطيرة تجاه المنطقة.
بعد الانتصارات التي تحققت في اليمن، بمساندة ودعم كامل من التحالف العربي بقيادة المملكة والإمارات، نجد أن البلد الشقيق يسير بثقة رغم الظروف الصعبة الناجمة عن سعي الميليشيات الإيرانية للسيطرة على كامل اليمن، ولينعم شعبه بالانعتاق من مشروع طائفي أولى مآربه إبعاد اليمن عن محيطه العربي، واختطافه كولاية يحكمها نظام «ولاية الفقيه».
يواصل التحالف بقيادة المملكة ودعم نشط من دولة الإمارات جهوده الإنسانية في عملية «إعادة الأمل»، كما تنشط القوات المسلحة الإماراتية في توصيل المساعدات الإنسانية للمحتاجين في المناطق المحررة على الساحل الغربي اليمني. فالبلدان يضطلعان بدور كبير دعماً لليمن الشقيق لتخليصه من المخطط الإيراني الإرهابي عبر ميليشيات الانقلاب، لتتواكب عمليات التحرير مع أخرى إنسانية أساسية وضرورية لإغاثة الأشقاء ودعمهم على تجاوز ما يمرون به.
وتسطر المملكة والإمارات ملاحم إنسانية لا مثيل لها في كل المحافظات الشمالية والجنوبية في اليمن بعد تطهيرها من الميليشيات، وتوزع المساعدات الإنسانية والمواد الإغاثية على سكان المناطق المحررة، الذين تضرروا من الحصار الحوثي الإيراني، وذلك بعد الانتصارات الكبيرة التي حققتها قوات التحالف العربي.
2 مليار و560 مليون دولار، تلك هي قيمة المساعدات الإنسانية التي قدمتها الإمارات لليمن منذ عام 2015 لنهاية 2017، مما يؤكد الدور المحوري لدولة الإمارات في دعم ومساعدة الدول العربية الشقيقة، ويضاف إلى هذا مشاركتها الأخيرة مع العملية الإنسانية الشاملة التي أطلقتها السعودية في فبراير 2018 والمقدرة بـ1.5 مليار دولار، وقد أشاد تقرير خبراء الأمم المتحدة بما يقدمه التحالف العربي من إسهامات مهمة في عمليات الإغاثة الإنسانية، كما أشادت الولايات المتحدة بما قدمه التحالف في الجانب الإغاثي للشعب اليمني.
على المتآمرين ومن خلفهم أن يدركوا أنهم يضربون رؤوسهم في جبال عالية لن تؤثر فيها هذه الحملات البائسة، بل لن يلتفت أحد إلى ذُباب إلكتروني يُحدث ضجيجاً في مساحة بعيدة عن واقع الأرض، فالإرادة الصلبة التي تمثلها القيادة السعودية والإماراتية تعمل بدأب لتحقيق هدف مشترك عنوانه تحصين الأمن العربي، وترسيخ وحدة مصير الشعب اليمني، فلا مكان للمتآمرين، فالأوطان تنتمي لأرضها وهويتها وتدافع عنها شعوب تمتلك الإرادة الكاملة في التنمية والإعمار والسباق مع الأمم، فهذه رؤية قيادة سعودية وإماراتية جسدتها المواقف واختبرتها الشدائد.
*- البيان