منذ اليوم الأول لتحقيق الوحدة ، بدأت القوى الشمالية القبلية ،والعسكرية ،والدينية (الإصلاح ) و (المؤتمر) ،بالتخطيط للانتقام من الجنوب وأهله، الذين هزموهم في الحروب الشطرية مرتين ،عام 1972 – وعام 1979م، وانتقاما من الجنوبيين الذين دعموا ( الجبهة الوطنية الديمقراطية) ،التي جعلت اليمن الشمالي يعيش تحت رحمتها، لعقدين من الزمن ..
وبدأ الشماليون حملة اغتيالات دموية ،طالت أكثر من 150 شخصية قيادية في الحزب الاشتراكي ،معظمهم من الجنوبيين وكانت أصابع الاتهام تشير إلى ( حزب الإصلاح ) الدموي الفاشي وعناصره الإرهابية القادمة من أفغانستان الذين أفتوا بسفك دماء الجنوبيين وكل ذلك كان يتم بمباركة الهالك علي عبد الله صالح .
واثر تلك الممارسات التعسفية فقد أعلن الجنوبيون رفضهم الاستمرار في الوحدة حيث أنها قد تركت آثارا سلبية في الذاكرة الجنوبية بسبب ما عانوه بعد حرب 1994م الذي تآمر فيه صالح والإصلاح على نهب الجنوب وتدميره كما ظهرت بوضوح في خذلان حزب الإصلاح للشعب اليمني وثورة الشباب التي اختطفها ليست إلا تأكيدا على خياناته المتكررة حيث سلم الإصلاح (الفرقة الأولى مدرع التابعة للجنرال علي محسن الأحمر للحوثيين بكل معداتها وعتادها العسكري في حين كان الإصلاح يمتلك أكثر من سبعين ألف مقاتل وكون كافة ألوية الجيش اليمني مبنية على التقاسم بين صالح والإصلاح فقد تركوا صنعاء تسقط في أيدي الحوثيين!! .
والأدهى والأمر من ذلك كله أن قوى الإصلاح والمؤتمر تواطأت مع الحوثيين وبقية المناطق الشمالية الأخرى قبل سقوطها في أيديهم ووقعوا معهم اتفاقيات التعايش والتفاهم ( السلم والشراكة )!!
ثم دخل حزب الإصلاح مترددا قبل أن يعلن تأييده لعاصفة الحزم عندما انطلقت في 26 مارس 2015م ثم اختار التأييد الشكلي لها في 3 ابريل 2015م !!
وكان ذلك مجرد عمل تكتيكي لكسب موقف سياسي ليس إلا علما أن القيادات الإصلاحية الرئيسية قد فرت مبكرا إلى اسطنبول وترك الإصلاح التحالف مع المقاومة الجنوبية يواجهون الحوثي لوحدهم في الجنوب !!
واشترط الإصلاح المساهمة في معارك الجنوب ضد الحوثي أن يرفع اسمه من قائمة الإرهاب وضمان سيطرته على الجنوب ورفض التحالف ذلك و بادر مع المقاومة الجنوبية بتحرير كافة محافظات الجنوب وكان الإصلاح يطعنهم دائما في الظهر بل وصلت به الدناءة إلى السطو على الإغاثة والأدوية التي كانت تأتي من مركز الملك سلمان ويقوم بتوزيعها على أنصاره وأحيانا يبيعونها في الأسواق كما ساهم الإصلاح في العمليات الإرهابية التي ضربت الجنوب وحكومة الشرعية ومن ذلك مهاجمة حكومة بحاح في فندق القصر ومنزل القيادي الجنوبي الشيخ صالح بن فريد وكذلك عشرات العمليات الإرهابية في عدن ومدن الجنوب ومع نجاح الخطة الأمنية واصل الإصلاح مكره وغدره تاركا المحافظات الشمالية تنهار أمام الحوثيين وركز جهوده على نشر الإرهاب في عدن ومدن الجنوب الأخرى وعرقلة الخدمات فيها .
وحاولت وسائل الإعلام في حزب الإصلاح الاخواني تشويه صورة التحالف وخاصة الإمارات العربية المتحدة ونشر صورا مزيفة لمعتقلين في السجون داخل عدن وتبين لاحقا أنها لمعتقلين في احد سجون مخيمات لبنان !!
ومن جرائم الإصلاح المروعة اغتيال أكثر من 257 ضابط وجندي علما أن لديه 173 ألف إخواني بالجيش اليمني وحزب الإصلاح جسد بثلاثة رؤوس :
- الأول : الجناح القبلي بقيادة حميد الأحمر.
- الثاني : الجناح العسكري بقيادة علي محسن الأحمر.
- الثالث : الجناح الديني بقيادة عبد المجيد الزنداني
وهؤلاء جميعا يتبعهم عشرات الشخصيات لا يتسع المقام لذكرهم ويمتلك هؤلاء عشرات المليارات من الدولارات ويستثمروها في تركيا علما أن من ذكرناهم كانوا فقراء معدمين قبل عقدين من الزمن أي قبل الوحدة اليمنية .
وفي أغسطس عام 2017 أعلن المجلس الجنوبي الانتقالي حل حزب الإصلاح في الجنوب وخاصة في عدن وتم إحراق مقراته واعتقال قياداته لدعمها القاعدة والإرهاب واستنزاف التحالف العربي وبلغ الصراع أشده في تعز والجنوب والساحل الغربي وختاما نكرر ونقول :
أن الإصلاح اخطر من الحوثي لأنه يتدثر بعباءة الشرعية ويمارس الخداع ويتلون كالحرباء ويلدغ كالأفعى السامة فحذار منه !!
*- المحرر الإخباري لـ شبوه برس
*-للإطلاع على الحلقة الثانية : اضغــــــــــط هنـــــا