أحداث يناير الأخيرة في عدن أعطت المجلس الانتقالي السيطرة العسكرية طويلة الأمد، وأعطت حكومة الشرعية سيطرة سياسية محدودة الأمد.
إعطاء السيطرة العسكرية هي بمثابة تطمينات للمجلس الانتقالي بأن ما بعد انتهاء الحرب لن تستطيع أي قوة سياسية أن تفرض أي خيار يتعارض مع الجنوبيين طالما أن القوة بيد الجنوبيين.
فإطلاق العنان لقوات الانتقالي بتقليم الأظافر وانتزاع الأنياب لقوات الشرعية في عدن التي كانت قيادة الشرعية تهدد بها الجنوبيين بفرض خيارات سياسية لا تتماشى مع طموح أبناء الجنوب هي مؤشر بأن الواقع السياسي مرتبط بالسيطرة العسكرية.
من الطبيعي جدا أن يعطى التحالف لحكومة الشرعية مساحة سياسية سواء محلياً أو خارجياً، فهي الواجهة الشرعية لتدخل التحالف العربي لمحاربة التمدد الإيراني الذي يهدد الأمن الإقليمي لدول التحالف.
لكن لا يعني أن التحالف سيسكت عن فساد الشرعية وكان أحد مؤشرات محاسبتها هو التغاضي عن تدمير قواتها واعتبار الانتقالي ندا لها باعتباره مكونا سياسيا وليس متمردا بحسب ما أكده وصرح به المتحدث الرسمي للتحالف العربي في المؤتمر الصحفي الأخير.
بقاء حكومة بن دغر أو إقالتها في قادم الأيام كفيل بالإجابة عن تساؤلات الشارع حول نتائج أحداث عدن الأخيرة.
عصام باحشوان