الشيخ أحمد المعلم: يدعو لأعتماد ‘‘الأقاليم كحل ‘‘ ويحذر الحراك من ‘‘الألحاد والانحراف‘‘

2013-03-27 13:34
الشيخ أحمد المعلم: يدعو لأعتماد ‘‘الأقاليم كحل ‘‘ ويحذر الحراك من ‘‘الألحاد والانحراف‘‘
شبوة برس - متابعات صنعاء

قال الشيخ أحمد المعلم، رئيس مجلس علماء حضرموت، إنه لن يشارك في حوار بهذه المثابة، ووصف تهميشه بأنه تخوّف من رعاة المبادرة ممن يتوقع أن يقول لدعاة العلمنة والتغريب "لا"، وحذر الحراك الجنوبي ممّا وصفه بتجريب المجرب السيئ، موضحاً أن خيار فيدرالية الأقاليم أقرب الحلول وأنفعها، وطالبهم بتحديد مطالبهم، وإجماع القواعد عليها، وأشار إلى أن اليمن وصلت إلى درجة من الوصاية الخارجية لم يسبق لها مثيل في عهد الرئيس هادي حسب قوله. وعقب المعلم على ثورة الشباب السلمية قائلا إن الشباب دائماً هم من يفجّر الثورات والساسة من يقطف ثمارها، في إشارة لثورة 2011.

 

حاولنا إجراء مقابلة مع الشيخ المعلم في شهر فبراير الماضي لكنه فضل أن تكون المقابلة مكتوبة وغير مباشرة، وتأتي هذه المقابلة ضمن سلسلة مقابلات مع شخصيات حضرمية من مختلف الاتجاهات.

 

التقاه: راضي صبيح وعارف بامؤمن

 

* الوضع اليوم في البلاد كيف تنظرون له؟

 

- أملنا في الله كبير ألاّ يدعنا على هذا الوضع المزري، ولا يزيدنا تدهوراً. فعادته سبحانه فينا أن تمر بنا المحن والأزمات، ولكننا لا نصل إلى التدهور الكامل، لذا فإننا نردد مع الشاعر "وكل النائبات وإن تمادت .. فموصولٌ بها فرج قريبُ".

 

لكن أملنا في الله وحده لا أمل ولا حسن ظن في قيادة سياسية حاكمة ولا معارضة ولا في دول راعية، فكل أولئك لكلٍ منهم أجندته الخاصة به، وبما يحقق مصالحه، وأما الشعب فليس له إلا الله، ثم ما قد تراه من قيادات يهيئها الله ويمنحها وسائل النجاح. أما الوضع الحالي باختصار لا يبشر بخير.

 

* الوضع في حضرموت كيف تنظرون إليه؟

 

- وضع حضرموت جزء من وضع اليمن، وما قلته في الجواب السابق يُقال هنا، إلا أنني أقول من فضل الله على حضرموت ومن طباع وسلوكيات أبناء حضرموت ما يميّز حضرموت ببعض الميزات، فالأمن فيها أفضل من غيرها على ما فيه من انفلات، والخدمات إلى حدٍ كبير متوفّرة، وحالة الناس إلى حدٍ كبير أفضل من حالتهم في بعض المحافظات الأخرى.

 

ولذا فنحن نتمسك بهذا التميز من جهة، ونسعى للتغيير إلى الأحسن والأفضل من جهة أخرى، ولا يحملنا الطيش والمغامرات غير المحسوبة على مواقف قد تضرنا أكثر مما تنفعنا.

 

* ما موقفكم من الحوار، خاصة أن هناك من يتحدث عن تهميش واضح للعلماء؟

 

- مبدأ الحوار هو المخرج الحقيقي من أي أزمة كبرت أو صغرت، وهو ما وصفت به هذه الأمة [وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ]. والرسول - صلى الله عليه وسلم - حاور في الأمور الجليلة: كيوم الخندق، ويوم الحديبية، وقبلها حاور سكان المدينة حتى توصل إلى تلك الوثيقة الرائعة والرائدة في سبيل التعايش بين الناس. كما حاور في الأمور اليسيرة والفردية كحواره مع خولة بنت ثعلبة حين ظاهر منها زوجها، كما في قوله تعالى: [وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا]. وما زال الأمر كذلك، والحوار هو دأب هذه الأمة بل وكل أمة عاقلة، غير أن الحوار يكون بحسب مقاصد المتحاورين والداعين له، فإما أن يكون عماراً أو دماراً، ونحن مع حوار العمار لا حوار الدمار، وأما ما يتعلق بمشاركتي فلم أُدع ولم يعرض عليَّ المشاركة بأي صفة كانت ولست حريصاً عليه. فلن أشارك في حوار بهذه المثابة، وتهميشي هو منسجم مع مبدأ من صمم هذا الحوار، وجعل من أسسه استبعاد من يتوقع أن يقول لدعاة الفساد والإفساد والعلمنة والتغريب "لا"، فهم قد وضعوا نتائج الحوار وجهزوها في عواصم أو سفارات أوروبا وأمريكا، ويريدون من المدعوين أن يمضوا عليها ليقولوا هذه قرارات وتوصيات ممثلي الشعب اليمني، ثم تكتسب الشرعية ويتم تنفيذها رغماً عن أنوف اليمنيين.

 

وأقول لرعاة الحوار: إن من هُمّشوا هم الأقوى أثراً والأكثر عدداً والأوسع أتباعاً، ومن حقهم أن يتعاملوا مع مخرجات هذا الحوار الأعور بالطريقة التي يرونها مُحققة لمصالح الأمة العليا، ولن يستطيع أحد أن يفرض عليهم مراد أعدائهم وأذناب أعدائهم.

 

القيادات التي مُنحت الثقة وأقسمت الأيمان على حفظ الوطن وصيانته تتحمل مسؤولية وصولنا لهذا الوضع والحكام الفعليون الذين يحركون البلاد من وراء الستار أكثر مسؤولية

 

* ماذا تقول لمن يرفض الحوار؟

 

- إن كان يرفض الحوار كمبدأ، فأقول له: أنت مخطئ ومصر على تفاقم الأزمة وخروجها عن السيطرة ومؤسس لمرحلة فتنة. أما إن كان له رأي في أسس الحوار ووسائله وطريقة إدارته وشكل المُمثلين فيه فمن حقه أن يرفض أو يقبل أو يشترط، ولا أظن عاقلاً يرفض الحوار كمبدأ.

 

* من يتحمل المسؤولية عن إيصال البلد إلى هذا الوضع؟

 

- الجميع يتحمل المسؤولية، والقيادات التي منحت الثقة وأقسمت الأيمان على حفظ الوطن وصيانته الخ هي أكبر مسؤولية. والحكام الفعليون الذين يحركون البلاد من وراء الستار أشد مسؤولية؛ لأنهم أقوى من الصور التي وضعت على كراسي الحُكم. ولا شك أن من أولئك المسؤولين عمّا وصلنا إليه من أطلق لنفسه ولمسعري الفتنة العنان في التخريب والإفساد؛ انتقاماً من الجميع، وكل قادر على الإنقاذ فلم يفعل لأي سبب هو مسؤول ومحاسب أمام الله ثم أمام التاريخ.

 

* ما هو موقفكم من حزب الرشاد السلفي؟

 

- حزب الرشاد السلفي نعتزّ به، ونرى أنه يمثل قطاعاً مهماً من قطاعات الشعب اليمني، ومن الحركة السلفية ذات الوجود الواسع والفاعل في الساحة اليمنية، وأملنا أن يحقق الله به خيراً كثيراً للأمة.

 

* هل لديكم نيّة لتشكيل حزب سلفي جنوبي؟

 

- هذا السؤال سابق لأوانه، ولم تقم في الجنوب أحزاب سياسية من سوانا، فكيف بنا، ونحن لم نقطع صلتنا وشراكتنا بإخواننا وزملائنا في التيار السلفي في عموم اليمن.

 

* لماذا لا تسعون لتشكيل تكتل سياسي على غرار التجربة المصرية؟

 

- ربما الظروف والأوضاع المصرية تختلف عن ظروف وأوضاع اليمن. ولا شك أن تكتلاً سياسياً إسلامياً ينطلق من ثوابت الشرع يُعد أملاً كبيراً لكل مخلص لدينه ووطنه، وكل متجرد عن أهوائه وعصبيته، ومتى ما وجد ذلك التكتل الأرضية المناسبة فسوف يأتي - إن شاء الله.

 

* كيف تنظرون إلى ما آلت إليه الثورة الشبابية؟

 

- الشباب دائماً هم من يفجّر الثورات، والساسة هم من يقطف ثمارها، وهذا هو الحاصل. والشباب مذاهب شتّى ورؤى متباينة ولكلٍ هدفه، وما أظن أحداً منهم حقق شيئاً يُذكر من أهدافه.

 

* ماذا تقول لمن يريد أن يفرض رأيه في الجنوب بالقوّة ويدعي أنه الممثل الوحيد لأبناء الجنوب؟

 

- إن وجد من يقول ذلك فهو واهم ومفتئت على الأمة وهو يعيش وهماً كبيراً، فزمن الزعامات والنّخب التي تختصر الشعوب في ذاتها قد ولّى ولن يكون إلا ما يريده الشعب بجميع فئاته وطوائفه، وهذه الحقيقة يجب أن يعيها الجميع في السلطة والمعارضة، وفي من يتحدث باسم الجنوب أو الشمال أو الوحدة أو الانفصال.

 

* هناك من يرى أن الجنوب محتل، أين يقف الشيخ أحمد المعلم من أصحاب هذا الرأي؟

 

- المتعارف عليه في بلاد العرب والمسلمين أن الأرض المحتلة هي ما تقع تحت حكم دولة كافرة معتدية، كما هو حال فلسطين وجزءٍ من كشمير، ولكن أحياناً يفعل بعض الحُكام والمتنفذين من الظلم والطغيان ما يجعل الشعوب تنظر إليهم نظرة المحتلين، وهذا هو الحاصل في الجنوب. فقطاع كبير من شعب الجنوب ينظرون إلى سلطات صنعاء أنها سلطات احتلال، وسبب ذلك سياسات تلك السلطات. وقد أقر اللواء علي محسن أن علي عبد الله صالح حكم المحافظات الجنوبية بالاستعمار، وهذه شهادة لا يُستهان بها. والذي أدين لله به أن الثورة لم تغيّر في هذا الجانب شيئاً يُذكر، وهذا ما أعطى الطامعين في استعادة ما فقدوه فرصة للضرب على هذا الوتر الذي بالفعل يحرّك الجسد الجنوبي بقوّة، وأنا أقول للجنوبيين ابحثوا عن مخرج شرعي مشرّف دون الرجوع إلى تجريب المجرب السيّئ.

 

ليس من حق أحد احتكار تمثيل الجنوب فزمن الزعامات والنّخب التي تختصر الشعوب في ذاتها ولّى ولن يكون إلا ما يريده الشعب بجميع فئاته وطوائفه

* رؤيتكم لمستقبل حضرموت؟

 

- أنظر إلى مستقبل حضرموت من منظارين: منظار الظن بالله وهو أن يعلي من شأنها ويرفع من قدرها ويشملها بالخير والسعادة؛ لأنه سبحانه هو الغني القدير، ولأنه حكيم يضع الأمور في مواضعها، ومهما وصل إليه بعض أبناء حضرموت من سوء فإنهم بالمقارنة مع غيرهم أكثر خيراً وأقلّ شراً، والله لا يضيع أجر المحسنين.

 

وأما منظار الأطماع في حضرموت والتآمر عليها وعلى ما جعل الله فيها من ثروة وخير وتاريخ وعراقة فإنني متخوّف عليها، والمخرج أن يتواجد أبناؤها ويكونوا على قلب رجل واحد، وعلى مبدأ أسلافهم من الصفات والأفعال الحسنة، وأن يتجردوا من المصالح الذاتية والأهواء والعمالة، ومتى ما فعلوا ذلك حقق الله لهم ما يصبون إليه.

 

* هل أنتم مع بقاء الوحدة بشكلها الحالي؟

 

- الوحدة بشكلها الحالي مشوّهة حتى استطاع خصومها أن يقنعوا الناس أنها ضرب من الاحتلال، كما سبق، وبالتالي لا يمكن لعاقل أن يقبل ببقائها على هذا الشكل، وإنما يجب على المخلصين لهذه الأمة وهذا الوطن أن يبحثوا عن مخرج من هذا الوضع يحفظ وحدة الأمة وأخوة الإيمان ويسد الطريق على العصبيات الجاهلية والنعرات الشيطانية التي تملأ القلوب بالأحقاد والضغائن، فلتذهب الوحدة السياسية الفاشلة مع بقاء أخوة الأمّة ووحدة طريقها وحسن معاملتها لبعضها البعض، وربما يكون خيار فدرالية الأقاليم أقرب الحلول وأنفعها مع الاحتياط لما قد يترتب عليه من مفاسد.

 

* هناك من يقول إن حضرموت ليست جزءاً من اليمن .. ما تعليقك؟

 

- لا بد من التفريق بين الانتماء السياسي وبين ما يقرره التاريخ والجغرافيا والنّسب.

 

فالانتماء السياسي متغيّر غير ثابت، وبالتالي قد يحكم شمال اليمن وغربها جنوبها وشرقها، وقد ينعكس الحال فيكون الجنوب والشرق هو الحكم للجميع، وهذا ثابت في أدوار التاريخ المختلفة. فكم قد توحّدت اليمن، وكم قد تفرّقت، بل تقاتل أطرافها وقبائلها ودولها، فليس هناك وحدة سياسية كاملة ودائمة، وتغير الأسماء بتغير القوى السياسية الممسكة بزمام الحُكم. فحيناً دولة سبأ، وحيناً دولة حمير، وحيناً دولة حضرموت، وحيناً دولة قتبان، وحيناً معين وحيناً أوسان.

 

ولكن اليمن أرض ونسب وتاريخ وفضائل هذه حقائق لا تتغيّر في أي زمن ولا تحت أي ظرف، وهي تشمل جميع الأرض اليمنية وجميع الشعب الذي يسكن هذه الأرض، هو شعب يمني يتشرف بالأوسمة الرفيعة التي وضعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على صدور اليمنيين. ولا ينكر يمنيته من ساكني هذه الأرض إلا محروم؛ كما قال العلامة علوي بن طاهر الحداد في كتابه "الْشَّاْمِلْ في تاريخ حضرموت ومخاليفها".

 

* ما سر موقفكم مع علي عبد الله صالح عام 2006 بغضّ النظر عن الآخرين؟

 

- لم يكن موقفنا مع علي عبد الله صالح - كما أشار السؤال - ولم يصوت له أحد بتوجيه منّا، كما أننا لم نوجّه بالتصويت ضده، وإنما كان موقفنا البُعد عن المعركة وعدم الدخول فيها دون إلزام أحد أو توجيهه بانتخاب هذا الطرف أو ذاك؛ وذلك لعلمنا المسبق أن الأمر محسوم لصالح الرجل. ولذلك رأينا من مصلحتنا النأي بأنفسنا عن الزج بها في معركة خاسرة، وقد صارحت بهذا الموقف الأستاذ العزيز والصديق المحترم فيصل بن شملان - رحمه الله - حينما زارني إلى بيتي آن ذاك، وبحضور شخصيات ما تزال حية موجودة، وذلك الاجتهاد منا تأسياً بموقف الإخوان في حزب الإصلاح الذين اعتبروا علي عبد الله صالح مرشحهم الوحيد في الانتخابات التي قبلها، بل لم نصل نحن إلى ما وصلوا إليه.

 

موقفنا من انتخابات 2006م كان تأسياً بموقف الإخوان في الإصلاح الذين اعتبروا علي عبد الله صالح مرشحهم الوحيد في 99م 

* هل تتلقون دعماً من الخارج؟

 

- لسنا حزباً سياسياً ولا حركة مسلّحة حتى نسأل هذا السؤال، نحن نقوم على جمعيات ومؤسسات خيرية ومراكز تعليمية، وهذه الجمعيات والمؤسسات والمراكز شأنها شأن سائر ما يشابهها في اليمن لدى كل التيارات الإسلامية يأتيها تمويل لمشاريع محددة وظاهرة لا لبس فيها ودون شروط أو قيود.

 

* هل تتعرض لقاءاتكم وفعالياتكم للاعتداء من قبل أحد؟

 

- لم يصدر منّا ما يثير حفيظة أحد علينا، وليس لنا ارتباط بجهات يمقتها الشعب في محيطنا، وبالتالي لم نتعرض لأحد، ولم يتعرض لنا أحد.

 

* هل تعتقدون بأن ترك العلماء للخوض في السياسة فتح الباب أمام الآخرين؟

 

- إن العلماء العاملين المدركين لواجبهم ومسؤوليتهم لم يتركوا الخوض في السياسة، ولكنهم يمارسونها بما يتلاءم مع مقامهم ومع ضوابط الشرع الذي هم حملته والمؤتمنون عليه، وليس بالطريقة التي يريدها عوام الأمة الذين يشكل رؤاهم وتصوراتهم وقناعاتهم الإعلام، ولا بالشكل الذي يريده الأوصياء على اليمن من طوائف القوى المتسلطة، وبالتالي فإنهم قد حيل بينهم وبين الجماهير، وشُوهت صورتهم لديهم، وليس معهم من وسائل إيصال مواقفهم ورؤاهم وتوجيهاتهم إلى الناس شيء يُذكر، فهذه الأسباب مجموعة وغيرها فتحت الباب أمام الآخرين، وجعلت أقرب الأحزاب السياسية إلى العلماء أو بعضها تُعرض عن العلماء، ويُساهم إعلامها في تشويه صورة العلماء، وجعلها تنحاز  إلى صفوف المعرضين عن العلماء بدلاً من أن تكون أقوى الداعمين لهم.

 

وقد نطق السفير الأمريكي أخيراً بما لم يكن يعلمه أكثر الناس حينما قال: "إن الزنداني دعم بعض الأعمال الإرهابية في اليمن، ودعم جهود لمهاجمة الولايات المتحدة" - حسب تعبيره، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لا ترى «دوراً مناسبا» للشيخ الزنداني في مؤتمر الحوار الوطني "التغيير نت 10/2/2013م".

 

وهذا الكلام لا يقصد به فضيلة الشيخ الزنداني وحده بل يقصد به جميع العلماء. وإلا - فعلى سبيل التنزل - إذا كان الشيخ الزنداني متهما بدعم الإرهاب ومسجلا لدى الأمم المتحدة وغيرها بذلك الوصف فما الذي يمنعهم من إشراك غيره من العلماء؟ إن الحقيقة السافرة هي أن جميع العلماء في نظر حُكام اليمن الحقيقيين سفراء أمريكا وأوروبا هم إرهابيون وليس مجرد داعمين للإرهاب، وما ذاك إلا أنهم يقفون في وجه مخططاتهم لعلمنة وتغريب اليمن وتكريس استعماره ووضعه تحت الوصاية.

 

وأنا لا أبرِّئ العلماء من التقصير، ولكني أقول إن محاربتهم والكيد لهم داخلياً وخارجياً هو الذي صرف بعض الناس عنهم وهمّش دورهم السياسي.

 

إذا كان الشيخ الزنداني متهما بدعم الإرهاب من قبل أمريكا فما الذي يمنع من إشراك غيره من العلماء في الحوار

* لماذا لا يكون السلفيون كتلة واحدة لتكون معبِّرة بشكل موحّد عنهم؟

 

- أنت تعرف أن السلفيين في اليمن لهم أكثر من توجّه، بعض هذه التوجهات تؤمن بالعمل السياسي، وبعضها ترفضه؛ لمبررات مختلفة، فمن الصعب أن يقصروا في كتلة واحدة، ولكن المؤمنين بالعمل السياسي جادون في إيجاد ما يعبّر عنهم بالشكل الذي تتحدث عنه - إن شاء الله.

 

* كيف تقيّمون أداء المحافظ "الديني"؟ وهل هو عامل مساعد للأمن والاستقرار في المحافظة؟ وهل عندكم رؤية للبديل الأنسب والمقبول عند أبناء حضرموت؟

 

- أنا لا أزكي المحافظ الديني، ولا أنفي أن عليه مؤاخذات، ربّما الظرف الذي جاء فيه فرضها عليه، ولكن الرجل قاد المحافظة في ظروف غاية في السوء، فكان عامل توازن واستقرار، وإذا قورن بأكثر معاصريه من محافظي المحافظات الأخرى لكان أفضل من كثير منهم من حيث تفهمّه وقربه من الناس وحرصه ومتابعته لقضايا المحافظة مع مؤاخذة كبيرة عليه هي عدم قدرته على فك حصار القوى المتنفذة من حوله.

 

وأنا مع الشخصية النقيّة القوية المرضية لدى جمهور المحافظة، والتي تخاف الله، فأتوني بها نعمل جميعاً لإحلالها في هذا الموقع الذي يهمنا جميعاً.

 

* ما هي الرسالة التي توجهها للرئيس، وللحراك الجنوبي بجميع أطيافه؟

 

- أما رسالتي للرئيس، فأقول له اقرأ ما نصحت به عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - أمير المؤمنين معاوية - رضي الله عنه - حين أرسل إليها يطلب منها النصيحة فقالت له: "منِ التمسَ رضا اللَّهِ بسَخطِ النَّاسِ كفاهُ اللَّهُ مؤنةَ النَّاسِ، ومنِ التمسَ رضا النَّاسِ بسخطِ اللَّهِ وَكلَهُ اللَّهُ إلى النَّاسِ".

 

وأقول إنك قد أوصلت اليمن إلى درجة من الوصاية الخارجية لم يسبق لها مثيل فاتقِ الله ولا يكتب عنك التاريخ أنك فاتح باب اليمن للمستعمرين، كما أن عزتك في صدق العبودية لله فكن عبداً مخلصاً لله يمنحك عز الدنيا والآخرة، وذلك بالسعي الجاد والصارم في تحكيم شرع الله ونبذ ما يخالفه، وبذلك تتحقق أهداف الثورة التي أوصلتك إلى هذا المنصب. واعلم أننا لا ننكر دورك في إخراج اليمن من عنق الزجاجة، ولكن ذلك لا يشفع في الانحياز إلى إرضاء الناس بسخط الله.

 

أقول للحراك: قضيتكم عادلة فلا تكونوا المحامي الفاشل الذي يضيعها

وأما الحراك الجنوبي بجميع أطيافه فأقول لهم:

 

إن قضيتكم عادلة فلا تكونوا المحامي الفاشل الذي يضيعها، حددوا المطالب الحقيقية واتفقوا عليها واجمعوا عليها قواعدكم واستعينوا على تحقيقها بالله عازمين على أنكم متى ما بلَّغكم مرادكم عملتم بمراده. واحذروا أن تستبدلوا الظلم والفساد بالانحراف والإلحاد، وإياكم وتجريب المجرب السيِّئ.

* نقلا عن المصدر