مفتاح صنعاء في البيضاء

2018-01-24 10:21

 

بعد تصفية مليشيات الحوثي الإيرانية للرئيس السابق علي عبدالله صالح في الرابع من ديسمبر 2017م تحركت ثلاث جبهات بشكل متوازٍ وبعمليات متسارعة، فالعملية الأولى انطلقت بالتحرك في الساحل الغربي من المّخا شمالاً باتجاه الحُديدة وتم تحرير مدينة الخوخة الساحلية وانطلقت عمليات متوازية على الشريط الساحلي للبحر الأحمر ووصلت إلى مسافة 110 كلم جنوب الحُديدة، الجبهة الثانية كانت في معقل الحوثيين صعدة ونجحت كتائب الحضارم من تحرير كافة مديرية البُقع واستطاعت السيطرة على الطريق الدولي الرابط بين صعدة وحدود المملكة العربية السعودية، وتتحرك العمليات الميدانية نحو السيطرة على كتاف مما يضع صعدة بكاملها تحت نيران المقاومة الجنوبية بشكل مباشر ويقلص من قدرة الحوثيين في الحركة داخل معقلهم.

 

الجبهة الثالثة هي محافظة البيضاء والتي تم اختراقها بعد تحرير بيحان التي كانت تعتبر الجزء المتبقي من محافظة شبوة، وبتحرير بيحان تم فعلياً تأمين كافة المواقع النفطية والغازية تماماً وهي حضرموت وشبوة ومأرب، ولذلك فلقد أدت انطلاق العمليات في البيضاء إلى مفاجأة الحوثيين الذين خسروا خلال أسبوعين فقط ثلاثة مديريات واسعة الجغرافية في محافظة البيضاء.

 

تبرز محافظة البيضاء كونها ترتبط بثمانية محافظات (أبين ولحج وشبوة و مأرب وصنعاء وذمار وإب والضالع) وتم تحرير مديرية ناطع التي تحد محافظة مأرب، هذه المحافظة تعتبر معقل تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن، وكان الرئيس دونالد ترامب قد أطلق عملية عسكرية خاصة بعد توليه مقاليد السلطة في (يناير 2017م) وحدثت عملية إنزال لقوات المارينز الأمريكية أدت إلى قتل العشرات من عناصر تنظيم القاعدة وحملت الكثير من الوثائق السرية التي أدت لاحقاً لعمليات أمريكية استخدمت فيها الولايات المتحدة الطائرات من غير طيار واستطاعت تصفية الكثير من المتطرفين في مأرب وأبين والبيضاء مما يؤكد أن المعلومات التي حصلت عليها الولايات المتحدة كانت مهمة لدرجة أنها نجحت في تنفيذ عمليات الرصد والتصفية للإرهابيين.

 

البيضاء تعتبر واحدة من معاقل المؤتمر الشعبي العام فلقد نجح الحزب في كسب أغلبية أصواتها في كل الانتخابات سواء الرئاسية أو البرلمانية وهي قادرة أن تتحول لمركز انطلاق عمليات عسكرية كبيرة نحو تحرير صنعاء، فمن الممكن دعم العميد طارق صالح وتمكينه من إنشاء معسكرات وجمع ما يمكنه من وحدات لبقايا الحرس الجمهوري المؤيدين له والذين يتملكهم الثأر من مليشيات الحوثي الإيرانية بعد أن نكلت بهم بعد انتفاضة صنعاء في الثاني من ديسمبر 2017م .

 

أمام السلطة الشرعية واحدة من أهم الأوراق التي تستطيع استخدامها لتحرير صنعاء خاصة وأن تمكين العميد طارق صالح في البيضاء سيمنحه فرصة التواصل مع قبائل سنحان التي ينحدر منها مما يضع جنوب صنعاء كخاصرة رخوة للحوثيين تستطيع قوات العميد طارق اختراقها في حال تم التوافق العسكري مع الشرعية وتنسيق عملية مشتركة تبدو عملياً ممكنة وبالاستطاعة تحقيق نتائج سريعة وحاسمة، فهل سنرى تحركاً بهذا الاتجاه يكسر شوكة الحوثي ويعيد صنعاء لحضنها العربي.