أرسل لي أحد الأصدقاء صورة طفلة على قارعة الطريق وهي تبيع اثنين فاين بعشرة، تغالب النوم وهي تكابد الحياة، ونلعن نحن اللصوص ونحن نشاهد مناظر الأطفال وقد نسيوا اللعب وتوجهوا للشوارع والجولات لبيع الفاين والورق للمارة، ومنهم من يمد يده ليتحصل على ريالات قليلة لعلها تسد رمقاً أو تدفئ جسداً .
أيها اللصوص الممتلئة بكم كراسي اللصوصية ألم تروا الطفولة في وطني قد أُهينت؟ ألم تشاهدوا أطفالاً بعمر الزهور وهم يتغلبون على رمضاء القهر وهم يتكسبون في الشوارع ويأكلون من عرق جبينهم ؟
أيها اللصوص الممتلئة شوارعنا بسياراتكم ومواكبكم، هلا نظرتم على قارعة الطريق، هلا نظرتم إلى الجولات وتركتم النظر في الجوالات، ماذا عساني أقول لكم وقد تناسيتم الأطفال؟
أيها اللصوص في مكاتب اللصوصية لقد جاعت أحشاء الفقراء، وتدلت كروشكم، فماذا عساكم فاعلين إذا أشعل الجوع غضب الشعب؟ ماذا ستأخذون معكم أثناء هروبكم؟
أيها اللاهون بمأساة الجوعى، أما آن لكم النظر في حال الفقراء والمعوزين، أما آن لكم التوبة والرجوع عن التهام الحرام الذي سيكون في بطونكم ناراً تلظى، ألا فليرعوي كل لص عن لصوصيته وليعلم أن للشعب غضبة ولا يُعلم متى موعدها، فاتقوا دعوته، واخشوا غضبته ...
*- بقلم : أنور الصوفي