في لقاء شفاف مع الشاعرة والمبدعة أسماء القاسمي ... نتطلع على تجربتها الإبداعية والشعرية

2013-03-25 08:39
في لقاء شفاف مع الشاعرة والمبدعة أسماء القاسمي ... نتطلع على تجربتها الإبداعية والشعرية
شبوة برس- خاص الشارقة

في لقاء شفاف مع الشاعرة والمبدعة أسماء القاسمي ... نتطلع على تجربتها الإبداعية والشعرية 

حاورها : فائز سالم بن عمرو

مقدمة :

        الشاعرة والكاتبة أسماء بنت صقر بن سلطان القاسمى من مواليد الشارقة على رغم تخصصها العلمي " بكالوريوس علوم سياسيه واقتصاد " ، إلا أن الشاعرة أسماء اتجهت إلى الإبداع الشعري والثقافي والفكري فهي عضو نادي فتيات كلباء الرياضي الثقافي ، عضو شرف برابطة الأدب الإسلامي العالمية ، وتملك رئيسة مجلس إدارة شبكة صدانا الثقافية ، راعية الموسوعة الكبرى للشعراء العرب ، ولها اهتمام إعلامي فهي صاحبة عمود ثابت فى مجلة بنت الخليج الأماراتية بعنوان " (تراتيل فكر) ، ولها العديد من دواوين الشعر المطبوعة :

1- في معبد الشجن 2008

2- صلاة عشتار 2009 ، صادره من دار التكوين بدمشق/سزريا

3- شذرات من دمي 2010 ، صادر عن أنفوبرانت بفاس/المغرب ، باللغتين : العربية والإسبانية .

4 – شهقة عطر ، مترجم للانجليزية والاسبانية

5- ديوان طيرسون الحنين مترجم للفرنسية ، لم يطبع بعد

6- ديوان تراتيل فى محراب الصمت ، تحت الطبع

 

أسماء القاسمي : لست مع من يناشد أن الإبداع تفرقة بين كل ما ذكوري وأنثوي (فيما يسمى الأدب النسائي) لأنني أرى الأدب ممارسة إنسانية راقية تدخل صميم الخلق الإبداعي الذي لا يعترف بالجنس أو اللون أو المعتقد .

أسماء القاسمي : المبدع هو الناطق الفعلي لما يروج داخل الأمة من فرح وقرح . هو مرآتها التي تعكس واقع الإنسانية .

أسماء القاسمي : الإشكال التي تواجهه المرأة كثرة الانتقادات و التساؤل والتشكك من العقلية الذكورية لتقييم الإبداع والفعل النسائي ، بينما هم يعتبرون النقد النسائي إقصاء للرجل المبدع و بينما لا نجد أي تعليق عندما تكون العمل كاملا بصيغة المذكر وهذه المسألة لصيقة بالعقلية الذكورية العربية ولا دخل للمرأة فيها بكل تأكيد .

أسماء القاسمي : هناك انقسامات وفجوات كثيرة بين المبدع والمثقف والمواطن العادي " المجتمع " وهذه التفرقة مبرمجة بكل تأكيد فليس من صالح من يقود السفينة أن يكون بها مبدعين ومثقفين يناشدون العدل و يطالبون بالمراقبة , ليبقى المواطن العادي تحت وطأة التخلف بعيد كل البعد عما يجري خلف الكواليس .

أسماء القاسمي :       لا أومن شخصيا بهذه الحروب المفتعلة بين الشعر الحر والشعر العمودي " التي يصطنعها البعض بهدف إكثار القيل والقال ,فالشعر شعر وليس آيات قرآنية لا يجب تغيير طريقة صياغتها أو مضامينها ... والاهم بالنسبة لي هو الجودة  والتأثير في الناس وليس الشكل الذي لا يفيد سامعيه بشيء , الرسالة الشعرية هي الأهم من كل هذه الأمور التي صنعها بشر في الأصل

أسماء القاسمي :       المبدع أولا وقبل كل شيء إنسان وطبيعة الإنسان أنها تتأثر وتؤثر بالغير أيضا ... وعليه فكما يقال الشاعر ابن بيئته والبيئة هو مرآتها الواضحة لما يحدث فيها بكل التفاصيل .

أسماء القاسمي : الأجمل بنظري هو أن نجد مبدعا يوجه رسائل راقية تخدم المجتمع بشكل عام وتبتعد عن حدود الذات .

أسماء القاسمي : كانت السياسة فن راقي و دخله هؤلاء المبدعون قديما فتفننوا أكثر , لكن ما نراه الآن هو أن السياسة تحولت من فن إلى عفن الشيء الذي أثر على مجريات الأمور والمهام أيضا ..

أسماء القاسمي :       تعرف الإمارات العربية المتحدة تطورا مبهرا في المجال الأدبي وخاصة الشعري وذلك بسبب الدعم القوي الذي تقدمه الدولة لهذا الجانب الذي تعرف مدى أهمية في حياة المواطن العادي .. لان الشخص الجاهل يصبح سهل المنال لتحويله ضدك في أي وقت لأنه لا يعرف حقوقه من واجباته هذه الأمور تفادتها الحكومة الإماراتية باهتمامها المتزايد للجانب الثقافي والإبداعي الذي يقدم له ميزانية مهمة بشكل سنوي .

أسماء القاسمي :       المثقف العربي متهم بعدة أمور غير القفز على التقاليد و الأعراف العربية التي يجب علينا أن نعبدها حتى وأن كانت على خطا و لا علاقة لها بديننا الحنيف ... وعليه فان المبدع الملتزم يواجه حملة ما زالت الصورة الجيدة للمبدع والمفكر والمثقف و طمسها بأكاذيب غالبا ما يصدقها أصحاب العقل المتواضع .

أسماء القاسمي : أرجو للمرأة اليمنية أن تقرأ تاريخها بشكل جيد حتى تأخذ منه القدوة الصالحة لواقع المرأة اليمنية قديما .

س1 : يتحدث البعض عن الكتابات النسائية أو الأدب النسائي ، هل يوجد كتابات نسائية أو إبداعات نسائية لها مواضيعها وأسلوبها تختلف عن الكتابة والإبداع الرجالي ، وهل هذا التفريق واقعي وقائم ؟

تأتي إشكالية الكتابية من حيث التجنيس بين الرجل والمرأة من باب التصنيف وليس من باب الجودة أو النوع , فالكتابة هي فعل إنساني خالص لا دخل للجنس به فأنت يكون الرجل مبدعا كما المرأة في جل الميادين ولا فرق بينهما في شيء , فالأحاسيس و الانفعالات والتعبير يظل رهين هذا الإنسان الذي يحمل هم البشرية   إبداعيا , وعليه فأنا لست مع من يناشد أن الإبداع تفرقة بين كل ما ذكوري وأنثوي لأنني أراه ممارسة إنسانية راقية تدخل صميم الخلق الإبداعي الذي لا يعترف بالجنس أو اللون أو المعتقد .

س2 : يتأثر المبدع بحياته ومسيرته الشخصية ، إلى أي مدى تنعكس الذاتية والسيرة الشخصية في شعرك وأعمالك الإبداعية ، ولا سيما انك تنحدرين من أسرة شعرية وثقافية ؟

من لا يكتب أحاسيسه ويعبر عن مشاكل الغير فهو متصنع للإبداع , فهذه الموهبة الربانية تدخل ضمن المشاعر الشخصية التي لا يمكننا أن نزورها أو نتلاعب فيها , فالمبدع هو الناطق الفعلي لما يروج داخل الأمة من فرح وقرح . هو مرآتها التي تعكس واقع الإنسانية .

وعليه فأنني كباقي الشعراء أمارس جنون الكتابة حيث أشعر أنها تروادني على هذا الفعل الجميل بعد مخاض طويل وشعور ناتج عن الرغبة في التعبير وفك شفرة الوجود الذاتي أو وجود الغير .

س3 : على الرغم من ظهور العديد من الأقلام النسائية المبرزة والتي اثبت جدارتها كتابة وأسلوبا وموضوعا . إلا إن الظاهرة النسائية ما زالت تتصف بالفردية وعدم الوحدة ، كيف نستطيع التأسيس لنشاط نسوى جماعي وموحد موضوعا ونهجا وكتابة ؟

أختلف معك في هذا الطرح بكل تأكيد فحاليا يعرف العالم وجود أقلام نسائية قوية تضاهي الأقلام الرجالية التي تواجدت على الساحة منذ زمن ابعد وهناك أنشطة نسائية موحدة في ظل التواصل الجاد بينهن بدليل تواجد أعمال مشتركة لكن الإشكال هو أنها دائمة الانتقادات و التساؤل لم تقوم النساء بهذا الفعل الذي يعتبرونه إقصاء للرجل المبدع و بينما لا نجد أي تعليق عندما تكون العمل كاملا بصيغة المذكر وهذه المسألة لصيقة بالعقلية الذكورية العربية ولا دخل للمرأة فيها بكل تأكيد .

س4 : توجد فجوة بين المبدع والمثقف والمجتمع كما اظهر تباشير الربيع العربي ، فهل استطاع المبدعين والمثقفين التعبير عن المواطن التواق للحرية والكرامة والعدالة ؟

        هناك انقسامات كثيرة بين المبدع والمثقف والمواطن العادي وهذه التفرقة مبرمجة بكل تأكيد فليس من صالح من يقود السفينة أن يكون بها مبدعين ومثقفين يناشدون العدل و يطالبون بالمراقبة , ليبقى المواطن العادي تحت وطأة التخلف بعيد كل البعد عما يجري خلف الكواليس .

فكما يقال : فرق تسد ولمدة أطول , لكن هذه التفرقة بدأت نتائجها تنعكس بالسلب على من اخترعها فبدأت تظهر لنا ثورات منددة بالظلم والطغيان , لدرجة سفك الدماء و التدمير المجاني وكل هذه المآسي كان من الممكن تجاوزها لو كان هناك تواصل دائم بين المبدعين المثقفين وبين الطبقة الشعبية العادية من أبناء الوطن .

س5 : ما زالت المعركة بين الشعر الحر والشعر العمودي محتدمة ، كما يشير بعض النقاد . فهل هذه النظرة واقعية ، أم لكل من الجنسين الشعريين أغراضه ورواده ؟

        شخصيا لا أومن بهذه الحروب المفتعلة التي يصطنعها البعض بهدف إكثار القيل والقال ,فالشعر شعر وليس آيات قرآنية لا يجب تغيير طريقة صياغتها أو مضامينها .

العالم يتطور و يحتاج لطرق مختلفة للتواصل في كل المجالات وليس فقط الجانب الشعري , والاهم بالنسبة لي هو الجودة  والتأثير في الناس وليس الشكل الذي لا يفيد سامعيه بشيء , الرسالة الشعرية هي الأهم من كل هذه الأمور التي صنعها بشر في الأصل ، فالخليل الفراهيدي ليس إلها ولا رسولا حتى نقتفي أثره كما شاء ولم يكتب شعراء الجاهلية شعرهم على غرارهم وهم الفاعلون بل هو من اجتهد بعد موتهم بسنوات . وهذا دليل على الرغبة في الابتكار والخلق وليس التقوقع والتعصب .

س6 : يلاحظ الغموض وتتكرر ألفاظ الدالة على التخوف من المستقبل أو عدم استشرافه ، فهل يتأثر المبدع بالواقع الغامض وغلبة المشهد السياسي المأزوم على مخرجات وكتابة المبدع ؟

        المبدع أولا وقبل كل شيء إنسان وطبيعة الإنسان أنها تتأثر وتؤثر بالغير أيضا وهذه الطبيعة لن يختلف عنها المبدع الذي يكو أكثر رهافة و أعمق تحليلا لما يروج في هذه الحياة .

وعليه فكما يقال الشاعر ابن بيئته والبيئة هو مرآتها الواضحة لما يحدث فيها بكل التفاصيل .

س7 : ظل المبدع والمثقف مشتت بين العبارة الأدبية : " على القارئ والمتابع أن يرتقي إلى لغة الإبداع ، أو مطالب بالنزول بأسلوبه إلى ثقافة القارئ ومجاراته " ، إلى أي منحى تتجهين في شعرك وأعمالك ؟

        أحاول رصد الأمور بطريقتي الخاصة وأسلوبي الخاص الأتي من الثقافة التي تربيت عليها وتعلمتها فكل مبدع منا له طريقته وتعبيره ولا يوحدنا سوى عشقنا للإبداع وهذا ظاهر من خلال الحياة الشخصية لكل مبدع فينا الذي يعكس محيطه الشخصي على كتاباته الشخصية , لكن الأجمل بنظري هو أن نجد مبدعا يوجه رسائل راقية تخدم المجتمع بشكل عام وتبتعد عن حدود الذات .

س8 : كيف يجمع المفكر والإعلامي بين انتمائه المهني والثقافي وبين اتجاهات السياسية المتشعبة والمختلفة ، هل يستطيع المبدع أن يجمع بين السياسة والإبداع وان يكون قلمه سليم من شبهات السياسة ؟

        إذا عندنا قليلا للخلف تاريخيا وتحدثنا عن شعراء كان لهم مكانهم القوي والمرموق في صنع القرار السياسي فشغلوا مناصب عليا كوزراء سنرى أن دولهم كان تعيش وقتها أفضل العصور لأننا وقتها كنا نعيش بقلب المبدع وفكر المثقف والمبدع الذي يأمل الحياة السعيدة لكافة البشرية , هنا كانت السياسة فن راقي و دخله هؤلاء المبدعون فتفننوا أكثر , لكن ما نراه الآن هو أن السياسة تحولت من فن إلى عفن الشيء الذي أثر على مجريات الأمور والمهام أيضا ..

س9 : كيف تشخصين اتجاهات وأغراض الحركة الأدبية والثقافية والشعرية في الإمارات ؟

        تعرف الإمارات العربية المتحدة تطورا مبهرا في المجال الأدبي وخاصة الشعري وذلك بسبب الدعم القوي الذي تقدمه الدولة لهذا الجانب الذي تعرف مدى أهمية في حياة المواطن العادي , فأن تربي وتثقف فردأ بشكل صحيح أفضل لك مليون مرة من أن تتركه عرضة التخلف و الأمية حتى يكون سهل المنال لتحويله ضدك في أي وقت لأنه لا يعرف حقوقه من واجباته .

هذه الأمور تفادتها الحكومة الإماراتية باهتمامها المتزايد للجانب الثقافي والإبداعي الذي يقدم له ميزانية مهمة بشكل سنوي .

س10 : بصراحة يتهم المثقف والمبدع العربي بالاغتراب والسعي وراء تقليد نظريات غربية وتجاهل الخصوصية العربية والقفز على التراث والثقافة المحلية والشعبية ؟

        المثقف العربي متهم بعدة أمور غير القفز على التقاليد و الأعراف العربية التي يجب علينا أن نعبدها حتى وأن كانت على خطا و لا علاقة لها بديننا الحنيف لأنه وكما سبقت الإشارة منبه الخطر على بعض أصحاب الكراسي ممن لا يهمهم رقي شعوبهم وتثقيفهم بقدر ما يهمهم الحفاظ على الكرسي لمدة أطول , وعليه لابد له من أن يزيل الصورة الجيدة للمبدع والمفكر والمثقف و طمسها بأكاذيب غالبا ما يصدقها أصحاب العقل المتواضع .

س11 : من خلال تجربتك الإعلامية والسياسية نرجو إيضاح للمرأة اليمنية وخاصة الحضرمية المراحل التي تمكن المرأة من الانخراط في مجتمعها والتعبير عن قضاياها . وما هي أهم مراحل التي عشتها في تجربتك المميزة ؟

        بصراحة المرأة اليمنية هي صاحب الدرس الكبير لكل نساء العالم  العربي فهي المدرسة التي تخرجت منها نساء صنعن بالتاريخ بمداد من ذهب والحضارة السبئية  والملكة بلقيس بنت الهدهد  شاهدة على ذلك بتوليها اعلي منصب وكانت تتمتع بالحكمة والرأي السيد فحين وصلها كتاب سليمان واستشارت أعضاء حكومتها ردوا الأمر عليها وسمعوا لأمرها وجنبت بذلك دولتها الخراب والغزو برأي حكيم بذهابها للنبي سليمان وتوحد المملكتين وكذلك *"شوف السبئية ":- ومن قبلها "ألبها" .ذكر النص أنها نصبت نفسها كمدافعة عن أخيها ,وعندما نجحت مساعيها سجلت ذلك في نص بمعبد أوام المعروف بمحرم بلقيس,و كانت تملك من العلم والحكمة ما مكنها من الدفاع وإنجاح مسعاها وتخليص أخيها من ورطته وكذلك طريفة بنت الخير الحميرية :- فقد كانت كاهنة يمانية من المشهورات بالفصاحة والبلاغة تزوجت الملك عمرو بن ماء السماء الازدي الكهلاني .وقد قيل أنها تنبأت بانهيار السد ,وذكرت ذلك لزوجها فاستعد هو وقومه للهجرة .وما إن بدأت قوافلهم بالرحيل حتى انهار السد وأيضا لميس بنت اسعد تبع :- ,وقيل أنها ملكة كانت قبل بلقيس,وقد كانت زوجة للملك مرشد بن مالك الصافح ذو ناعط من مملكة حمير,وجد قبرها في زمن الحجاج بن يوسف هي وأختها مكتوب علية "هذه شمسه ولميس ابنتا تبع متنا وإننا نشهد أن لا اله إلا الله  هذا غيض من فيض فاللائحة طويلة لو أردنا الاستشهاد بدورها عبر العصور لكننا الآن نقف أمامها أي المرأة اليمنية بنوع من الدهشة والاغتراب فكيف وصل مستواها لهذا الحال وهي المرأة المناضلة المقاومة للذل والعار عبر تاريخ الأجيال ؟

أرجو للمرأة اليمنية أن تقرأ تاريخها بشكل جيد حتى تأخذ منه القدوة الصالحة لواقع المرأة اليمنية قديما .