بدأ المشهد الحواري في صنعاء عبثياً للغاية ودراماتيكياً أقرب إلى الفوضوية .
ولا يرجى منه تحقيق أية آمال إطلاقاً .
فمن الوهلة الأولى لهذا الأحتشاد المخزي مارس بعض المشاركين فيه الزنقلة والإستعباط لغرض في نفس يعقـوب . مادفع رئيسه هادي إلى التفوه بكلمات مهينة في حق المتواجدين حينها عندما قال بصوت عال وصريح من لايعجبه الحــوار الباب امامه .
المهم الحـوار في حل الإشكاليات بين الشعوب والدول من حيث المبدأ حميد وسلوك رائع وجميل . لكن بربكم كل هذه الملفات الشائكة والقضايا المعقدة والعويصة الذي يدفع المجتمع الدولي بحلحلتها على هامش الحـوار الجاري والتي من أهمها واعقدها واصعبها القضية الجنوبية بكل ابعادها وتشعباتها .
كيف سيفهم طرق التعاطي معها ووضع الحلول المثلى والناجعة لها معشـر الهوشلية في فندق موفمبيك صنعاء ومنهم من صنع أزمة الجنوب وعبث بالشمال ومنهم الجاهل والشيخ المعربد الذي لايفقه حتى أساسيات السياسة ومنهم الذي لا يملك قرار نفسه وتسيره قوى النفوذ والمصلحة التي تقتات على إراقة الدم وإشعال النزاعات والحروب بالريموت كنترول .
كان الأحرى بحصرالصعود إليه على المهتمين بالسياسة والإقتصاد والعارفون في التشريع والقانون وأصحاب مراكز الأبحاث والدراسات الإستراتيجية للتغلب على بعض المشكلات الموجودة في بلداً مثخن بالمشاكل والجراح .
فبات من الواضح إن الأيادي العابثة بحياتنا لعبت لعبتها حتى في ماهية الحوار القائم المرفوض من كل القوى الحيىة في الشمال وكل الجنوبيون .
كنّا نتوقع أن يكون كذلك إذا كان صناعة يمنية فالعيب هنا على رعاة الحوار العبثي مجلس الأمن الدولي ومعه مجلس التعاون الخليجي لتركهم له يسير على هذا المنحى وبهذا المستوى وهم يدركون أهمية المرحلة وحساسية الظرف واللحظة .
إذاً مادام الحال كذلك فأننا في الجنوب المنكوب نكرر ما يقوله الملايين في الساحات والميادين في عدن وحضرموت ولحج والضالع وأبين وشبوة والمهرة أن هكذا حوار لا يعنينا البتة ومخرجاته المفبركة سلفاً ومسبقاً لن نعترف بها أو نقبل العيش حسب مارسمته لنا .
لقد سئمنا خداع ودجل وتضليل بعد سنين عجاف من تسيد الفيد والقهر والتنكيل كانت نتاجها وقوع الجنوبيون قاطبة في دائرة المواطنة المنقوصة والكرامة المسلوبة ومواطنين بلا وطن . كل الحلول التي هي أشبه بالمسكنات سواء أتت من الداخل أو الخارج لم تعد نافعة أو سيكتب لها النجاح اليوم الجنوب وأهله بعد كل ما قدموها من تضحيات جسام سيمضون نحـو الهدف المنشود في الحصول على حريتهم المسلوبة وأرضهم المفقودة لأن الظلم بات لا يحتـمل والتعايش مع شعب يا جناه غدى من المستحيـــل