تأليف : وجيه أبو ذكرى
الطبعة الثانية : عام 1977م
عرض وتلخيص : د.علوي عمر بن فريد
الحلقة الحادية عشرة
ذكر المؤلف في ص 143 وطرح سؤالا عن السلام في اليمن وقال : إن السلام لن يتحقق للأسباب التالية :
1- تكوين طبقة من أطراف الحرب اليمنية مستفيدة من استمرارها وأثرت ثراء فاحشا من هذه الحرب , وتطالب بالمزيد من استمرار الدم ودفن الزهور في اليمن
2- إن هناك مرتزقة مستشارين للإمام البدر وهؤلاء المستشارين هم الأسوأ يصورون له إمكانية دخول صنعاء وهم يبحثون عن مصالحهم الشخصية .
3- الولايات المتحدة الأمريكية تريد التورط المصري في اليمن .
ويواصل المؤلف سرد الأوضاع في اليمن في رسالة خاصة لزوجته قائلا :
الآن نحن في بداية عام 1967م وكل هذه محاولات السلام التي حدثت في اليمن , وأقول لك أننا لن نخرج من اليمن إلا في ظروف لا يعلمها إلا الله وهذه كارثة علينا وعلى اليمن نفسها , واقتصادنا منهار وأمامنا معركة حتمية مع العدو الإسرائيلي لا ادري متى تكون ولكنها قادمة !!
ولقد حدث في مصر حدثان غريبان كما تقول زوجة المؤلف في فبراير عام 1967م الحدث الأول : فقد نشرت مجلة آخر ساعة تحقيقا صحفيا مصورا لقواتنا وهي فوق الجليد في صنعاء مما دفع بالأمهات إلى المحلات لشراء بلوفرات من الصوف ثم ذهبن إلى إدارة الشؤون العامة للقوات المسلحة لكي تقوم بتسليم هذه البلوفرات لأبنائنا في اليمن , وهذا يدل على عدم ثقة الشعب في الحكومة وأنها تدخر ملابس ثقيلة للقوات في اليمن !!
الحدث الثاني : أغرب وأعنف لقد خرجت الأمهات بملابس البيت في مظاهرة عنيفة إلى المدارس لإخراج أبنائهن , وأخذهم إلى البيوت في لحظة واحدة من أسوان إلى مرسى مطروح بعد انتشار إشاعة تقول : أن الحكومة ستأخذ دم الأطفال وهذا دليل على عدم الثقة بين الحكومة والشعب .
وقد اختفت عشرات السلع من الأسواق وحدث أن تمرد بعض الجنود ورفضوا السفر إلى اليمن وخشيت القيادة أن تسري العدوى إلى كل القوات بل وتصل إلى الجنود المرابطين في اليمن بعد ذلك أصبح السفر إلى اليمن اختياريا
وهنا في باب اللوق والقاهرة يوجد مكتب لرابطة أبناء الجنوب العربي وهذا الحزب على علاقة حسنة مع المملكة العربية السعودية وهو يعمل على تحرير الجنوب العربي بالوسائل السلمية ويشرف في القاهرة على تعليم أبناء الجنوب في المعاهد والمدارس المصرية وقد داهمته المخابرات العامة وأخذت كل محتوياته وأغلقته إلى الأبد إلا أن رئاسة الجمهورية لازالت تقدم لزعماء هذا الحزب رواتبهم بصفتهم لاجئين سياسيين,, ثم رد المؤلف على زوجته برسالة يقول فيها : لقد وعدتك أن احكي لك حكاية الجنوب العربي المحتل وهي حربنا الثانية في اليمن أود أن أسجل إعجابي الشديد في ثورة الجنوب وأعلنت الرابطة مطالب شعب الجنوب للحرية والاستقلال منذ تأسيسها عام 1951م وبدأت بريطانيا تقاوم هذه المطالب وتم نفي رئيس الرابطة السيد محمد علي الجفري واعتقل شقيقه عبدالله وتم نفيه إلى جزيرة سقطرى لمدة 6 أشهر إلا أن هناك حقيقة من الصعب على الإنسان أن ينساها وسط الأحداث وهي أن أبناء الجنوب من اليوم الأول لوصول القوات المصرية إلى اليمن تقدموا بأسلحتهم وأموالهم وأنفسهم للدفاع عن ثورة اليمن واشتركوا في حمايتها واستشهد منهم العشرات وكانوا يقاتلون ثم يعودون إلى جبالهم في الجنوب وكان معظم هؤلاء الرجال من ردفان ولم يرق ذلك للحاكم البريطاني في عدن وطلب منهم تسليم أسلحتهم ورفضوا أمره وأرسل لهم قوات جوية دكت معاقلهم وكانت تلك الشرارة التي أشعلت الثورة ..تشكلت في القيادة المصرية في صنعاء فرع لقيادة ثورة الجنوب أو العملية صلاح الدين , واتخذت من تعز مقرا لها وكانت مهمتها :
1- تدريب أبناء الجنوب على استعمال الأسلحة.
2- وضع الخطط العسكرية لعملياتهم .
3- تقديم العون المالي اللازم لاستمرار الثورة
4- تقديم المعلومات للثوار عن تحرك القوات البريطانية .
وامتد عمل العملية صلاح الدين , حيث أصبحت قيادة مستقلة تتبع رئاسة الجمهورية في القاهرة .
ويشرف عليها رجال من المخابرات العامة والمخابرات الحربية .
هذا سنواصل الحديث في الحلقة الثانية عشرة
*- للإطلاع على الحلقة العاشرة : اضغــــــــــــــط هنــا