لنختلف مع فخامة نائب الرئيس رئيس الوزراء السابق المهندس خالد محفوظ بحاح ولكن ستظل الحقيقة هي الحقيقة مهما حاولنا حرفها أو تغيير مسارها , بسبب هذه الطفرة الإعلامية الهائلة صار من الصعب إخفاء أي شيء عن الرأي العام .
لم يأتي البحاح بجديد حول عمليات النهب المنظم لثروات البلاد من قبل الحكومة الشرعية وعلى رأس تلك الثروات نفط المسيلة الحضرمي , كنا قد كتبنا قبل عام تقريبا عن هذا الموضوع بمقال إستقصائي حول عمليات البيع المنظم للنفط الحضرمي والتي بلغت أربع شحنات نفطية , وكل شحنة كانت تقدر بي 3مليون برميل من النفط الخام , وكان بإمكان أي ناشط أو إعلامي التحقق من ذلك عبر الكميات المخزنة بميناء الضبة بالشحر الذي يصدر منه النفط الحضرمي , على الحضارم الوقوف بحزم ضد ظاهرة العبث بالنفط بهذه الطريقة المخزية .
الجديد الذي أتى به البحاح هذه المرة هو أنه يغرد و يصرح و يهاجم الحكومة الشرعية وبقوة وهو متواجد بالعاصمة السعودية الرياض , هل وصلت السعودية بعد الإمارات لقناعة تامة بأن الرئيس الشرعي و حكومته أصبحا جزء من المشكلة باليمن , معروف عن البحاح بأنه لا يحب الظهور الإعلامي المتكرر , ولا يحب المهاترات و المناظرات , ولكن هذه المرة أراد العالم و دول التحالف عبر البحاح رفع الكرت الأصفر بوجه الرئيس و حكومته الشرعية الفاسدة من خلال السماح لمستشار الرئيس هادي و نائبه سابقا بكشف المستور بهذه الطريقة .
700مليون دولار هي عائدات الشحنات الأربع من بيع النفط الحضرمي , بيعت ووضعت أموالها بالبنوك التجارية و الاهلية خارج البلاد , وكانت ترسل مبالغ بسيطة منها وتوضع بخزينة البنك الاهلي اليمني بعدن لدرء الرماد في العيون , 17مليون دولار هي قيمة الطاقة المشتراة من السعدي و باجرش ال 100ميجا لكهرباء عدن , 10مليون دولار لشراء قطع غيار لكهرباء عدن ولم تصل بعد لحد اليوم , شراء وقود لمحطات الكهرباء بعدن كان أغلبها بالريال اليمني وليس بالدولار , 7مليون دولار بحساب مؤسسة مياه عدن لدى البنك الأهلي بعدن , شراء الطائرة الرئاسية المستخدمة للرئيس هادي من أموال النفط الحضرمي , كل تلك المبالغ لن تتجاوز ال 150مليون دولار فأين ذهبت باقي الأموال .
أين ذهبت عائدات النفط الحضرمي 700مليون دولار , أين ذهبت ال 400مليار ريال التي طبعت بروسيا وكانت مخصصة كرواتب للموظفين , أين تذهب إيرادات موانئ مؤسسة خليج عدن المودعة بحساب جاري لدى البنك الاهلي اليمني بعدن و تبلغ عشرات الملايين من الدولارات , أين تذهب إيرادات الرسوم الجمركية لميناء عدن للحاويات والتي تجاوزت كحد أقصى 15مليار ريال شهريا كونه المنفذ البحري الوحيد حاليا وحجم النشاط التجاري تضاعف أضعاف مضاعفة عن السابق وكذلك الضرائب و الواجبات و الإتصالات وطيران اليمنية , أين تذهب عائدات منفذ الوديعة البري والوحيد مع السعودية والذي يعتبر أربعة منافذ بمنفذ واحد بعد إغلاق منافذ حرض و البقع و علب بشمال اليمن وعائداته عشرات المليارات شهريا , أين تذهب إيرادات منفذ شحن بمحافظة المهرة وكذلك إيرادات محافظة مأرب المتمردة على شرعية الرئيس هادي , نريد كشوفات صرف بتلك المبالغ كونها مال عام وليس خاص , لماذا لم تورد تلك المبالغ الهائلة من النقد الأجنبي و المحلي لخزينة البنك المركزي بعدن وتم وضعها ببنوك تجارية و أهلية و بحساب جاري وليس بحساب حكومي مركزي .
إن قرار تعويم الريال اليمني لم يكن الغرض منه سوى مضاعفة مبالغ الإيرادات لصالح الحكومة الشرعية الفاشلة , تضاعفت مبالغ الإيرادات بسبب تغيير بالتعرفة الجمركية و الضريبية و الواجبات وجميع المعاملات التي كانت مربوطة بالريال و الدولار ولم نشعر بأي تجسن , بل العكس إزدادت الأوضاع المعيشية سوء , من يدفع الثمن دائما هو الشعب المطحون فقط
وضعت الحكومة الشرعية هدف وفعلا تقوم بتحقيقه الان من خلال العبث بالمال العام و المناصب و الوظائف في وقت كنا بأمس الحاجة لحكومة تقوم بدورها الوطني للتخفيف من فقر و معاناة و بؤس هذا الشعب التعيس النحيس .
أتوقع نهاية درامية للرئيس هادي و حكومته المتشظية في بقاع الدنيا هذا العام , أتوقع إحالة ملفات العبث بالمال العام للمحاكم المحلية و الدولية كوننا مازلنا نخضع للوصاية الدولية بحسب قرار مجلس الأمن الدولي .
البحاح نقل فساد الحكومة الشرعية من المربع الإعلامي للمربع الرسمي و الإقليمي وقد ينقله للمربع الأممي لفرض عقوبات دولية ضد الحكومة الشرعية , هل نهاية بن دغر السياسية و المهنية صارت قاب قوسين أو أدنى .