كثيرة هي الأسماء التي سقطت كأوراق الخريف من شجرة الجنوب، غريبة هي المواقف التي اتخذتها من القضية الجنوبيّة، بعد أن كانوا في المنصات خطباء، وفِي السهرات شعراء، وفِي الميادين مقاتلين، وعلى القنوات مدافعين عن القضية ولها ومعها...!
مواقفهم الأخيرة ليست بسبب تبدل القناعة والرؤية، أو إستعادة الحقوق التي كانوا يطالبون بها، ولكنها في الأغلب نابعة عن مواقف شخصية، أو حساسيات مناطقية، أو مطالبات سلطوية...
الجنوب وقضيته لن يقف عند الأسماء، مهما كان أصحابها ومهما كان تأثيرهم ووزنهم، سنبحر بالسفينة الجنوبية مهما كانت الأمواج تتلاطم من حولنا، ولن نتوقف حتى نجد ساحل الْوَطَن المنشود، ومن قفز من هذه السفينة لا نتمنى له إلا النجاة، وسننتظر الجميع هناك في شواطئ الأمل...
لا تجعلوا مشاكلكم الشخصية تؤثر على قراراتكم ومواقفكم المصيرية، فالوطن أكبر منكم ومن تلك المشاكل...
ستبقى الشجرة شامخة، ولا بد للربيع أن يعود وتعود الأوراق تكسوا أغصانها، ولن يبقى من أوراق الخريف تِلْك إلا ذكرى خيانتها للشجرة...
محمد حبتور