كلما أشاهد صورة الأسير الجنوبي البطل (أحمد عمر العبادي المرقشي) والابتسامة تشع من محياه اللطيف، وأتذكر ظلمات السجن، واتذكر معاناة هذا البطل، وصبره وتحمله، وأتذكر عجز أقلامنا الخرسا التي عجزت حتى في وصف معاناة هذا الرجل المظلوم، والمغدور به من قبل عصابات المخلوع (عفاش) الظالمة، كل ذلك يشعرني دائماً بغصة في الضمير تؤرقني، ليس لأننا نسيناه أو لأننا تناسيناه، لا ليس ذلك بل لأننا نعجز ان نطلق ضحكة بلهاء في وجه ماقيل انها (الحرية) التي نلناها، فيما هو – الأسير العبادي – لازال يبتسم بثقة – نفقدها – من خلف قضبان الظلمة.
فأياً منا نحن ام هو يتنفس حرية..؟!! .. أأحراراً نحن الذين اخذتنا حياة اللهث وراء سراب الأنتصار على ذواتنا، فيما لازالت الأنانية الحمقى تستعبدنا ؟!! .. ألسنا من يتغنى باحلام المستقبل بعد ان ودعنا قساوة ماضي الآباء – كما توهمنا – فيما لازال سواد الليل الذي يغشانا كل طلعة شمس ليملئ صدورنا بالغل على بعضنا ؟!َ.
أي حرية هذه التي تجعلنا نتعتق كل أسلحة الشر حتى في مناماتنا ؟!! وأي حياة هي التي نتمنى فيها أبتسامة طفلاً نائم في مضجعه، أو نتمناها ضحكة في مهده تنعشنا ؟!!. أي حرية هذه التي تتوارى خوفاً من سقوط دموعاً محبوسة من مآقينا، أو خجلاً بحجة خذلان رجولتنا، خذلان عروبتنا، أو تنقيصا من عنطزة القوة ..!!
أبتسم للقاضي يابن المرقشي ملئ شدقيك وأتقهقه للزنزانة، فرب ضحكة تجلجل أقوى من مدفع يستعرض به مراهق في أحدى شوارعنا الرئيسية، اما نحن هنا – بالطبع – سنبكي أطلال الأحلام، واوهام الحرية، سنبكيها – بكتمان – حتى أجلاً غير مسمى.
#من_يحاكم_من؟!
#غداً_جلسه_أخرى_أستئنافيه