حينما كان الموت ينتشر في كل ربوع العاصمة عدن دفع ضباط الجيش و الأمن الجنوبي وقادة المقاومة الجنوبية الضريبة الاكبر وباقي التكلفة دفعها شعب الجنوب باكمله من دم قلوبهم وجثث اهلهم ، وجميعكم يعرف القصص الدامية وتلك الأيام الحزينة التي كانت لا تغرب الشمس إلا على جريمة قتل أو قصة موت أو وجع مفخخ داخل سيارة أو على خاصرة مجرم بشكل إنسان .
لم ننسى قصة رجال المرور الدامية التي سأل فيها كل دمائهم وهم يؤدون واجبهم داخل نقطة سوزوكي بالعاصمة عدن قتلوهم في موقف دموي الغرض منه ارعاب حياة الآمنين وإيقاف عجلة الحياة في عدن ، شاهدنا جميعا ذلك المشهد الدامي ولم يكن لدي أنا والكثير حينها إلا حسرات قلوبنا وتنهيدات حزينة أخرجتها من جوف قلبي وليس لدينا احد إلا الله واللواء وشلال شائع ورجاله ابرزهم قوات مكافحة الإرهاب المتمثلة بقيادة يسران المقطري وحزام عدن الأمني ، كان الناس يخرجون من داخل بيوتهم مشهدين و موادعين اهلهم ولا يدركون هل سيكتب لهم القدر والعودة الحميدة أم سيعبث الموت بحياتهم كأي ضحية يومية تعود الناس وداعها لإسباب مجهولة .
لم تمر عدة أشهر منذ تعيين شلال زمام الامور في عدن إلا وقد فرض قبضة حديدية بدعم من قوات التحالف العربي وعلى رأسها الامارات العربية المتحدة وحينها بدأت عجلة الحياة تدب في قلب العاصمة مجددا وعاد الآمان رويدا رويدا اليها وبدات قوات مكافحة الارهاب في تسجيل ضربات استباقية للإرهاب واقتحام أوكارهم والقبض على خلايا ارهابية مطلوبة دوليا ، وما الفيديوهات الإرهابية المسربة إلى غيض من فيض ، فلم ينتصر لرجال المرور و الحالمي و جعفر ومعظم ابطال الجنوب إلا رجال مكافحة الإرهاب ورجال أمن عدن وحزامها الأمني وحينما تفتح المحاكم ستجدون القتلة يجرون جميعا إلى المحاكم بأذن الله .
رغم أن ما حدث لرجال المرور في عدن ثاني أيام عيد الفطر المبارك حدث غير اخلاقي ولا يبت إلى أمن عدن بأي صلة فهؤلاء لا يمثلون إلا أنفسهم بيد أن العقوبة كانت رادعة ولم يتراجع مدير أمن العاصمة عدن ولا قائد مكافحة الإرهاب دقيقة عن تطبيق العدالة وجعلهم عبرة لكل من تسون له نفسه الإعتداء على مواطن أو اهانة رجل أمن أو موظف حكومي بغير وجه حق ولكن ما شاهدناه جميعا من ردة فعل حاقدة الغرض منها النيل من أمن عدن بعد أن اوجعتهم إنجازاته العظيمة وعملياته الناجحة ودوره الفعّال في اجتثاث الإرهاب وكشف قوى كبيرة ونافذة تقف خلفهم أرادوا النيل منه لغرض في أنفسهم ممسكين بشماعة الإعتداء على رجل المرور متناسين بأنهم لم يعتدوا على المرور فحسب بل أراقوا دمه وحلموا في تحويل عدن إلى قندهار أخرى فثقوا كل الثقة بأن شلال ورجاله يتحركون في خطى ثابته من اجل أمن العاصمة عدن وسلامتها.
*- خالد السنمي