٢١ مايو . . . للذين يأبون أن يفهموا

2017-05-21 06:31

 

المحصنون ضد الفهم والمبرمجون مسبقا على نظريات المؤامرة ومنح صكوك الوطنية وتوزيع قوائم الاتهام يصعب عليهم فهم ما معنى ان تتقاطر مئات الآلاف المؤلفة من أقاصي حدود المهرة إلى باب المندب  لتشارك في هذا اليوم الاستثنائي في تاريخ الجنوب.

سيقولون أنها مؤامرة خارجية ويقولون عن المحتفلين الذين قد يتجاوزون المليون هذه المرة بانهم عملاء لإيران التي خرج انصارها مذمومين مدحورين من الجنوب على ايدي اولائك الابطال المتهمين.

وسيقول آخرون أنها الإمارات (التي قدمت خيرة شبابها على مذبح الحرية والكرامة) تسعى لفصل الجنوب عن الشمال وسيقول غيرهم أنها اموال السعودية بينما يقول آخرون أنه المخطط الامريكي.

سيستحضرون كل الاسباب الوهمية لتبرير هذا الغضب العارم المؤيد لحق الجنوب في تقرير مصيره، سيبحثون عن اسباب وعوامل ومبررات ومؤامرات لا وجود لها إلا في رؤوسهم ولكنهم لن يبوحوا بالسبب الحقيقي لهذه السيول الجرارة مز أبناء الجنوب وتحملها مشاق السفر والجوع والعطش ولفح حرارة مايو

سيستحضرون كل الترهات إلا السبب الحقيقي لغضب الجماهير وهيجانها وتمسكها بحقها في تقرير مصير الجنوب.

لن يقولوا ان الجنوب رافض لسياسات الضم والإلحاق والسلب والنهب والعبث والإقصاء والتهميش التي عومل بها على مدى ربع قرن من غزوهم واستباحتهم للا ض والإنسان والثروات والممتلكات.

لن يقولوا ذلك لأنه يمثل إدانة تاريخية لهم والجاني لا يرغب في الاعتراف بما يدينه.

تحية لكم ايها الابطال وانتم تبرهنون إيمانكم بعدالة قضيتكم وتمسككم بالسير على طريق الشهداء الابرار حتى النهاية.

د. عيدروس نصر