القانون الدولي لن يجبر شعب الجنوب العربي على الدخول في (بيت الطاعة اليمني)

2017-05-13 08:16

 

في كل مرة تطالعنا فيها صحيفة الشرق الاوسط بمقال للكاتب السعودي الكبير عبدالرحمن الراشد عن الوحدة والانفصال، يبرز لنا موقف الكاتب المؤيد لبقاء واستمرار الوحدة والرافض او المتحفظ على اقل تقدير لقيام دولة الجنوب العربي ، إلا أن مقاله الاخير الذي نشر في الصحيفة ذاتها والذي تناول فيه الكاتب القضية الجنوبية والحراك الجنوبي وتضحيات شعب الجنوب العربي الجسمية بتسطيح شديد وتبسيط مخل وغير عادل ، يعد تجن سافر على قضية شعب قدم من اجلها قوافل من الشهداء والجرحى في سبيل تحقيق هدف التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي ، وفي سبيل الدفاع عن الامن القومي للخليج والجزيرة العربية من التمدد الايراني

 

وبغض النظر عن ان المقال يفصح عن مواقف رسمية لا تبدو واضحة في الصورة ، او ان المقال يمثل موقف كاتبه الشخصي من قضية الجنوب العربي ، إلا ان الكاتب تجاهل حقيقة جوهرية وهي ان ارادة الشعوب لا تقهر ، ولا يمكن لاي قوة على الارض ان تكسر ارادة شعب مهما كان حجم تلك القوة ومهما كان تأثيرها على دوائر صنع القرار الدولي والتاريخ مليء .

 

لقد اسهب الراشد في الكتابة طويلا عن القانون الدولي والعلاقات الدولية وعلاقة ذلك بقضية شعب الجنوب وثورته وحراكه ، حتى يخيل للقارئ أن الكاتب خبير في القانون الدولي والعلاقات الدولية ، في حين ان في كل ما أورده الراشد في مقاله لم يشير الى مرجعا واحدا في القانون الدولي .

 

مشكلة الكاتب الراشد الذي لم يكن "برشيد في تحليله " حد وصف الاعلامي المغربي الكبير د.توفيق جوزليت . . مشكلته - واخشى ان تكون مشكلة غيره من الكتاب السعوديين - انه عندما يكتب عن القضية الجنوبية والحراك الجنوبي يتغافل عن الحقائق التاريخية ويضرب بعرض الحائط كل الوثائق التاريخية ناهيك عن التقليل من دور وتضحيات المقاومة الجنوبية والحراك الجنوبي ، ثم يتعسف الدليل لاثبات ان هدف التحرير والاستقلال وقيام دولة الجنوب العربي او (الانفصال) على حد تعبيره يعد من رابع المستحيلات ويبرهن على ذلك بثمة جمل  فضفاضة عن القانون الدولي دون الاشارة الى اي مرجعية  في القانون الدولي او ميثاق الامم المتحدة ، متجاهلا في الوقت نفسه لحقائق التاريخ عندما سطرت الشعوب الحرة اروع الملاحم البطولية في نضالها الثوري التحرري ضد الاستعمار والاحتلال ، ذلك لانها تؤمن بأهداف قضاياها الوطنية العادلة والقضية هنا لم تكن إلا ( وطن وهوية) .

 

 ولعل ذلك دليل قاطع يؤكد ان ارادة اي شعب وايمانه بقضيته الوطنية العادلة هو السبيل الوحيد لتحقيق هدف التحرير والاستقلال وقيام الدولة وبأعتراف المجتمع الدولي وعن طريق القانون الدولي نفسه الذي كفل لها ذلك الحق المشروع .

 

تبقى هناك حقيقة لابد من تذكير الراشد بها فان كان يعلمها فتلك مصيبة وان كان لا يعلمها فالمصيبة اعظم وهي ان العلاقات الدولية لاتبنى على اساس التعامل مع الافراد وشيوخ القبائل والاعيان والمتنفذين في السلطة فتلك سياسة بالية قد اثبتت المتغيرات فشلها ، بل ان العلاقات الدولية اليوم تقوم على اساس التعامل مع الانظمة والمؤسسات و (الكيانات) التي تستمد شرعيتها من الشعوب ، ومن لم يستوعب المتغيرات المتسارعة التي تحدث في المنطقة ، فلاشك ان سيلها سيجرفه  الى المجهول .

 

     ✍ عبدالله علوي – عدن