معايير إختيار قيادات الحامل السياسي للجنوب

2017-05-09 23:34

 

لكي لا نمنح فرصه ثانيه لمن استخدموا الحراك للكسب المادي والسياسي واخذوا على عاتقهم مهمة تقطيع اوصال الحراك خدمة للاحتلال فأني اقترح اﻷخذ بالمعايير الوطنيه التاليه عند اختيار اي قائد قادم :

1 - الموقف من اكتساح الجنوب عبر التحالف الحوفاشي في مارس من العام 2015 م ..بالرجوع الى مواقع وصفحات التواصل الاجتماعي وخلال اﻷسابيع الأولى من ذلك اﻷجتياح ..حيث رأينا ان تلك القيادات التي دوختنا بشعار التحرير واستقلال الجنوب صمتت وكأن الجنوب وشعبه لا يتعرضون ﻹحتلال همجي وبربري كاسح في ذلك الوقت .

2 - لم يسبق ﻷي ممن سيقع الاختيار عليهم كقيادات جديده ان اسسوا كيانات عبر تفريخ متواصل للحراك وساهموا في اضعاف زخمه الشعبي وتقطيع جسده بما يشبه فعل الحقد على الولادة الموحده لذلك الحراك .

3 - من استأثروا بالتبرعات وحامت حولهم الشبهات واصبحوا ملاكا لعقارات تكلف عشرات الملايين وهم من كانوا في 2007م لا يمتلكون حق مواصلات التنقل واعاشة انفسهم حينها

4 - الحديث فقط عن المقاومه الجنوبيه المسلحه واستكمال تحرير ما تبقى من مناطق تحت سيطرة الاحتلال كمكيراس وبيحان ومناطق في وادي حضرموت ما زالت تتواجد فيها قوات تابعه للاحتلال الشمالي .. واعتبار الحراك الجنوبي مرحله سبقت تحرير الجنوب وأنتهت مهامها .. وبأن المقاومه المسلحه هي مرحلة اعلى في العمل السياسي الوطني يجب البناء عليها وتنميتها وتطويرها .

وتمثل القيادات التي سيتم اختيارها قريبا بمثابة الجناح السياسي للمقاومه الشعبيه المسلحه وللقضيه الجنوبيه آخذين بعين اﻷعتبار الظروف اﻷستثنائيه ﻹستمرار الحرب مع المحتل حتى اﻵن وعلى المدى المنظور .

 

أنني وانا اضع هذه المقترحات للتداول والنقاش امام الرأي العام .. قد اخذت بعين الاعتبار تلك السنين الثمان التي أضعناها في مماحكات لا طائل منها سوى اننا اضعفنا قضيتنا الجنوبيه بالجري وراء مشاريع الاحتلال التي دعمت ومولت بعض القيادات الفاعله التي اخذت على عاتقها مهمة تمزيف حراكنا ونهشت في جسد قضيتنا الجنوبيه وكادت ان تؤدي بالروح الوطنيه المثابره لشعبنا كردود افعال تلقائيه لتلك المؤآمرات التي تعرض لها شعبنا الجنوبي البطل بايادي جنوبيه محسوبه على الحراك زورا وبهتانا .

 

ولكي لا نلدغ من نفس الجحر مرتين علينا حسن اختيار قيادات المستقبل عبر معايير لا غبار عليها ..فالوطن ليس غنيمة نوزعها على الكل .. فالمناضل قد اختبرته المواقف وعركته الايام اثناء الاحتلال هنا وهناك .. وفي تلك اللحظات التاريخيه اتضحت معادن الرجال التي لبت نداء الدفاع عن وطننا الحبيب من دون مؤآزره تذكر من اي من عديد تلك المكونات الجنوبيه الكثيره بأستثناء حزب رابطة ابنا الجنوب العربي التي حددت قياداته موقفا واضحا الى جانب الدفاع عن الوطن والشعب الجنوبي .

 

ولا ننسى ان البعض قد اتخذ موقفآ فرديآ إيجابيآ من احتلال الجنوب للمره الثانيه من دون التقيد بموقف مكونه الصامت .. الذي ربما كان ينتظر كل مكون منها استلام حكم عدن من قبل المحتلين وكممثل جنوبي للاحتلال .

وكم تمنيت تلك الايام ان تسارع تلك القيادات اﻷفتراضية الى ادانة ذلك العمل العسكري الجبان الذي اكتسح ارضنا .. وكان حينئذ الصمت مطبقآ ما عدا رشقات الرشاشات المقاتله بأيادي شبابنا البطل وهدير محركات طائرات التحالف في سمائنا وفرقعة صواريخها في طول وعرض جنوبنا الحبيب .

 

لقد احسست بالغدر والخيانه وكأن آﻻت حاده تمزق اضلعي في صدري بدون شيئ من شفقه في ذلك الوقت العصيب والمؤلم الذي مر به شعبنا المكافح .

وقد حاول البعض ركوب عربة المقاومه وان ينصبوا انفسهم جناحآ سياسيآ لها بعد ان لمسوا ان شوكة المقاومه وقوات التحالف العربي قد أخلوا بميزان المعركه لصالح التحرير .. وقد دافعنا حينها بأستماته عن المقاومه ﻷبعادها من خطر الانتهازيين وصيادي فرص التاريخ .. وحذزنا شعبنا ومقاومته من الوقوع في المحذور اذا ما أنطلت عليهم مثل تلك المؤآمره الخبيثه وكشفنا تلك النوايا للراي العام من خلال تواجدنا في المركز الاعلامي للمقاومه الجنوبيه اثناء الحرب انا والدكتور فضل الربيعي وآخرون ونجحنا في افشال ذلك المخطط وجنبنا شعبنا ومقاومته المسلحه من الوقوع في براثن اولئك المتطفلين والخطرين ..وعندها كانوا سينالون من النصر المؤزر للمقاومه وسيمكنهم ذلك من سرقة انتصارها والبدء في أخضاعها لتلك العمليات القيصريه التي مارسوها في جسم الحراك من خلال غرس الخلافات داخل المقاومه وتقطيع جسدها على طريق اﻷجهاز عليها نهائيا مثلما فعلوا تماما بالحراك الجنوبي خلال ثمانيه اعوام تنازعوا فيه ملكية قضيتنا التي حولوها الى غنيمه شخصيه .

 

وبعد ان هدأت المعارك عاد المهرجون والظواهر الصوتيه للتحدث باسم الجنوب وحراكه المختطف من قبلهم .. وشرعوا في البحث عن مواقع جديده ليكملوا منها مؤآمراتهم ضد قضيتنا ونضالات شعبنا التي توجها بالتحرير العسكري للجنوب .

 

واشيد كما اشدت اثنا احتدام معارك الدفاع عن الجنوب بتلك القيادات والشخصيات المناضله التي أمتشقت البندقيه وحملت ارواحها على أكفها وذهبت الى ساحات وغى المعارك الداميه دفاعا عن الوطن وشعب الجنوب دون انتظار مواقف من مكوناتهم تدعو الى الهبه الوطنيه وملاحم الموت كما كنا ننتظر واياهم ان يحدث ذلك .

 

اقول كل ما قلته بألم شديد ولا اقصد من ذلك اقصاء تلك القيادات الا لانها خذلت حراكها وقضيتها الجنوبيه وشعبها خذلانا قاتلا قبل وأثناء الحرب على الجنوب ..وبممارساتها تلك وبقناعاتها الذاتيه وبأراداتها هي اخرجت نفسها من معترك النضال وقيادة الجماهير من دون اكراه من احد ..وأختارت ان تقف على رصيف التاريخ كمتفرجه لا يعنيها مايدور على اﻷرض وما يتجرعه شعبها من تبعات لذلك اﻷجتياح الغاشم للجنوب من قبل جحافل خرجت من ظلمات كهوف التاريخ ومن سراديب السلطة الفاسدة والمتعفنه في صنعأ.

 

وان لم نؤخذ تلك المواقف بنظر اﻷعتبار سنسلم جنوبنا مجددا للاحتلال جراء تلك الخلافات التي ستنشب في مفاصل المقاومه وجناحها السياسي بعد ان يتم نقلها وتوطينها في قلب المقاومه المسلحه النقيه والنظيفه حتى اﻵن والتي ماتزال بعيده عن متناول من قاولوا على تفكيك الحراك حتى كادوا ان يضعوه على طاولة الموت السريري .

والله من وراء القصد .

محسن النجار

10/5/2017