الأول من مايو : شعب الجنوب يبحث عن استقلال دولته لينال فرصة العمل والحياة

2017-05-01 05:46

 

23 عاماً مضت منذُ اجتياح الجنوب من قبل تحالف صنعاء الذي اشترك فيه الجيش ومليشيات القبائل الشمالية والعناصر الارهابية (الأفغان العرب، وعناصر حزب الاصلاح المتطرف) بالإضافة الى اصحاب رأس المال اليمني، هذا الاجتياح العسكري الذي طال الجنوب بحرب شرسة اعتمدت على التحريض والتجييش ضد الجنوب والجنوبيين عبر طرق كثيرة ابرزها الفتوى الدينية التي اجازت الحرب على الجنوبيين وأحلت دماء الجميع بمن فيهم الأطفال والنساء، وباجتياح الجنوب عمدت تلك القوى على الاستيلاء على مقدرات وثروات الجنوب وطرد وتسريح الجنوبيين من مناصبهم ووظائفهم المدنية والعسكرية ثم عملت طيلة 23 عام على منع الجنوبيين من حق التوظيف او الحصول على فرص العمل التي جرى حصرها واحتكارها لصالح أبناء الشمال.

بدأ الأمر بتسريح الموظفين الجنوبيين من أعمالهم، ثم حرمان شباب الجنوب من التعليم الجامعي والمهني، اذ جرى تشديد الحصار على المؤسسات العلمية الجنوبية من جامعات ومعاهد مهنية وإفراغها من اي مضامين علمية لتبقَ قدراتها الضئيلة حصراً على الطلاب القادمين من الشمال، ونسبة ضئيلة جداً لا تتعدى الـ‎%‎5 فقط يجري منحها للجنوبيين وفق معايير سياسية أهمها الولاء لصنعاء، وبالإضافة الى عوامل أخرى مثل الظروف المعيشية الصعبة وغيرها حالت دون اهتمام الجنوبيين بالتعليم الجامعي وأضحى الشاب الجنوبي بمجرد بلوغ مرحلة التعليم الثانوي يتحول الى مشروع اغتراب ويشد الرحال نحو دول الخليج للبحث عن عمل يستطيع من خلاله بعد رحلة عذاب واغتراب لسنوات طويلة ان يتزوج ويوفر النفقات الضرورية للحياة المتواضعة، في حين اصبح حملة الشهادات الجامعية ممن استطاعوا دخول الجامعة والمعاهد المهنية -وهم قلة- في طوابير البطالة.

لم يعد هناك في الجنوب شيء نستطيع منحه صفة العامل الجنوبي، فالغالبية العظمى محالين الى المعاش التقاعدي والشباب بلغوا احدى الأجلين بينما ينتظرون فرصة الحصول على الوظيفة او العمل أياً كان ولم يجدوه.

سكان الجنوب يبلغ تقريباً خمسة مليون نسمة، وافتراضاً ‎%‎40 يصبحون عمال في مواقع متعددة، لكن لا وجود لهذا الأمر على الإطلاق، فالعمالة الموجودة في المؤسسات والمصالح العامة والخاصة تستوعب طيلة السنوات الماضية ابناء الشمال بنسبة وصلت الى حدود ‎%‎93 وحتى الشركات الأجنبية التي تعمل في مجال النفط لم تستطع قبول الجنوبيين حيث تضطر الى الالتزام والتماشي مع سياسة صنعاء والخضوع في سياسة التوظيف وفقاً لسياسة مركز القرار السياسي في صنعاء، لذلك حرم الجنوبيين بمن فيهم سكان مناطق النفط في شبوة وحضرموت من العمل في تلك الشركات وفقط نسبة ضئيلة جداً منحتها بعض الشركات لسكان تلك المناطق لكنها اقتصرت على أيادي عاملة في مجال الحراسة والحماية الأمنية وغيرها من الوظائف العادية التي منحتها لهم لتجنب حدوث اي إشكالات مع الأهالي ولضمان عدم ظهور اي أصوات تعارض طبيعة عمل تلك الشركات التي لم تلتزم بأدنى معايير السلامة البيئية المتعارف عليها دولياً.

اليوم يحتفل عمال العالم في عيدهم هذا ليعبروا عن الانتصار لحقوقهم ولإبراز جهودهم في صناعة وتشكيل هذه الحياة وتذليل مصاعبها، في حين تظل هذه البقعة من العالم مجرد قالب عمالي لا وجود له على الإطلاق، ولم يعد هناك عامل يحق له مشاركة العالم في هكذا مناسبة، وهنا لا نستطيع الوقوف للمطالبة بالالتفات الى حقوق العمال الجنوبيين والتضامن معهم بل نقف لنجدد مناشداتنا لكل شعوب ودوّل وحكومات وناشطي وأحرار العالم بالوقوف الى جانب شعب الجنوب ومساندته في استعادة دولته التي ستضمن له تحقيق كافة حقوقه عندما يصبح له كيانه المستقل.

*- بقلم/ رائد الجحافي