مكثوا طويلا يروّجون عبر أدبياتهم أنهم يعدّون جيلا سيحرر القدس ويستعيد امجاد صلاح الدين وهكذا سخروا جل وقتهم وجهدهم لهذه العبارة الرنانة الفضفاضة حتى ظن العالم فعلا أن شرارة الحرب الكبرى ستنطلق من صنعاء مرورا بالشام والأردن ثم رواق بيت المقدس .
في احد مساجد تعز عام 91 وبعد صلاة العشاء وقف شوقي القاضي وكان حينها شابا صغيرا وبدأ بخطبته العصماء والتي كانت فحواها حماة العقيدة والسنة المطهرة وكيف نربي اجيالنا للدفاع عنها في ظل المؤامرات ، بكيت يومها وآمنت بفكر هؤلاء (الحماة) وبكى معي اغلب من حضر الكلمة ،أغلب من كان يروج لهذه العبارة الشهيرة هم علماء مطلع الزيود المنتمين لحزب الاصلاح .
استمر الوضع حتى بداو يعدون العدة لحرب الجنوب والغزو البربري وفتواهم الشهيرة لاستباحة الدماء والانفس والاعراض ، يومها أصبت بانتكاسه كيف ذلك هل نحن كفار ونحن من رواد المساجد ومن المحافظين على سنة الحبيب المصطفى وكل شعب الجنوب سني المذهب وعاشق العقيدة المحمدية ، مكث علمائهم (حماة العصيدة) بالتحريض في كل معسكراتهم ليل نهار يؤججون الكراهية والحقد القبلي والطائفي والجهوي حتى جاءت الحرب وتدمرت الجنوب عن بكرة ابيها واستعبدوا اَهلها وأخذوا حقوقهم بشكل قذر كشف لنا حقيقتهم من تلك الايام بأنهم يستغلون البسطاء الفقراء من اهل السنة وهم الغالبية العظمى من سكان اليمن شمالا وجنوبا ، كبروا وكبرت معهم اموالهم وثرواتهم وجيوشهم ومازالوا مستمرين بتلك الشعارات بل زادت حدة وقوة كلما ارتفع صوت الجنوب المطالَب بحقه واستعادة دولته الحرة المنهوبة .
خرج مشايخهم المحسوبين على اهل سنة بفتاوى كفرت من يدعى بهذا النفس وبعضهم طالب عفاش سرا باتخاذ إجراءات احتياطية للقضاء على هذا الجيل المتمرد حامل راية الشيوعية الجديدة بعدن ، صمت أقلهم نفاقا وانزوى جانبا ولم يعلق لكنه كان راضيا بما تؤول اليه الامور من انحدار لم يتفوهوا ببنت شفه امام عفاش الزيدي الذي بالغ في عدائه للجنوب ، كانوا يشاهدون القهر يعصف بأهل السنة في الجنوب وصمتوا بل قالوا أدهى من ذلك حينما طالبوهم علماء الجنوب بأن يتحدثوا فقالوا هذا وضع عام اصاب اليمن ولستم لوحدكم من يشتكي ، استمروا بمشاهدة دمار الجنوب حتى سلط الله عليهم ثورة فبراير التي كشفت وجوههم القبيحة فوقف اغلبهم مع ظلم عفاش وعملوا على تخدير الشعب من خلال الأيعاز لقائدهم العسكري علي محسن بالدخول في موجة الثورة حتى أفشلوها وانقذوا رقبة عفاش من حبل المشنقة ، ذهبت كل التضحيات هباءا بمخطط قذر كانوا يعلمون به حيث اخذوا نصيبهم من الحكومة والمناصب والثروات وزادوا نهبا وكذبا وخداعا مكررين الأسطوانة القديمة (حماة العقيدة) حتى جائهم الحوثي بصبيانه المحششين فسيطروا في يوم وليله على عمران معقلهم الرئيسي وصنعاء العاصمة مسلمين له كل شي حتى غرف نومهم ، من يصدق فرقتهم الاولى مدرع التي تحتوي على 23 لواء مدجج وأكثر من سبعين الف مقاتل مدرب منذ عشرات السنين انها تسقط دون قتيل واحد ماعدا من اشتباكات وهمية ضحوا فيها بشباب من المناطق الوسطى كعربون أثبات انهم قاوموا ! .
أين ملايينهم التي هددوا الجنوب بهم أين دروسهم وتحريضهم ودوراتهم ومحاضراتهم أين تلك المليارات التي صرفت على جيل تم إعداده لتحرير القدس من اليهود ، تساؤلات كثيرة لن تجدوا لها جواب سوى انهم كانوا يعدون لهذا اليوم الأسود لذبح السنة والعقيدة ، أنظروا اين هم اليوم ثم انظروا مالذي انجزوه على الارض وهم اليوم يملكون سلاحا وعددا اكبر من ذي قبل ،لاحظوا من قتل من قيادتهم العسكرية ستجدونهم من المذهب السني وليس الزيدي ،انظروا الى قيادتهم السياسية من بقي في السجون حتى الان ستجدونهم من المذهب السني ،اخيرا هل سمعتم لهم فتوى صريحة تكفر الحوثة وتدعو لاستباحة دمهم واموالهم كما فعلوا بالجنوب ، عام 1994م ؟. قطعا لا ! .
من متابعتي لتاريخ حزب الاصلاح منذ تأسيسه وحتى الان وجدت أنهم حماة العصيدة وليس العقيدة فقد انتهكًوها وقضوا عليها شمالا ولولا الله ثم المملكة والإمارات لماتت عقيدتنا ودفنت في التراب الى الأبد ..
متى سيصحوا المغرر بهم الذين يتبعون هذا الحزب، الا يكفيهم هذه المعطيات والدلائل والبراهين ..
أسفي ..