لماذا عدن لم يستقم حالها مثل حضرموت ومأرب

الكل يسأل مالذي يجري فقد تحررنا منذ عام ونصف وبتنا احرار ولا دخل لعفاش ولا حكم ولا قرار له ، اذن اين الخلل لماذا الكهرباء ميته والصحة والتعليم والبنية التحتية معدومة !من الذي يعبث بها ؟تعالوا معي لنعرف الحقيقة :منذ غزو الجنوب عام 94 كان الهدف الاستراتيجي تدمير عدن عن بكرة ابيها من خلال بيع المصانع والمرافق الحكومية وطرد العمال ورجال الجيش والامن واستبدالهم برجال عفاش في كل الدوائر الحكومية بعدن ومنذ ذلك الحين عمد هؤلاء اللصوص الىخلخلة ما تبقى من اثر للدولة من تدمير ممنهج بطرق هادئة لتبقى عدن تمد يدها لصنعاء وتأخذ حاجتها منها ولذا كانت كل المعاملات تتم هناك ومن له حاجة يطّلع صنعاء ليستخرجها ومن اراد قطعة غيار لمرفقه يطّلع صنعاء ، كل القطاعات الخدمية تم شل حركتها الا من شي يسير ، مثلا الكهرباء تم سحب ثلثي قوة محطة الكهروحرارية من الحسوة الى تعز وأب ومناطق شمالية اخرى وتركوا عدن تغرق بِظَلاَّم دامس كما يحدث الان ، ذهبوا يبنون محطات مأرب الغازية ومحطات في صنعاء وجردوا عدن من طاقتها ، لم يكتفوا هنا بل سعوا الى الاهمال المتعمد للمولدات دون صيانة او بناء محطات جديدة ومع الكثافة السكانية التي جاءت بعد الاحتلال اصبح حال الكهرباء معدوم ومن يتذكر كم كانت تنطفئ في عدن بشكل لا يقل عن اليوم ، قطاع الصحة فاق الوصف فقد تم تدمير مستشفى المصافي والجمهورية وبا صهيب وعبود والصداقة وجعلوها كالسجون وغادر كوادرنا الى خارج الوطن فلم تعد تقدم شيللجمهور ومن اراد العلاج يذهب لصنعاء ، قطاع الصرف الصحي والبلدية هي الاخرى لقيت نصيبها من التدمير الممنهج ، لم يبقوا شي صالح للاستعمال بل جعلوا التدمير الى عشرات السنين للأمام ،لم تتعرض مدينة لهذا الحقد الكبير كما تعرضت عدن ثم جاء الغزو الثاني ودمروا مابقي من مرافق حكومية وسكنية وجعلوا الشعب في عوز شديد ، لم يكتفوا هنا بل زادوا وزرعوا لنا القاعدة وداعش لإعادتنا لزمن الغابر لتبقى السيطرة والريموت بصنعاء ، هذا ما حصل لعدن بأختصار منذ عشرين عام وحتى اليوم فلا تستغربوا من غياب الخدمات وحقوق الناس فنحن اليوم نعيدبناء دولة كاملة في كل القطاعات فالدمار الذي حصل كارثي ويحتاج جهد عظيم وصدق وصبر لنعيد ما دمره الاحتلال ويحتاج لخطة مارشال لإعادة الحياة لمدينة الصمود والبطولةالعربية عدن .