بحر ،ويابسة ،وشارع مكتظ، وخالٍ،وأنا وهو وذاك وكلنا ومن حضر ومن غاب ومن نحن عليها أقصد تلك البقعة الباهتة الصفراء المبرومة بزواياها المتعرجة بالوجع ، والسارب سطها بدحي الألم ... المسمى وطن !
كلام ُقد لا يفهم؛ ولكني أتحدث عن وطن !؟
وطنُ غاب بكل مسببات الغياب ؟!
وطنُ غاب بفكر أهوج، أعرج، أمرد غريب، دخيل لا يحمل معنى الحضر وأقصد بها المدنية ليشتلنا سويا معا كلنا- كل من يعيش على رقعة هذا الوطن المملوء بمسببات الحضور إلى غياهب الغياب !
ما معنى غياهب الغياب ....هو مالا استطيع تكوينة ولكنِ أعرف شكله .... شكله هو ماعليه مدينتي اليوم ....عدن !
وطنُ نادانا بصوته المليح ،وشكله الأنيق ،وحضوره الرهيب ولكنَ تعودنا على سماع صوت نحيب فتركناه ونداءه حتى رفئ بصوته إلى نحيب ، فهببنا لإجابتة ،وليتنا لم نجبه !
أجبناه بندب الصدور ، ولطم الوجوه ، ونحيب النحور ، فما أكترث بنا وغدا يزهر هذا الوطن ازدهارا في ضمائرنا بينما هو حقيقة في غياهب و غياب.
أنا أكتب وأنتَ تقرأ ،وذاك ينقد ،وآخر يضيف ،وثالث لا يفهم ، ورابع يعترض ، وخامس يحنق ،وسادس يخطط وسابع غبي أهوج أحمق أمرق يفجر ويقتل ....ثم نجتمع معاً سويا في مكان نعزي فيه حضور وطن !
وطنُ لم يحترمه ذاك ولا أنا ولا هو ولا أنت ولا أحد حينما لم نقم بواجبنا ثم لهثنا خلف أسئلة تتطاير أمثال فقاقيع الصابون عن مسببات غيابه !
لنقف سويا نحن ، وأقصد بنحنُ أنا الكاتب وأنت القارئ وذاك الناقد وتلك المستهزئة وذاك الغبي المخطط المُفجر.. نحن الحاضرون الغائبون بذات اللحظة .
لما ، وكيف وبما وهل وأين وكل هذه الأحصنة الطروادية السائلة خلف سراب في عقول الطامحين عن مصالح وطن أفقدناه بأجوبة لا تلملم شمله بقدر ما تخنقه .... تخنقه بيدها الداحية كل شواهق تطلعاته ،لأعظ سبابتي بكل قوة وأقول بفمٍ ممتلئ حنقا وغيظاً وألماً.
نم قريراً يا وطني الغائب ...فمن يحاول إيقاظك لا يستحقونك .
*- بقلم : رعد حيدر الريمي