أكتب هذه الرسالة من القلب والعقل، بمناسبة الذكرى الـــ 48 للإستقلال الوطني في 30 نوفمبر 1967م.. إلى شعبنا العظيم في الجنوب.. وإلى المقاومة الوطنية الجنوبية.. وإلى كل من شارك في ثورة 14 اكتوبر، ممن إستشهدوا او ماتوا أو مازالوا أحياء.. وإلى كل من شارك وقاتل دفاعاً عن الجنوب في حرب 1972م، وحرب 1979م، حرب 1994م، ممن إستشهدوا او ماتوا أو مازالوا أحياء... إلى كل من شارك وقاتل في حرب 2015م واستشهدوا ومازالت الحرب مستمرة، دفاعا عن الجنوب وتحريره، تحت شرعية الجنوب في نضاله العادل والمشروع نحو الحرية، أو شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي..
أكتب إلى الاهل والاخوان والشباب والشابات وإلى الرجال والشيوخ والنساء في الجنوب من بلاد العم سام، بلد باتريك هنري - أحد الآباء المؤسسين الأمريكيين – الذي قال: "أعطني الحرية أو أعطني الموت".. اكتب إلى الارض التي روتها دماء الشهداء الابرار الاطهار الجنوبيين، وعلى رأسهم الشهيد البطل راجح بن غالب لبوزه، وشيخ الشهداء الشهيد البطل اللواء علي ناصر هادي..
اكتب إلى دموع الامهات والاباء والثكالى والارامل، الذين غادروهم أبناؤهم وأخوانهم وأصدقائهم بالأمس واليوم دون وداع حين ذهبوا وحملوا السلاح إلى ميادين القتال والتضحية والفداء على طول ارض الجنوب وعرضها..في ردفان، الضالع، عدن، لحج، ابين، شبوة، حضرموت، المهرة، ضد الاحتلال الاجنبي الذي رحل من بلدنا وخلفه أسوأ منه.. واليوم حمل السلاح كل شعبنا مجدداً، وذهب إلى الخنادق والمواقع والجبال والصحاري والطرق والمدن والمعسكرات وبعضهم لا يجيد حتى استعمال السلاح، ولكنه تعلم كيف يستخدمه اثناء القتال.. وكان البعض من إثنين وثلاثة في بندقية واحدة، وبالذات في عدن. وقاتل ابناء الجنوب الغزاة القدامى والجدد ببساله وشرف دفاعاً عن الارض والعرض والشرف والكرامة الانسانية.. وفي المقدمة شباب عدن الابطال، فمن منا سينسى أولئك الأبطال الذين ذهبوا ورابطوا في مسجد العيدروس التاريخي ينادوا من وسط نيران المعارك وتحت الحصار لابناء عدن بالصوت العالي لمن لديه ذخيره أن يأتي بها إلى المسجد لان ذخيرة المقاتلين نفذت، او لمن لديه سلاح ولا يعرف إستخدامه ان يأتي لكي يدربوه على استخدامه، هؤلاء هم الجنود الاشاوس المجهولين، الذين يقاتلون تلبية لنداء الوطن المقدس، ثم وقت السلم يختفون باحترام وكبرياء..
أكتب بحبر كل وطني مخلص يناضل من اجل الحرية والحياة، واقول:
1- من شارك في المعارك تحت هدير المدافع والدبابات وراجمات الصواريخ والاسلحة المتوسطة والخفيفة، وأعلن عن إشهار إنتمائه الوطني تحت راية المقاومة الوطنية الجنوبية، بدون توجيه او تنظيم مسبق، كما قال الكاتب والشاعر المبدع علي منصور احمد: "المقاومة وجدت لتبقى وتنتصر بفوهات البنادق، وليست بالحناجر". والعبد الفقير لله يرى - بعد ما تاهت القافله وضيعت الطريق في مجاهل اليمن واليمننة - أن رأس مالنا الوطني الوحيد في الجنوب المتبقي هي المقاومة الوطنية الجنوبية، التي أنصهر في اطارها كل التشكيلات والمكونات والفرق والمجموعات العسكرية والمدنية تحت راية المقاومة، وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما إنصهر في اطار الجبهه القومية في مرحلة الكفاح المسلح (7) أطراف من التشكيلات، وهي بالتالي - المقاومة - درة التاج في معاركنا الوطنية، كرد اعتبار للانسان والارض والحياة والوطن، بعد خمسون عاما من التيه والضياع، وعلى المقاومة ان تدرك ان دروس التاريخ الذي يفهمه البعض ولا يفهمه البعض الاخر، هو ان الوطنيين المخلصين الاحرار لا ينظروا إلى الخلف.. وان المستقبل لا يمكن ان يكون عودة للماضي.. ولابد بالضرورة ان ترتب امورها، لان زمن المنصات والخطابات العنترية والسيطرة المناطقية والرئيس الشرعي إنتهت، ونتمنى ان تدرك تلك القيادات التي ذهبت إلى الرياض والتي لم تذهب ان تستوعب الدرس تماما، انطلاقا من ان الجنوب ملك لابناء الجنوب، خصوصا ان بعض القيادات قبل الحرب قد جعلت من الحراك الوطني الجنوبي مطية للصعود والشهرة والمنابر والصوت العالي.
2- على المقاومة الوطنية الجنوبية وقيادتها ان تدرك من أن أضعف الإيمان في هذه الظروف العصيبة، قيام وحدة وطنية جنوبية، على قاعدة التوافق الوطني قبل فوات الاون، ومن ثم العمل على ضرورة إختيار قيادة طبيعية عقلانية جديرة بتحمل المسؤولية الوطنية المشتركة، حتى تخرجنا من عالم الجنون إلى عالم العقل والمنطق، او على اقل تقدير - اذا كان لابد من ذلك – الى جنون (مخفف)، تمثل تلك الوحدة أبناء الجنوب، مالم سنظل نراوح مكاننا منشغلين بالصغائر وسفاسف الامور، وهذه المره ستقوم القيامة على رؤوس الجميع، باعتبار هذه الوحدة الوطنية الجنوبية هي المنطق الطبيعي التاريخي، وخاصة والجنوبيون يخوضون كما قال الولد العزيز فتحي بن لزرق: "معركة حياة او موت."
3- نحب او نكره هذا شأن آخر... التاريخ لا يتعامل بنصف مبدأ، ولايرى بالعين الحولاء، ولا يقبل بنصف الحقيقة، ولا يفكر أو يحكم بالعقل المزاجي.. التاريخ يقول هزمنا بالامس في حرب 1994م، وأحتلت القوات الشمالية أرض الجنوب بقيادات جنوبية، وعلى راس تلك القيادات وزير الدفاع وقتها اللواء عبدربه منصور هادي.. واليوم في حرب 2015م التي مازالت مستمره، وبفضل من الله سبحانه وتعالى، ومن ثم قوات التحالف العربي والمقاومة الوطنية الجنوبية تحت قيادة الرئيس عبدربه منصور هادي.. وقد تحررت عدن، لحج، الضالع، ابين، شبوه، وبقية المحافظات وبعض المديريات في الطريق ومن يرى عكس ذلك ينورنا.
وختاماً.. يقول أحمد مطر:
إن لم يكن بنا كريماً آمناً
ولم يكن محترماً
ولم يكن حُراً
فلا عشنا.. ولا عاش الوطن!
*- إمام المتفائلين : علي عوض حيدرة