■ عنوان موضوعي هذا ليس لي بل للأمير : سعود الفيصل .. يوم حضر الي مجلس الشورى السعودي بعد عودته من مؤتمر شرم الشيخ الاخير ، الذي حضره وهو مازال في فترة النقاهة على اثر عملية جراحية ، كان عملاق في صحته وكبير في مرضه وبحجم امته التي ودعها في شرم الشيخ ، ليكرمه الملك القائد: سلمان بن عبدالعزيز على اثر تلك الكلمة عن اربعون عاما من الكفاح على جبهات السياسة الدولية بكل ما فيها من صراعات مصالح و تناطح استراتيجيات .. عبر غمارها بكبرياء الفيصل وثبات الربان في بحارها المتلاطمة ..ليرحل وهو فيصلا لم يغمد حتى امست حالته من حالها يرحمه الله.
■■ لم يفاجئني خبر وفاة سمو الامير سعود الفيصل .. بل وفاته يرحمه الله هي الاقرب منها الي استعادة صحته ، ولكن احزنتني وفاة هذا الفارس المهيب في ميادين الدبلوماسية والعلاقات الدولية في هذه الأوضاع المملؤة بالتحديات التي تعيشها الامة العربية ،التي شبهها بحالته .
مثل هذا السياسي الذي خبر الصراعات السياسية و عاصر متغيرات عالمية و عرف خصومة الحلفاء و تطلعات الخصوم الي الصداقة ، وخبر التدافع و الصراع في زمن الحرب الباردة ، وتقاطع المصالح في مرحلة التهاب تقاطع المصالح وتصادم الاستراتيجيات الكبرى في الشرق الاوسط ومنها ادوار وتحالفات قواه الاقليمية .. حزينة وفاته بل ومؤلمة في هذه المرحلة وليست مفاجئة ، فالرجل مريض ومنذ سنوات كأمته ، ورغم ذلك تحامل على مرضه ، واخره مرضه الاخير الذي ورغم نصيحة الاطباء ذهب الي شرم الشيخ قاطعا فترة النقاهة .. تلك القمة التي اؤكل له فيها الملك سلمان بن عبد العزيز تولي رئاسة الوفد السعودي بعد إلقاء كلمته في الجلسة الافتتاحية.
في تلك القمة التي اسست لمرحله عربية جديدة .. خاطب الفيصل فلاديمير بوتن باللغة التي يفهمها .. وارسل من خلال رده الرسالة التي ادركتها روسيا ، وهي ان السعودية تتطلع الي علاقات دولية متوازنة مع القوي الكبرى كقوة اقليمية ـ مركزية.. من خلال رده على رسالة بوتن الي قمة شرم الشيخ ، عندما رفض اسداء النصائح وقال : روسيا دوله كبرى لنا مصالح معها ولها مصالح معنا ولكن لا نجد في موقفها في سوريا ما يخدم ما نتطلع اليه ( ليس بالنص ولكن كما فهمت رده ) ذلك الموقف لم يسهم في تباعد سعودي روسي بل تقارب اظنه غير مريح مع الحلفاء الخصوم !؟
رحم الله .. الفيصل الأمير و الوزير ، رحل ولم يترك شاغرا بل وزارة خارجية بحجم المملكة ومدرسة في الدبلوماسية السعودية فيصلية التأسيس و النهج ،سعودية البنيان و المعاصرة وما هذا الا نتيجة مدرسة الفيصل وهي معاصرة عصية على الموت بل ومتجددة ، رحم الله سعود الفيصل .. فقد عاش فيصلا ورحل فيصلا .
■■■ تعازينا الي مقام خادم الحرمين الشريفين الملك :سلمان بن عبدالعزيز ال سعود وولي عهده النائب لرئيس الوزراء ـ وزير الداخلية الامير: محمد بن نايف بن عبدالعزيز .. وزير الداخلية , والي وزير الدفاع النائب الثاني لرئيس الوزراء ولي ولي العهد الأمير : محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والي جميع فراد السرة المالكة الكريمة و الشعب السعودي الشقيق وحكومته الرشيدة .. وعزائنا الي الخافق الذي فيه استراح بعد اربعون عاما من النضال السياسي على مختلف الجبهات ،ولم يترك شاغرا وان غادر موقعا فقد اسس مدرسة يرحمه الله .. وانا لله وانا الية راجعون .
• عضو المجلس المحلي لحضرموت .