شهدت الساحة السياسية في هذا البلد وتشهد حلقات من الصراعات المستمرة على مدى اكثر من نصف قرن من الزمن , ولم يمر عام او عامين الا وهناك احداث نعيشها مما اوجد حالة من عدم الاستقرار المستمر واصبحت فترات الاستقرار والسلام هي الاستثناء بدلا ان تكون هي القاعدة.
لست بصدد شرح تاريخي او تقديم وصف للحياة السياسية في البلد ولكنني ساذهب مباشرة الى لب الموضوع.
كانت شبوة في كثير من المنعطفات التاريخية هي التي تدفع وابناءها اثمانا باهضة من الدماء والارواح لصراعات الغير على ارضها او خارجها.
وكانت هي العربة التي تنقلب دائما في هذه المنعطفات مما جعل كثيرين يجعلونا مننا سلم للارتقاء الى غاياتهم وقلعة للتحصن بها في صراعاتهم .
اليوم بعد ان تم اجهاض الثورة في صنعاء وهذا امر لم يعد يشك فيه الا مكابر او جاهل وطارت الطيور بارزاقها , كما وظهرت صلابة النظام الحاكم في صنعاء وانا لا اقصد بذلك نظام علي عبدالله صالح ولكنني اقصد منظومة الحكم التاريخية التي أسس لها الامام وعلى قواعدها حكم اليمن باستخدام شيوخ القبائل طوعا وكرها ومن خلال عصاه القوية "العسكر" وتغطية ذلك باستخدام الدين في توطيد حكمه ,هذه المنظومة لم تتغير بل تغيرت الوجوه لكنها هي الحاكمة فعليا ويكفي لاي متابع موضوعي ان يحلل الامر ليجد اننا امام نفس المنظومة .
في الجنوب تم ادخالنا في مشروع يمننة لم يكن لاختيارات ابناء الجنوب يد فيه بل وجدوا انفسهم ليلة 29 نوفمبر 1967 وقد اصبحوا يحملون جنسية غير جنسيتهم التي يعرفونها واوصلتنا اليمننة بقيادة الاشتراكي الى ما وصلنا من صراعات دموية وخراب اقتصادي وتخلف حتى تم الرمي بنا في باب اليمن .
اليوم يا اخواني وأبنائي "الوطني الجيد هو المواطن الجيد " والمواطن الجيد هو الذي يفكر في كيفية تنمية منطقته وبعدها يفكر على مستوى الوطن , لكن لو نظرنا لما نحن عليه الان لوجدنا انفسنا مرتهنين لاخرين وننفذ اجندتهم .
فهل فكرنا ما هي مصلحة شبوة اليوم وان تكمن .
هل تكمن في ان نصبح مجرد ورقة يلعب بها رموز النظام في صنعاء لتمرير سياساتهم ولأعطائهم مشروعية نهب ثرواتنا باسم الوطن والوحدة .
أم نصبح عامل إيجابي فاعل في دولة الجنوب ونكون بيضة القبان فيها .
اليوم الثروة التي تستنزف من ارضنا لم يترك لنا منها الا التلوث والابخرة السامة والامراض السرطانية اما من يستفيد منها فهم افراد يعرفهم الجميع.
لذلك دعونا نتحاور ونقدم مشاريعنا أولا وأخيرا لمحافظتنا شبوة , ونحافظ على سلمها الاهلي فيما بيننا وان كان هناك اختلاف نتعلم كيف نديره بكل احترام .
وفي الاخير سيبقى الكلم الطيب خير طريق للحوار.
والله من وراء القصد
الدكتور حسين لقور