(تجليات من واقع اللحظة الراهنة )

2015-03-18 23:56

 

حينما اتأمل النقاشات في المنتديات والمجموعات المختلفة في وسائل التواصل الاجتماعي وفي ظل الوضع الراهن الاكثر تعقيدا وتركيبا عبر التاريخ فأنني اعشق حرية التفكير دون قيود او تبعية لانها تفتح افاق واسعة دون تأثيرات ماضوية سلبية كما ألمسها في كتابات ونقاشات بعض الاخوة الكرام حيث ان الموقف السياسي التراكمي واستعداء الاخرين يخلق نوع من القيود على حرية التفكير ويمنع الرؤية لمساحات واسعة من جوانب الموضوع قيد التناول .

 

وهنا اود ان اشير الى حقيقة اننا نعيش اليوم وقد نعيش الغد ولكن يستحيل ان نعيش الماضي لانه لن يعود.

فليكن تفكيرنا استشرافيا للمستقبل… متسامحا مع الماضي… متفاعلا مع الحاضر فالتفكير الايجابي يخلق الفرص للتفاهم والتناغم حتى مع اكثر الناس اختلافا معنا والبحث عن القواسم المشتركة هو العامل الحاسم في نجاح اي تنسيق او عمل مشترك والقناعات الخاصة تبقى هي التميز والخصوصبة والمنهج الذي يحافظ على وجود التنوع الرائع والراقي فيصبح التكامل حينها لوحة غاية في الجمال .

 

اننا ينبغي ان ننظر الى الاختلاف بايجابية حقيقية ولايصيبنا اليأس من عدم نضوج التوافق اللازم لان ثمة بعد تكاملي في ذلك الاختلاف ومن الحكمة الحفاظ عليه وتنميته ان كان يستطيع الوقوف على قدميه بثبات .

 

وللتذكير فان احد ايجابيات الاختلاف هو انك اما ان تعزز وتقوي حجتك او تصوب فكرتك او تعرف انك قد جانبت الصواب ولهذا فأنه من الجميل ان نجد من يختلف معنا بحق ولكن الاجمل منه ان نعرف كيف ندير هذا الاختلاف بطريقة ايجابية نافعة للجميع.

 

ايها الاحبة ارجو ان تبتعدوا قدر الامكان عن التنأول الشخصي او الجهوي او الحزبي لان ذلك قد يخلق نوع من التمترس المذموم عند نقاش الفكر المجرد واعلموا ان الاعتماد على وحدة الاختلاف مع الاخر لاتصنع نسيجا قويا قابلا للديمومة والصمود بل انه في حالة الاعتماد على وحدة الاختلاف مع الاخر فقط فان الحفاظ على بقاء ذلك الاخر يصبح هدفا استراتيجيا لضمان بقاء تلك الوحدة .