(أنـا إبنتك يـا وطنـي)

2015-03-02 08:08

 

كم تهت أنا في وطني

فهل أتى يومآ لوطني أن سأل عني وشعر بي ؟

لقد أصبح وطني هاجسآ لي

لم أعد أستنشق هواؤه أو أمشي في ربوعه

أو أن استيقظ من نومي لأجد لقمة عيشي

كيف لي أن أعيش في وطني هذا غريبآ

وكل يوم أرى ثرواته وخيراته تذهبُ لغيري

كيف لي أن أعيش وأبنائي من دون شلل أو فقر

أو حتى غياب النور من أعينهم

فهل لي أن أعيش فيه

 

والحاكم فيه سلطان

لا يجاريه في حكمه غير الغرب

والفتنة للغير والنيران!

وهو علي يحمل سواط من عذاب

قتل وأحتلال وسجن ومعتقلات!

وجسمي النحيل يتألم فيصبح من السواط

ولساني يقول لمن أشكوا اليوم يا وطني؟

فكم عانيت من العيش فيك والفاسد والمرتشي ينعم

وأنا أتألم وأحزن!!!

 

فكم بتُ خائفآ ومضجعي كله أنين وألم!!!

لقد أصبح وطني عبئ علي

بدلا أن أكون أنا العبء عليه!!!

متى يشعر وطني بأنني إبنه الذي تاه في أرضه

حتى سلب مني حقي

لـ ينعم به غيري!!!

دعوني أحلم بوطن يمنحني الأمن

ويعطيني الأمان!

ولا يغلق فمي لقول الحق

في كل نصاب ومحتال ومنافق كذاب!

فأبقى في بيتي المبني من طين وصفيح

أعاني قرص البرد ولهيب الحر!

بدلا من أن يعذبني بسواطه ومعتقلاته !

لا بد لي أن أحيا على ترابه

ويموت من لا يستحق العيش تحت سمائه!

كم وكم أجبروني في وطني أن أقول غير الحق

وأصفق للحاكم وأضحك لأبنائه وحاشيته المتوحشة!

كم أجبروني على هذه الديباجة نهار وليل!

حتى أصبح الوطن والحاكم فيه أعز من ديني

الذي ورثته من أبائي وأجدادي!

يملئون الكون كذبآ ونفاقآ

بإنجازات الحاكم كل ساعة ويوم!

فـ أصبحتُ لا اسمع غير المديح حول الحاكم وأعوانه!

والتاريخ يمضي ليكتب رسالة الانجاز بأسطر النفاق!

والكثير من المسميات التي لا تغني لي من شيء!

لقد وقفت على تلك المفاهيم والمسميات

فلم أجد غير موت أبنائي!

جوعا وضياعا!

ألمآ وحسرة! في وطني الغني بالخيرات والثروات!

فكم ضخموا لي وفخموا لي في ذاكرة مليئة بالضياع

والناس فيها جياع!!!

 

أين عمري الذي ذهب وراء وطن لا يسأل عني

ولا يهتم بأمري؟

ماذا حقق وطني لي بعد رحيل زهرة شبابي

وانطفأت فيها شمعة حياتي!

فلا مسكن يأويني

ولا ضمان يكفيني ولا صحة فيني!

ولا ماء نقي يرويني!

حتى كرامتي سُلبت مني!

لقد تركني وطني كـ الغريب على ترابه!

كـ اليتيم تحت سمائه!

فقيرآ أكابد لقمة عيشي!

لكي أموت أنا ويعيش ابني!

 

أي وطن هذا الذي أعيش فيه ذليلا وغير يعيش أميرآ

أكابد عيشي بالليل والنهار!!!

ياااا وطني...

لا بد وان تهضمني كما تهضم القبيلة أفرادها!

وتهضم الأسرة أبنائها!

فلن أتوارى يا وطني خلف مفاهيم الظلم والاستبداد

والقتل والفقر والفساد!

 

فقد حان الوقت يا وطني لكي تفيـق من سباتك العميق قبل فوات الأوان!

فلا بد أن يأتي من بعدي طفلي أو حفيدي ـ فـ يصرخ...

فتكون صرخته شعلة من نااااااااااااار

لا ينفع بعدها لحظة ندم

 

فهل يا وطني عرفت من أنا ؟؟؟

 سأجيبك ياوطني أنا ليلى الحضرمية