تتواتر الاخبار المخيفة والمفزعة عن فبروس -ايبولا - المتوحش الضاري الذي يتمرد على العلاج ولا يهمل من يصاب به سوى 3 اسابيع فقط . اليوم تتبين الارقام المتسارعة حيث ومن اصابهم واجهز عليهم هذا الفيروس الخبيث المتوحش قرابة 3700 ضحية اغلبهم من دول تقع في الغرب الافريقي ومنها سيراليون ليبيرا وغانا . اما الذين اصيبوا بالعدوى فتقول الارقام انهم بحدود ثلاثة اضعاف رقم المتوفين ولكن المخفي اعظم !!
ولقد سبق ان اكتبت عن هذه الحمى -النزفية- ونشره -مشكورا - موقع "شبوة برس" وقلت ان ايبولا ظهر قبل عقود في زائير . وكان حينها خبر ايبولا خبرا عابرا تتداوله حينا وتغض الطرف عنه حينا آخر وسائل الانباء العالمية، ولكنه اليوم اصبح الخبر الذي يتصدر الشاشات يوميا ، واصاب الناس بحالة توتر وهلع حيث جعل الناس قاطبة تبحث عن معلومة في كيفية الوقاية منه ، علما ان هذا الفيروس -جائحي - ويمكن ان اصاب دولة فقيرة مثل اليمن والحبشة واريتريا والصومال فسوف يحصد الكثير ويزلزل اقتصادها وقواها .
والسبب لا يخفاكم هي وحشية وأفتراس هذا الفيروس للبشر خلال مدة زمنية قصيرة جدا ولقد تتطوع العديد من العلماء والاطباء والممرضين والممرضات والجمعيات منها اطباء بلا حدود العالمية والصليب الاحمر - لم الحظ تواجد قوي او يذكر الهلال الاحمر- ولعل القمر صار بدرا هذه الايام - تطوع العديد من هولاء ورغم شدة العناية والحرص في عدم تعرضهم الى العدوى فقد حصدت إيبولا من هولاء الاطباء وبعضهم من العلماء عدد 28 متطوعا.
ولقد نقلت على جناح السرعة بعض هذه الدول(كلها أوربية) من اصيب منها من متطوعيها في افريقيا ولكن مات منهم الكثيرون رغم انهم تعاملوا معهم بمنتهى الاهتمام والرعاية وحشدوا لهم كبار العلماء والخبرا ونقلوا بطائرات اخلاء خاصة . والسبب في موت بعضهم انه لا يوجد خبرة سابقة في التعامل مع هذه الآفة المخيفة كما ان الامصال الكندية الحديثة لم تشحن الى سويسرا وتسلم لمنظمة الصحة العالمية الا في هذا اليوم 9 اكتوبر .
لكن المخيف في هذا الفيروس هو في انتشاره وعدواه وتربّصه ، وعلى سبيل المثال ، فالممرضة الاسبانية المتطوعة اُحضرت بطائرة خاصة من افريقيا وبعد جهد كبير وعزل وحشد لكبار الخبراء والعلماء لانقاذها لم تفلت من قبضة الفيروس وماتت قبل يوم في اسبانيا بين دهشة كل العلماء وحيرتهم .
ولقد بدأ اليوم كندا وامريكا وبريطانيا عمل ما يسمى الفحص للمسافرين screening ولكن تبين ان الفحص في المطارات عند الوصول ، قد يصيب ويخيب وان الافضل ايضا ان تتولى هذه الدول عمل الفحص للمسافرين في موطن المنشاء اي ان تفحصه قبل قدومه ، واذا تبين انه يعاني من حرارة يتم عزله وبعد ذلك اذا تبينت العدوى تعالجه او تحجر عليه في بلاده وليس بعد وصوله الى البلد الذي ينوي السفر اليه .ونشره للعدوى في البلد المسقبل له .
ومخاوف انتقال هذه المرض الشديد العدوانية . ان اي ملامسة للمريض ملابسه ، رذاذ لعابه ادوات حلاقته، طعامه ، اوانيه ، فراشه ، حمامه، جزء من جسمه حتى قبره ، قد يعدي بل ولا بد من التعامل بحذر جدا عند خلع القفاز الواقي فالممرضة الاسبانية كان خطأها المميت انها لمست وجهها بالقفاز وكان وجهها حين اذن بدون قناع .
والملابس يجب ان يتم ارتدائها وهي ملابس واقية ويجب التخلص منها بحرقها بعد كل نوبة عمل ويجب التدرب على خلع الكمامة والقفازات والبدل الواقية واغطية الاحذية حتى لا تلامس جسم الطبيب او المساعد الصحي .
كما ان من يسافر من هولاء عليه ان يخضع لحجر صحي لمدة معينة اذا تبين انه يعاني من ارتفاع درجة حرارته .
اقول هذا ، فالعالم العربي والثالث واليمن على وجه الخصوص لا يضع احتياطاته ولا يتنبه للمخاطر الا بعد وقوع الكارثة ، فلابد من اتخاذ كافة الاحتياطات وطلب اليمن مثلا دعم من امريكا التي خصصت قرابة المليار دولار لمكافحة هذه الجائحة وهي بصدق اكثر الدول تحذيرا واهتماما ودعما انسانيا لحصر هذه الحمى النزفية التي تمهل المريض فقط 21 يوم وبعدها قد تراه وهو يمشي ثم يسقط صريعا جثة هامدة في الشارع .
الاعراض حمى غثيان نزيف من الانف والاذنان واسهال مصاحب لنزيف حاد تضرر الكلى والكبد ثم الفشل التام لوظائف الكلى والكبد و النزيف بغزارة مميته .
العلاج الى الان فقط مضادات حيوية عالية وبعض الامصال ومنها المصل الكندي وهو تحت التجربة الى الان .
ليست اي دولة بمنأى عن هذه الحمى الفتاكة المتوحشة ولنتوقع وصول حالات الى الوطن ، وعلى اليمن مثلا ان يعجِّل في طلب العون الدولي من امريكا واروربا ومن الصليب الاحمر ومن جمعيات اطباء بلا حدود ومن منظمة الصحة العالمية . وعليها البداء بفحص المسارفين القادمين الى اليمن في بلاد المنشاء قبل نزولهم في مطارات صنعاء وعدن .
وخصوصا القادمون من اثوبيا وجيبوتي واريتريا فضلا عن الدول المصابة . كما ويجب عمل حجر وعزل للذين يأتون تهريبا عبر البحر اذا تبين انهم يعانون من ارتفع في درجة حراراتهم او اعراض الاسهال .
علما ان اليمن بلاد مفتوحة على مصراعيها لكل جائحة .
ان الوطن يعيش مهالك القاعدة والارهاب ولكن ربما ايبولا لا تقل عنها عدوانية وتوحش ودعوشة .
*بقلم : فاروق المفلحي . برانت فورد . كندا
* يرجى الاشارة لـ شبوه برس - لمصدر للتقرير عن اعادة النشر