مبادئ الإنسان و مواقفه و قيمه السامية لا تفنى بفنائه ،حتى و إن مات تبقى مبادئه و قيمه و سمعته الطيبة راسخة في عقول الجميع ،في عقول الخصوم قبل الأصدقاء و لكن عندما يصبح الإنسان أسير مصالحه الشخصية و يجعل منها شغله الشاغل و همه الوحيد فمن المؤكد أن ينقلب و يتخلى عن مبادئه بسببها ،مما قد يترتب عنه فقدان الإنسان لإنسانيته و مكانته داخل المجتمع،فعندما تهيمن المصلحة الخاصة على النفوس و تسيطر على العقول يصبح الإنسان مملوكا لمصلحته
إن الإنسان المناضل و الشريف و صاحب المبدأ لا تؤثر عليه مصالحه الشخصية لأنه صاحب قناعة و فكر يناضل عن مبادئه و يضحي من أجلها و لا ينحاز إلا لها و يضع دائما المصلحة العامة فوق أي إعتبار،
وفي الحقيقة من الطبيعي جدا أن يكون هناك صراع داخلي بين المبادئ و المصالح حيث يجد بعض الناس عائقا بينه وبين الوصول إلى هدفه و تحقيق مصلحته و غرضه من وجهة نظره القاصرة ، فتجده ينساق بسرعة البرق وراء مصالحه الخاصة متخليا عن مبادئه .
لكن يا إخوان إعلموا أن المصالح الخاصة مثلها مثل سحابة الصيف تتلاشى بسرعة وفي الختام أريد أن لا يفهمني القارئ بأنني ضد أن يبحث الإنسان عن مصالحه بل بالعكس ولكن شريطة أن لا تتناقض ولا تتعارض مع مبادئه النبيلة وبالتالي فالناس حسب مبادئهم ينقسمون إلى ثلاثة :
1- أشخاص يمتلكون مبادئ و قيم سامية و ثمينة فهم ثابتون عليها مهما إختلفت ظروف الحياة ومهما بلغت صعابها
2 - أشخاص إمتلكوا مبادئ رائعة و لكنهم سقطوا مع الإغراءات فتغيرت مبادئهم رأسا على عقب لأنهم بكل بساطة من السهل كسرهم و التأثير عليهم و لو ببضع دراهم.
3 - أشخاص لا قيم و لا مبادئ لهم يعيشون بدون معنى ويموتون في صمت رهيب دون ترك أي أثر وهذا النوع يشكل الأغلبية الساحقة حيث يمتازون بكثرة الكلام و المغالطات و المزايدات و لكن في الحقيقة لا يعطون شيئا و لا تستفيد منهم المصلحة العامة شيئا .
وفي الأخير أتمنى للجميع الثبات في المواقف و المبادئ .