قال زميل اعلامي وكاتب جنوبي مقتدر .. هل سنشاهد غدا صورة للحسني وهو يقود القوات البحرية في هذه الحرب في مواجهة اللواء علي قاسم طالب قائد بحرية عدن والذي بات اليوم من رموز النظام ومن خصوم القضية الجنوبية .
وقال الزميل منصور صالح في تغريدة قصيرة على صفحته الخاصة تحت عنوان " زنوا كلامكم قبل ان يوزن عليكم" تعليقا على صورة تداولها ناشطون على الفيسبوك جاء فيها : ( الصورة أسفل )
بعض النشطاء الجنوبيين يتداولون ببهجة صورة لهادي وهو يتوسط مجموعة من العسكريين الذين اجتاحوا عدن في يوليو 94م.
لا ادري حكمة هذا الابتهاج وهل هذه معلومة جديدة وخطيرة تكشف لأول مرة؟ ثم ما الحكمة في ان يؤكد هؤلاء النشطاء ان من قادوا حرب اجتياح الجنوب لم يكونوا سوى جنوبيين ، ثم يأتيك بعد هذا من يصف هؤلاء بالمحتل ، وهل يستقيم الوصف عندما تصف ابن أبين أو شبوة أو لحج الذي شارك في هذه الحرب بالمحتل .
نصيحة من القلب :التركيز على صور كهذه أمر لا ينم عن حكمة لأسباب عدة أولها ان هذا أمر معروف للقاصي والداني وثانيها ان مثل هذه الصور تنسف الخطاب السياسي والإعلامي للحراك الجنوبي بخصوص التكييف القانوني للعلاقة بين الشمال والجنوب،وثالثا وهذا هو المهم إ هو ان بعض من قادوا حرب اجتياح الجنوب أو شاركوا فيها باتوا اليوم قيادات و نشطاء بارزون في الحراك ومن ابرز المدافعين عن القضية الجنوبية وفي مقدمتهم المناضل أحمد عبدالله الحسني وآخرين، فهل سنشاهد غدا صورة للحسني وهو يقود القوات البحرية في هذه الحرب في مواجهة اللواء علي قاسم طالب قائد بحرية عدن والذي بات اليوم من رموز النظام ومن خصوم القضية الجنوبية .
* شبوه برس- يضيف الى ما قاله الزميل منصور صالح .. نعم شارك أكثر من أربعة عشر عقيد جنوبي في حرب الشمال على الجنوب العام 1994 م وقادو عدد من الألوية والكتائب وكل رجالها من مختلف محافظات الجنوب .
وهذه ليست بالمعلومة الجديدة ولا هي بالسر الذي يماط اللثام عنه .
فلماذا يتهرب كثير من الجنوبيون من مناقشة السبب الذي جعل بعض الجنوبيين يقاتل بعض وهو في الحقيقة ليس قتال بعض الجنوبيين ضد الجنوب وانما قتال فصيل من الجنوبيين ضد فصيل آخر في الحزب الاشتراكي اليمني تولى الحكم وأستأثر به بعد مذبحة 13 يناير 1986 م ولم يسعى الى لملمة جراح الجنوب وإجراء مصالحة جنوبية - جنوبية في إطار الحزب الاشتراكي نفسه ((مع نفي وعدم اعتراف الحزب الاشتراكي بوجود قوى وأحزاب وطنية أخرى)) , بل سعى الى تعميق الجراح لمحافظات أبين وشبوه وبعض مناطق ردفان من خلال إصرار بعض قياداته في المكتب السياسي على تنفيذ ( وهم معروفين بالأسم ) الاعدامات لمن تم محاكمتهم من رجال لم يكونوا مسئولين عن تفجير الأوضاع وإنما كان مسئولا عنها من جلس على كراسي المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الوثيرة في التواهي ثم في ساحل خور مكسر وكبار من احتضنتهم صنعاء كلاجئين سياسيين جنوبيين .
وهنا وجب التذكير أن من أدبيات الجبهة القومية ثم الحزب الاشتراكي شرطا للعضوية نصه " نفذ ثم ناقش" .
للتذكير أيضا : كانت هناك مساعي جادة لعودة من يسمون قوات الزمرة الى الصف الجنوبي مع بداية الأزمة السياسية بين على سالم البيض نائب الرئيس اليمني ممثلا لقيادة الاشتراكي والرئيس علي عبدالله صالح ممثلا للتحالف الشمال المكون من حزبي الاصلاح والمؤتمر ومشائخ القبائل والتجار وتجار الدين من علماء اليمن .
من يسمون بالزمرة ومن خلال مكوثهم لثمان سنوات عجاف في صنعاء أكسبتهم معرفة ويقينا بأن علي عبدالله صالح وحلفه العريض السابق ذكره لا يؤمنون بوطن يتساوى فيه اليمنيون ولا يؤمنون بقانون يحكم الجميع وكانت نظرتهم للجنوب معبرا عنها بتصريح علني مشهور للشيخ الأحمر عشية اعلان قيام الوحدة في مايو 90م بعودة الفرع الى الأصل اي أن الجنوب الفردوس الضائع عاد الى سيطرة حاشد وسنحان , دون الغوص في شروحات أو تفاصيل أكثر .
ولقد باشر الزمرة بارسال موفدين كبار يمثلونهم للتفاهم حول عودتهم الى الجنوب وكان أكثر أعضاء المكتب السياسي للحزب ترحيبا بذلك كل من صالح منصر السييلي وسعيد صالح سالم .
لقد رفض علي سالم البيض مقابلة أحد موفدي الزمرة وهو من كبارهم الذي مكث في عدن ثلاثة أسابيع انتظارا للمقابلة التي لم تتم والتي رسخت قناعات الزمرة أن علي سالم البيض وتيار عريض من الحزبيين والعسكريين رافضين عودتهم الى الجنوب في ظروف مصيرية قاهرة آلت وبالا على الجنوب وشعبه بسبب حماقة البيض وغباؤه ورموز تياره الحزبي والعسكري .
لم يكن للزمرة من شروط تعجيزية للعودة وأبدو استعدادهم للقبول بعود القائد العسكري الى موقع نائب قائد أدنى من الموقع الذي كان يشغله قبل جريمة يناير 1986م وعودة الموظف المدني الى درجة أدني من التي كان يشغلها كذلك , وموضوع منازلهم التي استولى عليها فريق الطغمة في الجيش والحزب طرحوا أن تبنى لهم منازل بديلة عنها وكان الرفض هو سيد الموقف .
لقد كان بامكان البيض أن يحل مشكلة منازل الزمرة وقبول ذلك وبقيمة طائرتين ميج 29 فقط التي ذهب الى عمان وتركها في مطار الريان وحل هذه المعضلة , ولكنه الغباء والصلف والغرور المستحكمان فيه منعه من القبول بذلك .
نفس الموقف كرره البيض وسالم محمد جبران عضو المكتب السياسي في المكلا وبجوارهم المستشارون جار الله عمر ومحسن الشرجبي في أوج الحرب وتساقط المناطق والقواعد العسكرية بأيدي الشماليين وعندما أستدعى البيض مقادمة حضرموت طالبا منهم القتال دفاعا عن حضرموت , طالبوه بتسليح القبائل ورفض أعضاء المكتب السياسي المتواجدين الى جوار البيض جبران وجارالله عمر ومحسن الشرجبي تسليح القبائل بمبرر أننا اذا سلحنا القبائل الحضرمية وأنتصرنا على الشمال سيتحول سلاح القبائل الى صدورنا وسيحاربوننا انتقاما للمذابح التي تعرض لها رجال حضرموت في أيام الانتفاضات .
ثم ذهب البيض وأعضاء مكتبه السياسي الى صلالة والسلاح في مخازن المعسكرات والحاويات في ميناء المكلا والطائرات في مطار الريان بالمكلا وبعضها عقود على الورق استلمها علي عبدالله صالح ببلاش .
بقيت كلمة أخيرة نقولها لمن يلومون الزمرة في قتالهم الى جوار القوات الشمالية ضد قوات الحزب الاشتراكي اليمني وليس ضد الجنوب , بل أحيانا يتقدمون القوات الشمالية كما هو ثابت وموثق .
أن الانسان أي انسان عندما يحرم من حق العودة الى وطنه والى بيته وأرض أبيه وجده من قبل أخ أو ابن عم معذور أن تحالف حتى مع الشيطان في سبيل العودة الى وطنه وبيته .
الصورة التي قصدها الزميل منصور صالح