الشيخ صلاح بن مسلم باتيس لمع اسمه مع ما سميت في صنعاء ثورة التغيير التي خطط لها ونفذها شباب صادقون في دعوتهم الى التغيير وإزاحة نظام الحكم الفاسد الذي أثقل اليمن طوال 50 بكل ألوان الظلم والقهر والتمييز ومستوياته وأدواته , ولكن ما يؤسف له أن الثورة امتطاها وأعتلى سرجها أسوأ رموز الظلم والقهر والتخلف من القبائل والعسكر في نظام علي عبدالله صالح , وهذا ليس موضوعنا وان كان لا بد من هذا التقديم .
ونعود لموضوعنا عن الشيخ صلاح باتيس الشاب الصغير الذي نشأ وترعرع بالمملكة العربية السعودية في أسرة حضرمية ومجتمع حضرمي عرف بالصدق والأمانة والمثابرة على العمل والاخلاص له , وهذا سر نجاح أبناء حضرموت حيثما سكنوا واستقروا ولا يلقون بالا للنشاط السياسي والحزبي احتراما والتزاما منهم بقوانين البلد المقيمين فيه .
لا نعرف كثيرا عن نشأة الشيخ صلاح باتيس ولكن نعلم أن هناك مندوبين لحركة الاخوان المسلمين اليمنيين ( حزب الاصلاح اليمني) يجوبون العزب والتجمعات الحضرمية للبحث عن العناصر الشابة التي يتوسمون فيها المهارة القيادية والكاريزما ولديهم الاستعداد لتقبل التوجيه والانصياع لتوجيهات شيوخ حركة الاخوان المسلمين اليمنيين وان صادمت هذه التوجيهات والسياسات مصالح الأسرة والمجتمع والوطن الحضرمي , ( ليجعلوا منهم مفاتيح لخزائن المال الحضرمي الوفير) , وأفلحوا في ذلك مع الشيخ صلاح باتيس .
الشيخ صلاح يرأس جمعية البادية الخيرية في وادي حضرموت , وتحصل جمعيته على أموال ضخمة من المحسنين الحضارم في السعودية والامارات , ونعلم أنها تقيم موائد افطار للصائمين في رمضان ونشاطها المعلن مقتصر على حضرموت , ولكن الكثير من أبناء حضرموت والجنوب يفطرون الصائمين في كل رمضان في المساجد وفي بيوتهم منذ زمن بعيد في ايام الشدة والرخاء , وفي كل حال يجب أن يكون الحديث الشريف ماثلا أمامنا عن "أنما الاعمال بالنيات" و "حديث الهجرة والنية المصاحبة للمهاجر" ومعظمنا يعلم الحديثين .
لقد جاءت مأساة مهجري عبدالله غريب ( وعددهم 829 فردا) الذين مضى على تهجيرهم من قريتهم قرابة الشهرين لتفضح دور الجمعيات الاخوانية والجهيمانية السلفية في حضرموت , وكانت فضيحة كبرى لجمعية باتيس وجمعية الحكمة اليمنية لصاحبها احمد المعلم وجمعية وادي حضرموت لصاحبها بن طالب الكثيري تحديدا , لعدم تواجدهم مع المهجرين ونجدتهم والتخفيف عنهم من صدقات وأموال المحسنين الحضارم , وكانت الخيبة كبيرة نظرا لما تبثه هذه الجمعيات من ضجيج حول نشاطها عبر ميكروفونات المساجد والملصقات في الأسواق والشوارع , ولكن أنكشف المستور والمقصود ولم نرها تمد يد العون لمهجري عبدالله غريب المنكوبين ولو بوجبة طعام واحدة على الأقل من الجمعيات الثلاث ليوم واحد فقط .
مع العلم أن مهجري عبدالله غريب لا ينتمون لحزب سياسي أو تيار فكري معين ولا يهتفون " ثورة ثورة يا جنوب" وأنما من المواطنين الحضارم البسطاء تسلط عليهم أجلاف الأمن المركزي اليمني واحتلوا قريتهم وهجروهم منها .
هذا يؤكد ما نشره "شبوه برس " في تقارير سابقة عم أن هذه الجمعيات أتخذت من الحضرمة موطنا ومن أسماء قادتها الحضارم واجهات ديكورية لاستجلاب صدقات وزكوات المحسنين الحضارم في السعودية الخليج والذهاب بها بعيدا عن الانسان الحضرمي والديار الحضرمية .
كان من الأفضل للشيخ صلاح باتيس من ناحية سياسية واعلامية لو زار مهجري عبدالله غريب كلفتة انسانية وكسب سياسي , أسوة بزيارته مع عمر دومان لقطاع غزة بتسهيل من سلطات الاخوان المسلمين قبل سقوطهم من حكم مصر .
وأخيرا هل سيبقى الشيخ صلاح باتيس واجهة ديكورية لجمعية من جمعيات الاخوان المسلمين بموطن حضرمي وواجهة حضرمية , وهل سيحصل بعد اليوم على الأموال من السعودية لصالح الجمعية التي يرأسها بعد القرار السعودي باعتبار حركة الاخوان المسلمين حركة ارهابية تشملها ومن يمارس نشاط من أنشطتها عقوبات معلومة ومعلنة للعامة .