الجنوب : بين من يحلمون باستعادة الدولة وبين من يعملون على استعادة الكرامة

2012-11-29 18:48

 

 

الجنوب : بين من يحلمون باستعادة الدولة وبين من يعملون على استعادة الكرامة

 

هناك فريقان جنوبيان يوجدان على الساحة الجنوبية : الفريق الاول كل حلمه وهدفه الأساسي والوحيد هو استعادة دولة الجنوب لعيود ليحكم الجنوب ويتمتع بخيراته وثرواته, وعندما تسأله عن الطريقة أو الفكرة التي يمتلكها لاستعادة الدولة الجنوبية تجده يرفع صوته بشعارات وطنية براقة , ويعبر عن رأيه بطريقة عدمية وصنمية , ويعتبر كل من يبيح عن موقفه واهدافه بصورة علنية هو الوطني حتى وإن كان لا يمتلك رؤية لتحقيق موقفه هذا, وما يهتف به المتظاهر من شعارات في الميدان ينبغي على السياسي ان يردد الشعارات ذاتها في حديثه , ويخون كل من يخالفه الرأي.

ولا يخشى من وقوع الشعب الجنوبي وثورة السلمية في براثن هزيمة أخرى , كالتي وقع فيها عام 1994م  ولم يدرس اسباب تلك الهزيمة وعدم تكرارها , فالهزيمة عنده امر طبيعي , ولأنه لم يدرس التاريخ , فهو يعتقد ان نظام صنعاء احتل الجنوب من اجل الثروات فقط , وان هذه الثروات من حقه كجنوبي ان ينعم بها.

ولأنه لا يفقه في السياسية شيئا فهو ملتزم بوضعية الدفاع كما فعل في حرب عام 1994م وهذا يعني القتل المتعمد للثورة الجنوبية , ولأنه لا يقرأ الوضع المحلي والاقليمي والدولي  بصورة صحيحة وتأثيره على قضية شعب الجنوب يعتقد أنه مثلما دخل الوحدة بقرار سياسي فردي سوف يخرج منها بقرار سياسي فردي .

وأن استعادة الدولة الجنوبية سوف تتم بمجرد نصب براميل النقاط الحدودية بين الدولتين.

ولهذا نجد افراد هذا الفريق يتسابقون على المناصب القيادية الوهمية والصعود على منصات الخطابة .                

الفريق الثاني , وهو الذي يؤمن بحتمية استعادة دولة الجنوب , ولكنه يدرك مصاعب استعادة هذه الدولة, وإنها لن تتحقق بالشعارات الوطنية في الميادين فقط , وإنما بخوض نضال سياسي شاق مكمل للنضال الميداني , فبوحدة عام 1990م غير المدروسة اوقع شعب الجنوب في ورطة عويصة, وهذا الفريق يتحدث عن رؤيته لاستعادة دولة الجنوب بصوت هادئ وموضوعي , وبعيدا عن الصنمية والعدمية والشعارات البراقة, ويسعى لنقل الثورة الجنوبية من وضعية الدفاع إلى وضعية الهجوم , فالهجوم اقرب الطرق لتحقيق النصر .

ويؤمن بأن استعادة كرامة شعب الجنوب قد لا تتحقق إلا بعد زمن طويل, وأنها هي المهمة التاريخية النبيلة ويعتبر ان استعادة دولة الجنوب ما هو إلا هدف أولي حتى يتمكن من تسخير ثروات الجنوب للوصول إلى الغاية الجنوبية الكبيرة, وهي استعادة الكرامة الجنوبية التي تم اهدارها من قبل نظام صنعاء , فالهزيمة التي لحقت بشعب الجنوب عام 1994م سوف تضل وصمة عار على جبين تاريخ شعب الجنوب حتى يقوم شعب الجنوب برد الصاع بصاعين .

وهذا امر يتطلب امتلاك رؤية متكاملة قصيرة المدى وبعيدة المدى , وخطوطها العريضة والاساسية غير مباحة.

فنظام صنعاء لم يقم بالحرب على الجنوب من أجل الثروات فقط , وإنما ايضا من أجل استعادة كرامته التي اهدرت في حربي عامي 72/ 1979م من قبل الجنوب.

وهذا الفريق لا يكتفي بممارسة السياسية , وإنما يعمل على صناعتها.

وهناك بون شاسع بين من يمارس السياسية وبين من يصنع السياسية, ولهذا يمتلك هذا الفريق قراءة صحيحة للوضع المحلي والاقليمي والدولي وتأثيره الكبير على قضية شعبنا.                

 

المواطن الجنوبي/ محمد عباس ناجي.

 

29 نوفمبر 2012م