كشف التقرير الموسع بالأسماء والارقام والصور الذي نشره " شبوه برس" نهاية الأسبوع الماضي عن مهجري عقبة عبدالله غريب وما تحدث به معد التقرير الصحفي الحضرمي المقتدر " محمد اليزيدي" وزميلاته الصحفيات فاطمة باوزير و إيناس الرامي وما نقلوه عن مشاهداتهم وما سمعوه من المهجرين عن معاناتهم وحاجتهم للغذاء والدواء عدم وصول أي مساعدة من الجمعيات الخيرية الحضرمية التي تتلقى أموال هائلة من المحسنين الحضارم في المهجر .
خلاصة التقرير ومعاناة المهجرين تسلط الضوء على نشاط الجمعيات الخيرية وبالذات الجمعيات التي ينتمي مؤسسوها والقائمين عليها الى الفكر الجهيماني التكفيري والاخواني الدولي أنها تنظر الى أبناء حضرموت على أنهم غير مكتملي الاسلام وبالتالي لا يستحقون المساعدة من أموال المحسنين الحضارم في المهجر الخليجي والسعودي على وجهه التحديد وبالتالي مسلمي دماج بصعدة هم الأولى بها لأنهم أهل الاسلام الصحيح وهم من يستحق صدقات محسني حضرموت .
هناك جمعيات خيرية كثيرة نبتت كالفطر في حضرموت في السنوات الماضية بعد حرب اليمن على الجنوب العام 1994م وهي ترتبط فكريا بمدرستين وتتبنى هدف سياسي هو التمكين لذواتها في الأرض ةالعقول والتفرد بحضرموت تحت وهيمنها وسلطتها في إطار مخطط طويل المدى .
المدرسة الأولى مدرسة التنظيم الدولي للاخوان المسلمين والمدرسة الثانية مدرسة الفكر السلفي الجهيماني ( الوادعي) وهناك جمعيات خيرية محلية المنشأ تعتمد الوسطية منهجا وفكرا ولا تحمل أي أهداف سياسية وهدفها الوحيد عمل الخير .
بالأمس القريب نشرنا خبرا عن نشاط مؤسسة وادي حضرموت لصاحبها سعيد بن جعفر بن طالب الكثيري وحجم الأموال المحولة الى صعدة بعشرات الملايين من الريالات بالأضافة الى مواد الأغاثة الكبيرة التى أرسلت الى مهجري دماج وتلقينا رسالة من الكثيري وجمعيته تهدد بالمقاضاة لـ شبوه برس - لسبب لا يستحق كل هذه الضجة وهو أننا نشرنا أن رئيس الجمعية هو من حول الأموال الى مهجري صعدة وجاءت الرسالة لتفيد بأن الأموال مرسلة من الجمعية وليس من رئيسها صاحب القرار الأول فيها .
تقاعس الجمعيات السلفية "الجهيمانية - الاخوانية" عن مد يد العون الى مهجري عبدالله غريب يظهر حقيقة نشاط هذه الجمعيات وأهدافها الخفية وتجاهل حاجة المهجرين أبناء الأرض التي يقفون عليها ويتلقون الأموال من المحسنين باسمها هي قضية منظورة ومعلومة من الرأي العام في الداخل والخارج , ويطرح سؤالا ؟؟.. كيف ستصل الصدقات الى الفقراء الحضارم في بيوتهم ممن لا يمدون أيديهم ولا يقفون على أبواب المساجد .
هذا التجاهل لمهجري عبدالله غريب يكشف نظرة القائمين على هذه الجمعيات الى أبناء حضرموت أنهم لا يعتبرونهم مسلمين وأن المسلم الحق هو من سار على منهج جهيمان بن سيف العتيبي ومقبل الوادعي مقتحمي بيت الله الحرام العام 1400 هـ وقتل الحجاج الآمنين فيه , وعلى منهج حسن البنا وسيد قطب فقط .
إستمرار ارسال الأموال الى هذه الجمعيات التكفيرية الجهيمانية - والاخوانية يرسخ من وجوده ويمكنها من استقطاب البسطاء من لا حظ لهم في التعليم ويشكل خطورة على أمن حضرموت والمنطقة قادم الأيام والتي ستتعرض الى هزات وأعمال عنف في حال تسيد هذا الفكر على أبناء المنطقة وستدخل حضرموت في صراعات مذهبية سيعبر عنها بالتكفير للمذهب الشافعي السائد في حضرموت والجنوب وجزء من بلاد اليمن وسيتم القتل لمعتنقيه وسيمتد شرر ولهب هذه النار الحمراء الى موطن استقرار المحسنين المهاجرين الحضارم في مهاجرهم جراء تمكينهم بحسن نية بضخ الأموال الى هذه الجمعيات التكفيرية التي تستند على تأصيل شرعي في تكفير المخالفين لها ولمنهجها .
فقد ذكرت مصادرهم عن أحد علمائهم في القرن الخامس الهجري وهو قاضي دمشق محمد بن موسى الحنفي المتوفَّى في دمشق سنة 506هـ قوله : “ لو كان الأمر لي لفرضت الجزية على الشافعية ”! كما ذكر في كتاب ( ميزان الاعتدال (4/52 - للامام الذهبي ) .