في اليوم الذي يحتفل فيه العالم بيوم الإذاعة العالمي، تواجه هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أعرق إذاعة دولية، صعوبات في التمويل قد تؤدي إلى تقليص خدماتها بشكل كبير في المستقبل القريب.
وأقر مدير الأخبار العالمية في الهيئة بيتر هوروكس الثلاثاء أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم بأنه لا توجد ضمانات لمستويات تمويل الخدمة الدولية في الإذاعة العريقة.
وقال هوروكس إن ميزانية الخدمة، التي يتحول تمويلها من وزارة الخارجية في إبريل إلى ما تحصل عليه بي بي سي من اشتراكات المواطنين السنوية والمقدرة بأكثر من ثلاثة مليارات دولار، لم يتضح بعد.
وكان آخر تمويل حصلت عليه الخدمة العالمية للعام الأخير بنحو 245 مليون جنيه إسترليني.
"صوت الإمبراطورية"
وأنشئت هيئة الإذاعة البريطانية عام 1927، وقبل ذلك كان اسمها شركة الإذاعة البريطانية، وتأسست على يد مجموعة من الشركات الخاصة عام 1923.
وتأسست الخدمة العالمية في الإذاعة عام 1932، ووصل متابعوها في العالم إلى 188 مليون شخص في عام 2009.
وفي بداية انطلاقها، وقت أن كانت لبريطانيا مستعمرات حول العالم "لا تغرب عنها الشمس" كان اسمها "صوت الإمبراطورية" Voice of the Empire. وتبث إرسالها إلى المستعمرات البريطانية في أنحاء العالم المختلفة.
وكانت الخدمة العربية أول وأكبر خدمة بعد الخدمة العالمية بالإنجليزية، وما زال البعض من الأجيال القديمة يتذكر "إذاعة لندن" كمصدر رئيسي للأخبار قبل عقود.
وحين تذكر الإذاعة، يتذكر الناس في كثير من أرجاء المعمورة بي بي سي.
يوم الإذاعة
وتحتفل منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" باليوم العالمي للإذاعة في 13 فبراير من كل عام وهو يشير ليوم انطلاق إذاعة الأمم المتحدة عام 1946.
واختارت اليونيسكو هذا العام شعار المساواة بين الجنسين، انطلاقاً من دور الإذاعات في التأثير في الرأي العام وتحقيق العدالة الاجتماعية.
وجاءت فكرة الاحتفال بهذا اليوم من قبل الأكاديمية الإسبانية للإذاعة وجرى تقديمها رسميًا من قبل الوفد الدائم لإسبانيا لدى اليونسكو في الدورة 187 للمجلس التنفيذي في شهر سبتمبر 2011.
وتهدف اليونسكو من وراء تحديد يوم عالمي للراديو إلى زيادة الوعي بين عامة الناس وبين العاملين في وسائل الإعلام بأهمية الراديو.
وتهدف أيضا إلى تحسين التعاون الدولي بين المذيعين بمحطات الإذاعة في العالم، وتشجيع من بيدهم اتخاذ القرار على توفير سبل لنقل المعلومات عبر الراديو، مما يؤدي في النهاية إلى المساهمة في النمو المتواصل للمجتمعات.
ورغم أن التلفزيون انطلق في نهاية الثلاثينات، ووقتها تصور الناس أن عصر الإذاعة انتهى، فإنها ما زالت تحظى بجمهور وإن تراجع واختلف.
وتكيفت الإذاعات مع التطور التكنولوجي وبروز الإنترنت ووسائل الاتصال الجماهيري الأخرى لتحافظ على الاستمرار كمصدر للترفيه والأخبار عند قطاعات من البشر.
ويوجد حاليا أكثر من 44 ألف محطة إذاعية في العالم، كما دخل الراديو أكثر من 75% من البيوت في الدول النامية، ويصل أيضا إلى أكثر من 70% من سكان العالم عبر الهواتف المحمولة.