منذ استشهاد المقدم : سعد بن حمد بن حبريش .. الذي أعقبته دعوة تحالف قبائل حضرموت إلي مؤتمر لمشايخ حضرموت و قياداتها الاجتماعية من مناصب ومقادمة وشخصيات اجتماعية – اعتبارية تمثل قوي وفعاليات المجتمع الحضرمي ، في وادي نحب بمنطقة حرو ـ مديرية غيل بن يمين .. بداءت القوي السياسية الجنوبية ـ الحزبية منها و الحراكية في ترتيب أوراقها لاستثمار زخم المؤتمر من خلال محاولاتها تبني قضية استشهاد بن حبريش ورفاقه ، في خطابها السياسي و الإعلامي .
لم يكن ذلك خارج إدراك التحالف القبلي ، بل و في حسباته.. الأمر الذي لم يدفعه إلي الرفض المطلق لحضور ممثليهم في مؤتمر فعاليات مجتمع حضرموت .. كونهم من أبنائها من جهة ومن جهة أخري اشتراطهم عدم اتخاذ المؤتمر ساحة لاستثمار زخمه على الصعيدين الإقليمي و الدولي لحسابات سياسية داخلية و خارجية ، وبوضوح على طريقة المليونيات.. التي لم تأخذ دماء العديد من الكوادر الأمنية والعسكرية التي استشهدت برصاص راكبي الموتر سكل ، أو بتفجير مركباتهم .
ذلك التجاهل ما كان له أن يحدث .. تجاه استشهاد بن حبريش ورفاقه .. لان المجتمع بأسرة قرر تجاوز العمل السياسي – ألحراكي و الحزبي وهو ما تجسد في وادي نحب .. وعبرت بياناته و قراراته عن وعي وإدراك مجتمع حضرموت – السياسي والفكري ، بل وإدراك قوة ودور حضرموت على الفعل وتجاوز تلك المكونات . . وهذا أزعج تلك المكونات أو حتي نكون منصفين بعضاها إلي حد الإيعاز لنشطاها في المواقع الالكترونية و من خلال صفحات التواصل الاجتماعي بالعمل على تناول “الهبة ” تحت اسم الهبة الجنوبية .. وكذلك التشكيك في التزام الفئات والشرائح المجتمعية بمقرات مؤتمر ” نحب ” والشواهد على ذلك واضحة منذ 10 إلي 19 ديسمبر، حيث تكشفت خلال هذه الفترة الكثير من الأوراق المبيتة و منها على سبيل المثال لا الحصر.
1- بيانات مزيفة باسم قبائل تحالف قبائل حضرموت .. ومنها القرار الأخير الذي يطالب في الفقرة الثالثة منه بمسح جميع النقاط العسكرية و الأمنية .. وكان البيان المكون من تسع فقرات أو بنود يحمل شعار التحالف القبلي وختمه .. الأمر الذي دفع باللجنة الإعلامية إلي إصدار بيان توضيحي حددت من خلاله الموقع الموثوق و رابط الأخ : صالح مولى الدوية .. كناطق رسمي ، محذرة أبناء حضرموت عدم اعتماد أي تعميم أو مشاركة أي بيانات غير منشورة على الموقع الرسمي أو رابط السيد : مولى الدويلة .
2ـ صدور بلاغ صحفي من قبل مجموعة من نشطا الأحزاب و الحراك الجنوبي .. تحت اسم : اللجنة الإعلامية للهيئة التنسيقية للهبة الشعبية لقوى الثورة التحررية والمدنية بحضرموت .. طالب ناشروه : بعدم التعاطي و الوثوق في صدقية وصحة أي إخبار عن الهبة الشعبية و نشاطها ..مالم يكن صادر عن الهيئة وعلى موقعها الرسمي .
3ـ نشط عدد من نشطا الفيس بك في نشر البيان المزيف وكذلك بلاغ الهيئة التنسيقية المتمثلة في الأسماء المنشورة من صحفيين و حراكيين وأعضاء في تنظيمات حزبية ـ القواسم المشتركة بينهم وجود قياداتهم في الخارج ، و إقامتهم في مدينة المكلا ، بالإضافة إلي الدعوة إلي قيام الدولة الجنوبية مع اختلاف طفيف حول المسمي بين جنوب عربي واستعادة دولة اليمن الديمقراطية .. فضلا عن كونهم حضارمة يروجون للهبة من خلال دعوتهم و حواراتهم على التواصل الاجتماعي بخطاب لا يستهدف القوي المجتمعية في حضرموت ، بقدر مخاطبة الخارج الإقليمي و الدولي .. للتشويش على خطاب تحالف قبائل حضرموت و مؤتمر”نحب”إلي المحيط الإقليمي و المجتمع الدولي .
■ تلك الحالات الثلاث التي ذكرت .. لم تأتي في إطار التشكيك في قدرات وجدية من اجتمعوا في مؤتمر ” وادي نحب ” ومصدرها ذات التنظيمات لحسابات ضيقة ، تحت ضغط الخوف لا من تجاوزها فحسب ، بل والخوف من كشف ضآلة تأثيرها في مجتمع حضرموت .. لا أقول ذلك بهدف تعريتها امام المجتمع المحلي و لا لرغبة في كشفها امام المحيط الإقليمي و المجتمع الدولي .. وإنما امام نفسها كونها تدرك حجمها و تتصرف على هذا النحو ألذي يشكل مشكلة لها وليست ثنائية مع التحالف القبلي ، الذي تجاوز صفته القبلية الضيقة إلي مجتمع حضرموت بكل شرائحه وفئاته المجتمعية بما في ذلك نخبة التي شاركت وبفعالية .. والمتابع لبياناته و قراراته يستطيع أن يستخلص مدى الوحدة التي أرساها مؤتمر وادي نحب.
■■ من هنا أجد في تزييف البيانات و صياغتا بأسلوب التوجيهات للتصادم المباشر مع قوي الأمن و الجيش و كذلك حرق مباسط و دكاكين أبناء المحافظات شمالية عمل يستهدف وأد هذه الوحدة المجتمعية و نضالها السلمي من خلال إدارة أمنها الاجتماعي و الحصول على حقوقها الوطنية ..و في إدارة حضرموت المحافظة اليوم الولاية غدا الأمر الذي يؤكد دورها وأهليتها .. لذلك .
لذلك صدرت مثل هذا البيان بتقدير خاطئ .. لاستثمار هذه الوحدة لا لتعزيزها بل لزج بمجتمع حضرموت في صراع و احتراب مع الوافدين من أبناء المحافظات الأخرى ، الأمر الذي يضعها في مواجهه مع المجتمع الدولي و الإقليمي بأسرة .. وهو ما تنبهت له قيادة ” الهبة ” وحددت على أثرة مصادر توجيهاتها و بلاغاتها .. ولكن هذا لا يعني انعدام وسائل هذه القوي الواقعة تحت ضغط الخوف .. فهي تدرك قوة ودور حضرموت .
■■■ أما هذا التجاسر لمن أطلقوا على أنفسهم”الهيئة التنسيقية لقوى الثورة التحررية والمدنية بمحافظة حضرموت” وطالبوا بعدم أي توجيهات واعتماد مصداقية أي أخبار عن “الهبة الشعبية “خصوصا في المكلا .. ومدن حضرموت ، فهدفهم واضح وجلي ويتمثل في عزل مدن المحافظة عن ريفها من جهة و إرغام التحالف القبلي على القبول بهم كشركاء في هذه الهبة التي لم تكن من صنعهم .. دون ذلك خلق هوة بين حضرموت المجتمع ومدنها ، وهذا تقدير خاطئ و أن كان مدعوما من قبل قيادات مكونات هيئة التنسيق الثورية و التحررية .
ورغم ذلك .. على قيادات الهبة الاجتماعية ـ لحضرموت التنبه إلي ذلك ، فهناك حالة من الاستنفار و الشحن العاطفي يمكن استغلالها في خلق مجموعة من المشكلات داخل المجتمع و لا تراهن عليها تلك القيادات في الخارج فحسب .. بل قوي داخل السلطة تجيد هي الاستثمار ولديها ألقدره علي توظيف الانشقاقات أكثر من سياسي الخارج .. انا هنا لا احذر وإنما أنبه مع ثقتي في أن ما صدر حني الآن من بيانات وقرارات في مجملها تؤكد إدراك كامل لخيارات النضال ووسائله .. و حس سياسي تجاوزت القيادات و اللجان المكلفة بالهبة .. الجميع ولا شك أن إتباع أساليب جديدة في النضال الجمعي لمجتمع حضرموت ودون أي حضور حزبي أو سياسي لزعامات سياسية سيحقق قدرا كبير من الضغوط على رئاسة الدولة و الحكومة ، و بقدر من ممارسة اللا عنف .. سيفرض حضور حضرموت على مجمل الترتيبات الإقليمية و الدولة .. في الدولة القادمة كدور محوري لا مجرد اسم قابل للتجاوز و التجاهل وهو ما تخشاه قوي كثيرة ، هي بكل تأكيد ستعمل على أن تظل حضرموت عربت التموين في القطار اليمن أو الرقم 5 في الدولة الجنوبية المطالب باستعادتها !؟
□ لذا لزم التحسب تجاه الاستثمار السياسي .. ووسائله التي بداءت في خلط الأوراق و علي هذا النحو المبكر .. أو المتوتر !!