لطفي شطارة : الرئيس هادي يعرقل حل القضية الجنوبية ..وهناك اختراق للمكون الجنوبي في الحوار بدعم من السلطة

2013-11-21 12:41
لطفي شطارة : الرئيس هادي يعرقل حل القضية الجنوبية ..وهناك اختراق للمكون الجنوبي في الحوار بدعم من السلطة
شبوة برس - متابعات عدن

قال العضو الجنوبي في لجنة ( 8 8 ) الخاصة ببحث حلول القضية الجنوبية بدأت في دعم بعض الجنوبيين لتنفيذه تحت مبررات غير منطقية ، الا ولأن المخرج (عايز كده) ، فقد رمت هذه القوى بكامل ثقلها وعملت على تبني البعض للخروج عن قيادة الحراك التي شاركت في المؤتمر وتشكيل ما يسمى " لجنة سياسية " وعملت على توجيه رئاسة مؤتمر الحوار والامانة العامة ، كما ورطت أيضا المبعوث الدولي جمال بن عمر في طرح استبدال ثلاثة من فريق 8 8 بثلاثة أخرين بعد مرور شهرين من تشكيله ، وكان واضحا أن السلطة أرادت فرض مشروع غير المشروع الذي قدمه الحراك في استعادة الدولة او التعاطي مع مرحلة انتقالية من إقليمين .

وأضاف شطارة في حوار مع صحيفة "الأمناء" العدنية في عددها الصادر اليوم الخميس : (( الايام ستثبت أن كل هذه الزوبعة المفتعلة لتغيير الثلاثة الجنوبيين من هذا الفريق والتشكيك بالاستاذ محمد علي أحمد الذي كان صلبا في وجه القوى المتنفذة هدفها أما تمرير مشروع الاقاليم الخمسة او للموافقة على تأجيل حسم هذا الموضوع المتعلق بالعلاقة بين الشمال والجنوب إلى ما بعد الحوار وهذا ما كنا قد رفضناه جملة وتفصيلا وأصرينا على أن يكون الحل الأن وفي ظل الحوار وعدم تأجيل مثل هذا القرار المصيري إلى مرحلة ما بعد الحوار لكي لا يتم تمييعه وتضييع الفرصة التي نعتقد أنها لن تتكرر إذا قبل بعض الجنوبيين المنفذين لسيناريو القوى المتنفذة في الشمال أن يتنازلوا عن ما حققناه مع تمسكنا بمشروع استعادة الدولة وحق تقرير المصير )) . 

وتابع قائلا : ((الرئيس هادي لم يرقى اليه قيادة محمد علي أحمد لفريق الحراك وظن أن الرجل سيكون أداة طيعة بيديه ، غير أن لمحمد علي كان رأيا أخر بعد تعامله مباشرة مع القوى المتنفذة والتي وجد انها لا تريد حلا يقبله الجنوبيين ، ومن هنا بدأت شخصنة القضية وكسر العظم بين الرجلين دفع ثمنها الجنوب شعبا وقضية لصالح و القوى المتنفذة في الشمال التي استطاعت أن تدق أسفين بين الطرفين وتصعيد الامر بينهما الى أن دفع بالرئيس هادي التدخل بشكل غير قانوني ومتجاوزا النظام الداخلي لمؤتمر الحوار لشق فريق الحراك في الحوار .. ولهذا قناعتي الشخصية أن الحوار عندما يصل إلى هذا المستوى من التدخل المباشر من رئاسته لحرفه عن مساره  وكلفته حلوله فأنه دليل فشله )) .

وعن من يعرق حل القضية الجنوبية في حوار صنعاء قال شطارة : ((المعرقلون للأسف هم من يقود هذا المؤتمر بدء من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس المؤتمر والذي رمى بكل ثقله السياسي وما كنا نتمنى له أن يكون طرفا بل توسمنا فيه أن يكون هو شوكة الميزان والمرجعية لكل الاطراف المتحاورة ، وأعتقد أن الرئيس هادي ربما تلقى استشارات خاطئة ضخمت له خطورة تصلب الجنوبيين في مواقفهم من قضية الاقاليم مما جعلته أن يظهر وكأنه طرف في عملية شق مكون الحراك بحجة أنه هو من دعم مشاركة الحراك في الحوار ولهذا يملك الحق في التلاعب بالمكون متى ما أراد ذلك كما يعتقد أو صور له ذلك من المستشارين أن يفعل ، إلى جانب السعي المحموم للأمانة العامة للحوار ومكتب فريق المبعوث الدولي جمال بن عمر في القيام بمهام ليست هي من صلب اختصاصاتهم ، فكيف للأستاذ جمال بن عمر أن ينظر في طلب أحاله له الرئيس هادي لابعاد ثلاثة من الجنوبيين في فريق 8 8 ، وهي ليست من اختصاص الاثنين لا الرئيس هادي ولا المبعوث بن عمر يملكان هذا الحق ، بل هي من إختصاص المكون السياسي نفسه )) .

وفيما يلي نص الحوار :

 

 

-      كمشاركين جنوبين في مؤتمر الحوار هل لازال عندكم أمل بحل القضية الجنوبية عبر حوار صنعاء؟

لو لم يكن هناك أمل لما شاركنا في الحوار خاصة وأننا تلقينا وعودا من المجتمع الدولي بأن الحوار لا سقف له ولا شروطا مسبقة .. قضيتنا عادلة ولولا عدالتها لما شاركنا في حوار يشرف عليه المجتمع الدولي والاقليمي ، وأنا كصاحب قضية لم يكن لدي خيار أخر إلا هذا الحوار الذي انتظرناه طويلا لطرح قضيتنا بكل وثائقها وأدلتها على المجتمع الدولي ، ومن تجربة شخصية في السنين التي قضيتها في بريطانيا معارضا لنظام علي عبدالله صالح المخلوع قبل وبعد انطلاقة الحراك الجنوبي السلمي عام 2007 أعرف الصعوبات التي عانينا منها في توصيل القضية بشكل ممنهج وسياسي منظم إلى المؤسسات الدولية ، وكانت هناك اجتهادات تبذل إلا أن رغبتنا كانت شيئا على الرغم مما كنا نبرهنه لهم عن كافة الممارسات الاحتلالية العنصرية التي كان يقودها نظام صنعاء ضد أبناء الجنوب ، وبين علاقات تلك الدول باليمن شيء أخر .

-      ماهي مستجدات موقف القوى النافذة في صنعاء من فيدرالية الإقليمين؟

اولا يجب أن يعرف الرأي العام الجنوبي أننا لسنا من طرح موضوع الفيدرالية سواء من إقليمين أو خمسة ، نحن في فريق الحراك قدمنا رؤية واضحة تتمثل في استعادة الدولة مع خارطة طريق لتنفيذ ذلك .. كل ما في الامر أن بعض الجنوبيين للاسف الشديد جاؤا بمشروع الإقليم الشرقي ومن أطراف جنوبية محسوبة للأسف على أحزاب شمالية .. عندما جاء تكوين فريق 8 8 بعد التعليق الاول لمكون الحراك بسبب أن الشمال تقدم بـ 13 رؤية لحل القضية الجنوبية والحراك تقدم برؤية واحدة وقد أشرت إليها سلفا.

مع بدء عمل فريق 8 8 اقترح المبعوث الدولي إلى اليمن جمال بن عمر والخبراء الدوليون التابعون للأمم المتحدة مسودة الحلول والضمانات تقوم على مشروع قيام نظام اتحادي فيدرالي اما من إقليمين أو خمسة أقاليم ، دون التنازل عن رؤيتنا الاصلية والمتمثلة في استعادة الدولة وتقرير المصير .. نحن –الجنوبيين- في فريق 8 8 تعاطينا مع هذه المسودة من منظور أنه إذا استطعنا أن نحقق من خلالها ما يلبي طموحات وتضحيات الجنوبيين منذ الحرب القذرة عليه واجتياح الجنوب في 1994 ، وأن لم نحقق ذلك فنحن لن نتنازل عن مشروعنا الاصلي .. كانت تلك المسودة هي بالون الاختبار الذي رمته الأمم المتحدة لمعرفة الحل الذي يمكن أن يقبل به الجنوبيون من خلال هذا المؤتمر .. وبالفعل حققنا في المسودة إنجازات كبيرة تعيد الجنوب الى المعادلة السياسية مع الشمال والمناصفة في كافة أجهزة الدولة في السلطة الاتحادية بخمسين في المائة في جميع السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية والامنية والقوات المسلحة وتشكيل غرفة خاصة في البرلمان الاتحادي تسمى غرفة نقض بحيث لا يمرر أي قرار في البرلمان الاتحادي إلا بعد أن تصادق عليه هذه الغرفة ومكونة من أعضاء جنوبيين .. وأصرينا على الاقليمين كون القضية هي الصراع بين الجنوب والشمال ولا يمكن حلها الا بما يرضي الجنوبيين .

والخبراء الدوليون يدركون جيدا أن الجنوبيين في فريق 8 8 لم ولن يتزحزحوا عن مشروع الإقليمين كحد أدنى يمكن الخروج به من هذا الحوار مع مرحلة انتقالية مدتها خمس سنوات وكذا أصرينا على بقاء الإرادة الشعبية السياسية وهي عبارة " حق تقرير المصير " حسب تفسير القانون الدولي ، وظلنا متمسكين بمشروعنا في استعادة لان ما طرح هو مسودة كشفت القناع عن الوجوه القبيحة التي لا تريد حلولا ترضي الشارع الجنوبي .. وعندما شعرت تلك القوى بصلابة موقف الجنوبيين في هذا الفريق بدأت تحييك أساليبها ولجأت إلى ممارساتهاالقديمة في شق الجنوبيين وإدخال عامل الشك في ما بينهم لنزع الثقة في ما بينهم ، كما ارتفعت فجأة أصوات جنوبية للأسف الشديد تطالب بوحدة القرار وعدم التفرد به ، مع أن الجنوبيين المشاركين في هذا الفريق 5 أشخاص وليس شخصا واحدا من يقرر فيه باسم الجنوب .. عندها أيقنت أن هذه المكاسب التي تحققت لم تجد قبولا عند القوى المتنفذة والتي ومن بينها قيادات جنوبية تراعي مصالحها مع القوى المتنفذة في الشمال قبل مصالح شعب الجنوب.

ولتمرير مخططها في شق الجنوبيين وبأياد جنوبية بدأت في دعم بعض الجنوبيين لتنفيذه تحت مبررات غير منطقية ، الا ولأن المخرج (عايز كده) ، فقد رمت هذه القوى بكامل ثقلها وعملت على تبني البعض للخروج عن قيادة الحراك التي شاركت في المؤتمر وتشكيل ما يسمى " لجنة سياسية " وعملت على توجيه رئاسة مؤتمر الحوار والامانة العامة ، كما ورطت أيضا المبعوث الدولي جمال بن عمر في طرح استبدال ثلاثة من فريق 8 8 بثلاثة أخرين بعد مرور شهرين من تشكيله ، وكان واضحا أن السلطة أرادت فرض مشروع غير المشروع الذي قدمه الحراك في استعادة الدولة او التعاطي مع مرحلة انتقالية من إقليمين .. ولهذا الايام ستثبت أن كل هذه الزوبعة المفتعلة لتغيير الثلاثة الجنوبيين من هذا الفريق والتشكيك بالاستاذ محمد علي أحمد الذي كان صلبا في وجه القوى المتنفذة هدفها أما تمرير مشروع الاقاليم الخمسة او للموافقة على تأجيل حسم هذا الموضوع المتعلق بالعلاقة بين الشمال والجنوب إلى ما بعد الحوار وهذا ما كنا قد رفضناه جملة وتفصيلا وأصرينا على أن يكون الحل الأن وفي ظل الحوار وعدم تأجيل مثل هذا القرار المصيري إلى مرحلة ما بعد الحوار لكي لا يتم تمييعه وتضييع الفرصة التي نعتقد أنها لن تتكرر إذا قبل بعض الجنوبيين المنفذين لسيناريو القوى المتنفذة في الشمال أن يتنازلوا عن ما حققناه مع تمسكنا بمشروع استعادة الدولة وحق تقرير المصير . 

-      باعتقادكم من هو المعرقل الأساس لحل القضية الجنوبية في مؤتمر الحوار؟

اذا اردنا التعامل بشفافية واحترام الشعب والتخلي عن صنمية الفرد فإن الزوبعة الجارية على فريق الحراك في الحوار سببها شخصنة القضية وجعلها وكأنها قضية كسر عظم للأسف الشديد بين الرئيس عبدربه منصور هادي وبين الاستاذ محمد علي أحمد .. السياق الذي نعرفه للخلاف هو أن الرئيس هادي لم يرقى اليه قيادة محمد علي أحمد لفريق الحراك وظن أن الرجل سيكون أداة طيعة بيديه ، غير أن لمحمد علي كان رأيا أخر بعد تعامله مباشرة مع القوى المتنفذة والتي وجد انها لا تريد حلا يقبله الجنوبيين ، ومن هنا بدأت شخصنة القضية وكسر العظم بين الرجلين دفع ثمنها الجنوب شعبا وقضية لصالح و القوى المتنفذة في الشمال التي استطاعت أن تدق أسفين بين الطرفين وتصعيد الامر بينهما الى أن دفع بالرئيس هادي التدخل بشكل غير قانوني ومتجاوزا النظام الداخلي لمؤتمر الحوار لشق فريق الحراك في الحوار .. ولهذا قناعتي الشخصية أن الحوار عندما يصل إلى هذا المستوى من التدخل المباشر من رئاسته لحرفه عن مساره  وكلفته حلوله فأنه دليل فشله .

أوكد لك انهلا يوجد معرقل أساس ووحيد لحل القضية الجنوبية والتعامل باحترام مع صمود الشعب الجنوبي الرافض لكل أساليب القهر والتبعية ، الشعب الذي سلبت وسرقت منه ثروته واراضيه وأهينت كرامته والرافض لطمس هويته السياسية والثقافية .. المعرقلون للأسف هم من يقود هذا المؤتمر بدء من الرئيس عبدربه منصور هادي رئيس المؤتمر والذي رمى بكل ثقله السياسي وما كنا نتمنى له أن يكون طرفا بل توسمنا فيه أن يكون هو شوكة الميزان والمرجعية لكل الاطراف المتحاورة ، وأعتقد أن الرئيس هادي ربما تلقى استشارات خاطئة ضخمت له خطورة تصلب الجنوبيين في مواقفهم من قضية الاقاليم مما جعلته أن يظهر وكأنه طرف في عملية شق مكون الحراك بحجة أنه هو من دعم مشاركة الحراك في الحوار ولهذا يملك الحق في التلاعب بالمكون متى ما أراد ذلك كما يعتقد أو صور له ذلك من المستشارين أن يفعل ، إلى جانب السعي المحموم للأمانة العامة للحوار ومكتب فريق المبعوث الدولي جمال بن عمر في القيام بمهام ليست هي من صلب اختصاصاتهم ، فكيف للأستاذ جمال بن عمر أن ينظر في طلب أحاله له الرئيس هادي لابعاد ثلاثة من الجنوبيين في فريق 8 8 ، وهي ليست من اختصاص الاثنين لا الرئيس هادي ولا المبعوث بن عمر يملكان هذا الحق ، بل هي من إختصاص المكون السياسي نفسه .. إن الذين يريدون أن يبنوا من خلال هذا الحوار دولة تحترم إرادة الاخرين قد فشلوا من خلال عدم احترامهم لإرادة الشارع الجنوبي والذي كنا صوته ومعبرين عن قناعاته ، بل وللأسف نزعوا حيادية الممثل الدولي الذي ما كان له أن يقحم نفسه في البث في التوجيهات العليا لتغيير ممثلين عن الحراك بأخرين دون أي مبررات مقنعة تعطيه الحق في مناقشة ذلك ، خاصة وهو على قناعة تامة أنه يعمل ذلك بعيدا عن قناعاته ، ولكنه يدرك أن إقحامه في هذه اللعبة وإن مررت فسوف تخسره الكثير .. الرئيس هادي والمبعوث الدولي بن عمر هما من أوائل من أقروا بجميع الاسماء التي ستشارك في فريق الـ 16 قبل أكثر من شهرين ، وشخصيا كنت خارج اليمن عندما تم اختياري ضمن الثمانية الجنوبيين ، ولكن للأسف عندما رأوا أن قناعاتي مع خيارات شعب الجنوب لا مع من اختارني راؤوا أن يتم استبعادي وبقية الأربعة الاخرين من الجنوبيين بسبب صلابة الموقف والأيام ستكشف أننا رفضنا المساومة بقضية شعب الجنوب وسندفع ثمن رفضنا هذا بحملة سخيفة من التشوية من المطبخ نفسه الذي يشوه سمعة الأستاذ محمد علي أحمد.

هناك معرقلون اخرون تلاعبوا بالوقت واضاعوه في مبررات يعرفها جيدا الرئيس هادي والمبعوث الدولي والأمانة العامة للحوار ، يعرفون من هي المكونات المعرقلة في عدم تقديم مشاريعها لحل القضية الجنوبية والرافضة لأي حلول ، ولكن للأسف لم يتم شق صفها أو التدخل في شؤونها أو حتى الإشارة إليها .. هذا يعطينا أن من سعى إلى شق مكون الحراك أخافه المشروع الذي يحمله وما يزال مدافعا عنه.

-      ألا ترون أن خيار الفيدرالية بإقليمين تجاوزه شعب الجنوب؟

أشرت مسهبا حول هذا السؤال في إجابة سابقة ، وأكرر هنا أن مشروع الاقليمين لم يكن مطروحا من قبل الحراك بل طرح كمسودة لم يتم التوافق حولها بعد لأننا كنا وما زلنا رافضين للمشاريع الاخرى التي تنتقص من حق الجنوبيين في استعادة دولتهم عاجلا عبر استعادة الدولة أو أجلا عبر مرحلة انتقالية من إقليمين.

-      ما الذي تتوقعه من الشارع الجنوبي لو خرج مؤتمر الحوار بخيار الفيدرالية بإقليمين؟

اذا وافقت كل الاطراف السياسية على مشروع الإقليمين بالنتائج التي قد قطعناها خلال الشهرين الماضيين ، فأعتقد أنه سيكون مقبولا في الشارع الجنوبي لأن هذه المرحلة ستجعله يقف على أرضية صلبة سياسيا تعيده إلى المعادلة السياسية مع الشمال وبحدود ما قبل 22 مايو 1990 ، كما أن هذه المرحلة ستمكنه من بناء مؤسساته الاقتصادية والاستفادة من موارده وثرواته التي ظلت وما تزال تنهب من قبل قلة نافذة ، ناهيك أن الجنوب بحاجة أيضا الى مرحلة يعيد فيها نظمه الإدارية وبنيته التحتية التي دمرت طيلة سنوات الوحدة ، بالإضافة الى بناء مؤسساته التعليمية التي ضربت بشكل متعمد وأرجعت مستوى التعليم العامل الاساس في بناء أية أمة إلى عشرات السنين للخلف عن ما كان عليه التعليم في الجنوب قبل الوحدة .

-       كيف تنظرون إلى مواقف بعض أعضاء المكون الجنوبي في الحوار الذين اتخذوا مواقف معاكسة  بينها كسر مقاطعة المكون الجنوبي للجلسة الثالثة للحوار؟

للأسف من يتهم رئيس فريق الحراك في الحوار الاستاذ محمد علي أحمد بالتفرد بالقرار هو نفسه من تفرد بقرار شق الصف ووضع نفسه في مواجهة استطاع وبدعم سخي من رأس السلطة أن يحدث اختراقا في مكون الحراك ويكتل ضد قيادته بل شكك في نزاهة كل من يختلف معه لأنه مدعوما من قبل عدة أطراف بينها رئاسة الدولة مع كل أسف ، وهي المؤسسة التي طلبنا باستمرار منها أن تبقى على مسافة واحدة مع كل الاطراف والمكونات السياسية المشاركة في الحوار والتعامل بحيادية مع الجميع .

-      بعد ستة أشهر من مشاركتك في مؤتمر الحوار هل لازلت معتقدا أن قرارك بالمشاركة كان صائبا؟

نعم ما زلت مقتنعا أن قرار مشاركتي كان صائبا ولست نادما عليه ، يكفي إذا لم يتحقق لنا ولشعبنا ما جئنا من أجله ، يكفي أننا استطعنا أن نثبت مشروعية وعدالة القضية الجنوبية على المجتمع الدولي لأننا حملنا مطالب الملايين من أبناء الجنوب التي خرجت في مليونيات تعبر عن رفض هذه الوحدة والمطالبة بحقها في تقرير مصيرها وفقا للإرادة الشعبية التي تحترمها كل دول العالم الموقعة على المواثيق الدولية في الأمم المتحدة.

 يكفينا أننا مارسنا العمل السياسي بمهنية واقتدار وفضحنا لإخواننا في الشمال قبل العالم حجم الكارثة التي يعيشها شعب الجنوب في تكالب كافة القوى في الشمال بما فيها القوى التي تدعي حمايتها واحترامها لحرية وحقوق الاخرين ضد مصالح الجنوبيين وحقهم في استعادة دولتهم .

-      هل هناك أمور كانت تدور خلف الكواليس للالتفاف على القضية الجنوبية في حوار صنعاء وهل ممكن تكشف لنا شيئا منها؟

نعم للأسف الشديد التركة التي خلفتها مدرسة نظام الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح جراء ممارستها باقتدار مع فارق بسيط أن صالح كان يكشر في وجه القضية الجنوبية وهادي يبتسم وهو يطبق منهج صالح نفسه في التعامل مع القضية الجنوبية .. عقلية أنا وما أنتم إلا تابعين لي .. وأكبر دليل على ما كان يدور خلف الكواليس هو السرعة في شق لحمة مكون الحراك الذي حدث وبشكل هيستيري يجعلك تشعر بالغثيان .. ولكننا نقول أن الشارع الجنوبي وحراكه السلمي الذي أفشل محاولات كثيرة لكسر ثورته السلمية ، لن يمرر هذه المحاولة مهما كانت المشاريع سواء خمسة أقاليم او حتى تأجيل الحل إلى ما بعد الحوار.

-      هل لديكم كمكون جنوبي في الحوار صلات بقوى سياسية في الشمال في سبيل فرض خيار فيدرالية الإقليمين؟

الحزب الاشتراكي اليمني وأنصار الله ومكون الشباب الذي قدم رؤيته في الحلول تتبنى فكرة دولة اتحادية من إقليمين ، ونتمنى على هذه القوى أن تتمسك بما أعلنته في هذا الحل لتقطع الطريق وتفضح من يريد أن يفرض مشروعا بديلا خارجا عن ما أعلنته في برامجها للحلول.

-      قال وزير الخارجية الأسبق عبدالله الأصنج انه فصلكم من تكتل المستقلين الجنوبيين، من تمثل حاليا في مؤتمر الحوار؟

حتى اليوم لم أستلم رسميا من الاستاذ عبدالله عبدالمجيد الأصنج ما يؤكد ما نسب إلى المصدر المقرب منه ، خاصة وأني كنت في زيارته في مدينة جدة للتشاور ولم أجد من الاستاذ والشخصية السياسية اليمنية عبدالله الاصنج ما يبرر ما نسب إليه.

-      كنتم من أوائل من حضر اللقاء الصحفي مع الرئيس البيض عند عودته إلى العمل السياسي في 2009 ثم اتخذتم مواقف مناهضة له، لماذا تغير موقفكم من البيض؟

نعم كنت من أوائل الذين ألتقوه بعد اتصاله بعدة ايام وإعلانه عن خروجه من مسقط ، وتوقعت أن الرئيس البيض بعد 15 سنة من البقاء صامتا أن يكون خروجه يحمل مشروعا للم الشمل الجنوبي في الخارج وتشكيل قيادة جنوبية موحدة تعمل على تدويل قضية شعب الجنوب في المحافل الدولية .. ولكن أيقنت من ذلك اللقاء أن قيادتنا للأسف لم تتعلم الدرس بعد ، وكل ما اتمناه أن يكون المؤتمر الجنوبي – الجنوبي الذي يجري الإعداد له أخر المطاف لهؤلاء جميعا ويعملوا على نسيان الماضي ويعملوا على إبراز قيادة شابة جديدة تستطيع أن تتحمل مسؤوليتها تجاه شعب الجنوب وتحقق له مطلبه الشرعي والوحيد في استعادة دولته وحقه في تقرير مستقبله السياسي.

-       باعتبارك كنت مغتربا في العاصمة البريطانية لندن طوال السنوات الماضية ما أكثر شيء أذهلك عند عودتك إلى عدن اجتماعيا أوسياسيا؟

سياسيا ما اذهلني أني وجدت شبابا مبهرا في عقليته وتفكيره السياسي المنفتح على الرغم من الثقافة التي نشرها نظام المخلوع منذ احتلاله للجنوب 1994 وحتى اليوم ، ناهيك عن قبولهم بعضهم لبعض على الرغم من أن نظام صنعاء يتفنن على تكريس سياسة فرق تسد بين الجنوبيين ، والشباب في الجنوب أمامهم اليوم فرصة تاريخية لحمل مسيرة النضال السلمي بافكارهم المتقدة وعقليتهم المنفتحة.

-      كيف تقيمون واقع الحراك الجنوبي اليوم؟

الحراك بحاجة إلى تصحيح وتقييم مساره ، وأن يترك المجال للشباب ليرسموا ملامح المستقبل للجنوب الذي يريدونه بعيداعن تأثيرات رواسب الماضي السياسية في الجنوب ، او من اعتلالات ثقافة الكراهية ورفض الاخر التي كرسها نظام الشمال في الجنوب طيلة 23 عاما.

-      باعتقادكم ماهي المعضلة الرئيسة التي يعاني منها الحراك الجنوبي أو تقف حائلا أمامه للوصول إلى استعادة الدولة؟

المعضلة في تقوقع الفكر الاقصائي السابق نفسه .. ومنع وصول الشباب إلى تحمل مسؤوليتهم تجاه مستقبلهم ومستقبل .

-      كيف تنظرون إلى الخلافات والتباينات داخل الحراك الجنوبي وهل باعتقادكم وصلت الى مرحلة الخطر؟

الخطر سيكون على تلك القيادات وليس على الحراك ، فقضية شعب صبر وصابر وقدم طابورا من الشهداء لا يجب اختصارها في صراع رموز بذاتها .. أنا واثق أن الشباب بذهنيتهم النيرة سينهون حقبة القيادات الجنوبية السابقة وسيلجون مرحلة سياسية لا تحمل خلافات وصراعات الماضي.

-      ماهي رسالتك للقيادات الجنوبية التاريخية؟

أن يفسحوا المجال لظهور قيادات بديلة ووجوه سياسية جديدة وشابة ، وأن يكونوا داعمين لهذه القيادات الشابة بالمشورة أو المال ويتركوا القرار لمن سيخلفهم في حمل راية المستقبل ومشروعه السياسي الذي يقررونه بأنفسهم.

-      كلمة أخيرة تودون قولها؟

أقول للرئيس عبدربه منصور هادي أنك تضيع على نفسك وشعب الجنوب فرصة ذهبية في الخروج من هذا المؤتمر بحلول يقبلها الشعب الجنوبي، اذا بقيت تتعامل باستعلاء مع الجنوبيين في الحوار .. أما أن تعملوا كما اريد او ساعمل بكم ما اريد .. منطق أعوج وقد فشل به سلفك ضد الجنوب والجنوبيين ، أقول لمن يحاول أن يتذاكى على شعب الجنوب بأن هذه القضية بحاملها السياسي الحراك السلمي انطلق لينتصر ولن يكل او يمل هذا الشعب العظيم حتى يحقق اهداف انطلاقته في التحرر واستعادة دولته عاجلا أم أجلا .. شاء من شاء وأبى من أبى .

 

* نقلا عن صحيفة (الأمناء)