المجلس الانتقالي الجنوبي يجري اتصالات سرية مع إسرائيل

شبوة برس – خاص – عدن

في مشهد لا يخلو من السخرية، يواصل ساسة اليمن وأحزابه ومسؤولوه ومدونوه ترديد أسطوانة مشروخة عن "اتصالات سرية" للمجلس الانتقالي الجنوبي مع إسرائيل، وكأنهم وجدوا أخيراً شماعة يعلقون عليها فشلهم التاريخي. العجيب أن هذه المزاعم تُدار من غرف وزارة الإعلام اليمنية وأقبية أجهزة مخابرات "الشرعية"، وتُمرر بسلاسة عبر بعض القنوات العربية التي احترفت الابتذال السياسي، وبمباركة حوثية لا ترى بأساً في الكذب ما دام يخدم الخصومة مع الجنوب. هكذا تتحول الإشاعة إلى خبر، والافتراء إلى تحليل، بينما يغيب السؤال البديهي: كيف يتآمر كيان لم يعلن دولته بعد، فيما يتناسى هؤلاء سجلاتهم الثقيلة واتصالاتهم المعلنة والمخفية، ويصرون على بيع الوهم لجمهور اعتاد سماع الضجيج دون أدلة.

ويزداد المشهد تهكماً حين يستحضر المتابع زيارة الهالك "عبدالكريم الإرياني" وزير خارجية اليمن الأشهر والأقبح المتصهين السرية إلى إسرائيل قبيل حرب 1994التي وثقها موقع "شبوة برس" في نشرات سابقة، تلك الزيارة التي حاولت صنعاء اليوم دفنها في أرشيف النسيان. فبينما يتباكون على "الأخلاق الوطنية" ويتهمون الجنوب زوراً، كان أحد أبرز عقول النظام اليمني يتنقل بحثاً عن دعم إسرائيلي مباشر وغير مباشر ضد الجنوب العربي في حرب العدوان اليمني عام 1994، ويطرق أبواب اللوبيات الصهيونية في واشنطن لتأمين غطاء سياسي وإقليمي للحرب. عندها فقط تتضح المفارقة الفاضحة: من زار وتواصل وتحالف هو اليمن الرسمي، لا المجلس الانتقالي الجنوبي الذي لم يكن حينها ولا اليوم دولة، وإنما مشروع تحرر يُراد تشويهه بكل كذبة متاحة.

إن كل هذا التاريخ يضع في دائرة الضوء حقيقة واحدة واضحة: أن أي دعم أو تواصل مع إسرائيل كان لصالح اليمن، وليس الجنوب العربي الذي لم يعلن عن دولة بعد. وبالتالي، فإن الدعاية التي تزعم تعاون المجلس الانتقالي مع إسرائيل، لا تعدو كونها محاولة يائسة لتشويه الحقائق، واستغلال نفوذ بعض الإعلاميين اليمنيين وصحفيي الحزب الحاكم لتضليل الرأي العام العربي.

"شبوة برس" تؤكد أن الجنوب العربي، ممثلاً بمجلسه الانتقالي وقواته، لم يكن يوماً جزءاً من أي تحالف سري مع إسرائيل، وأن كل محاولات الإساءة والإفتراء عبر وسائل الإعلام العربية واليمنية لن تغيّر واقعاً تاريخياً ووطنياً موثقاً بعناية من قبل "شبوة برس" في سلسلة تحقيقات حصرية، ستنشر تباعاً لتفنيد كل الادعاءات.

شبوة برس – في متابعة وتحقيق مستمر لكل ما يتعلق بمحاولات التشويه الإعلامي للجنوب العربي وحقيقة العلاقات الدولية السابقة واليومية