قال كاتب سياسي أن "خلاصة البيان الصادر عن مجلس القيادة الرئاسي يوم أمس ، تأجيل حالة الإنفجار والتوافق على إدارة أزمات المجلس والإطالة بعمره إلى أمد منظور قادم وأن قرارات عيدروس رئيس الانتقالي ،بل تمتد إلى ماقبل ثلاث سنوات ،وإنّ قرارات الإنتقالي الخاص بتعيينات كوادره هي نقطة إفاضة الكأس ، وإخراج أزمة الرئاسي من وضع الصامت المسكوت عنه إلى العلني".
عن هذا الموضوع محرر "شبوة برس" أطلع على ما كتبه الصحفي "خالد سلمان" على منصته وننشر نصه:
البيان يكشف حجم الأزمة التي تسيطر على مفاصل المجلس ،وحالة الفرز بين توجهات اعضاءه ، وانها ليست وليدة قرارات عيدروس رئيس الانتقالي ،بل تمتد إلى ماقبل ثلاث سنوات ،وإنّ قرارات الإنتقالي الخاص بتعيينات كوادره هي نقطة إفاضة الكأس ، وإخراج أزمة الرئاسي من وضع الصامت المسكوت عنه إلى العلني ، المثير لقلق الرعاة الإقليميين.
منذ عام 22 والمجلس يخوض عراكاً ضد نفسه ،وإن قرارات التعيين غير التوافقية ظلت شاغل هذا المكون القيادي ، في حين وظيفته الرئيسة انزاحت إلى الظل المعتم ، الخدمات والرواتب والتحرير.
الحلول التي تم تصديرها للرأي العام الخميس الماضي ، بتكليف اللجنة القانونية المساندة للمجلس ،بإعادة مراجعة حزمة القرارات وتصويبها بمطابقتها بقرار وضوابط نقل السلطة ، لن يحل الأزمة ، وأن بدائل فشل هذا الخيار ،لايزال الورقة السحرية الأخيرة المخفية تحت قبعها الداعم الإقليمي ، وهي إعلان مراسيم وفاة الرئاسي واستيلاد البديل الذي لم تتضح معالمه ، وإن كان طابعه العام مغادرة فكرة القيادة الجماعية، التي تحولت إلى معركة تكسير رؤوس ، وطرح مواءمة بديلة ، بالإكتفاء برئيس ونائب للرئيس بصلاحيات محددة غير ملتبسه ، أحدهما من الجنوب ممثلاً للقضية الجنوبية .
المجلس الرئاسي مأزوم وحمل في سنواته الماضية كل عوامل الفشل ، وسيحمل ذات اسباب تعثره في ظل صراعات مراكز القوى داخله ، واستبدال الخصومة ، من مركزية مواجهة الحوثي ،إلى صراع بيني طرفه المجلس الإنتقالي الذي يعاد بخطابات الحرب و بالتحشيد ضده ،استحضار اجواء ماقبل حرب 94 التي بدأت بالتخوين والتكفير وانتهت بالغزو.
جذر مشكلة المجتمع مع الرئاسي ، إن الحوثي ليس خصمه الرئيس، وإن مصالح الناس خارج جدول أعمال المجلس ، وإن طاحونة صراع اطرافه تبدأ وتنتهي بالتعيينات وتقاسم النفوذ.
وبهكذا يتعمق إحساس الشارع إن المجلس حاضنة مصالح لأطرافه لا تحرير ، وإنه ولد ميتاً وإن بقي على حاله، قريباً سيتعفن.